مقالات وآراء سياسية

المعارض منهم يبذل جثته بدلا من تقديم البديل

أسامة ضي النعيم محمد

 

لا يتم الخروج من أزمة السودان الا عبرجثته ، يبذلها لايقاف تنفيذ الاتفاق الاطاري ، ذلك معني تصريحات مني أركومناوي وكتلته ، لم يفتح الله عليهم طوال أكثر من عام لتقديم رؤية من منصتهم للعبور من نفق الازمة السودانية ، أُمنيات البعض منهم أن تأتي خارطة الطريق عبر تدافعهم الي العين السخنة أو شرم الشيخ ، جمعهم تحول في فبراير 2023م الي حلقة تلاميذ يتلقون دروس الديمقراطية عبر التجربة الرواندية ، محاضرات ألقتها عليهم محاضرة مصرية من داخل قاعات المدينة الادارية بمصر.

لم يتصفح الملآ من الكتلة الديمقراطية كتب التأريخ  قبل شدهم الرحال للمدينة الادارية بمصر، تتحدث  عبر التاريخ عن العلاقات  السودانية المصرية ، اذ يتنمر دائما الحاكم المصري ليبقي السودان خلف مصر، فقط ممر مائي يعبر منه نهر النيل ليروي أم الدنيا انسانا وزرعا ، هناك تقدم مصر للنيل العظيم القرابين ، من أرض السودان حشر الحاكم المصري أجناده ، الرجال الاشداء الذين يصلحون للجندية وحماية مصر يُجلبون من السودان ، عمال المنازل والبوابين الثقاة يستقدمهم الباشوات عبر تجارة الرقيق من السودان ، مصر عبد الناصرحاولت تغيير أساليب السيطرة علي أرض السودان ، كانت اتفاقية 1959م لتحصل مصر علي حصة الاسد من مياه النيل وتبني سدها العالي في أرض اثارالممالك السودانية ، ثم محاولات تسويق الجبهة الاسلامية في عهد مبارك بحسبانها النظام الاقدر علي تجزئة السودان واخراج دولة مسيحية من فضاء أرض السودان.

معارضة الاتفاق الاطاري لا تأتي بطرح جثة لتقف دون تنفيذه ، مسودة موازية ترسم وتعالج منهج الحكم في السودان كان هو البديل عن تلك الجثة المعروضة ، لا تشد الرحال الي مصر بل يمكن رسمها في فاشر السلطان ، تتداعي الكتلة الديمقراطية بمكوناتها الي الفاشر لترسم للسودان طريق الخروج من الازمة ، ثم تذهب الوفود الي رواندا بأقصر الطرق لتقف علي التجربة الرواندية ، يحدثهم عنها خبراء في دولة رواندا .

المعارضة من الكتلة الديمقراطية يُغم عليها التفريق بين معارضة الاوطان ومناكفة الاشخاص ، تلك الجثث التي تبذل لمعارضة خارطة الطريق لاخراج البلاد من معضلة الحكم ، هدفها ابقاء أصحاب المناصب من الكتلة الديمقراطية مهما كانت قراءة خارطة الطريق ، المطالبة باعادة د حمدوك لمنصب رئيس الوزراء عند الكتلة الديمقراطية بمثابة اعلان لهم لحمل السلاح .

الارتفاع الي سقف المعارضة البناءة ، اعادة النازحين الي قراهم ، بناء منازل عصرية وتزويدها بشبكة الكهرباء والمياه الصالحة ، لا تكون بثمن جثة تعارض الاتفاق الاطاري ، المطلوب من حامل الجثة  تقديم رؤية ذهنية ، يردفها بمصادر تمويل عالمية كما فعل د حمدوك ، تعمل علي بناء السودان من دارفور الي سنكات.

تبقي المطالبة بانضمام الكتلة الديمقراطية والتوقيع علي الاتفاق الاطاري هو البديل المطروح ، الكتلة الديمقراطية لا تعرض اتفاقا ورؤية موازية بل تبذل جثة مناوي ليعبر عليها الاتفاق الاطاري ، ما هكذا تبني الاوطان ولا ذاك من حصافة رعاة الابل وهم يوردونها.

 

 

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..