اِنقلاب الكراسي الخالية

أسامة ضي النعيم محمد
نقلته القنوات الفضائية المهتمة بالشأن السوداني في مساء 30/03/2023م ، الكراسي الامامية المخصصة للمكون العسكري خالية ، جلسة الترتيبات الامنية ودمج الجيوش غاب عنها العضو الفاعل أو قل المادة الاساسية لتعجيل التفاعل ، انقلاب ونكوص شهده العالم ، صحيح لم تحرك الدبابات من الشجرة أو يذاع البيان من مقر منظمة الدعوة الاسلامية ، لكنه انقلاب سلمي يحاكي مظاهرات شباب السودان كما هي ممتدة مذ ديسمبر2018م الي أن تنيخ المطايا عند الجودي السوداني.
انقلاب أبيض يعيد الاذهان الي انقلابات مماثلة ، في معركة صفين بين علي ومعاوية ، قام عمرو بن العاص بخدعة ، حيث دعا جيش معاوية الي رفع المصاحف علي أسنة الرماح ، معني ذلك أن القران حكم بينهم ، ليدعوا جيش علي الي التوقف عن القتال ويدعو عليا الي حكم القران ، تفادي بذلك جيش معاوية هزيمة كانت ستقلب التأريخ الاسلامي بعد عهد الخلفاء الراشدين.
منظرالكراسي المهجورة في القاعة التي كانت تبحث الترتيبات الامنية لتتويج مخرجات أول أبريل 2023م ، جاءت لتعلن أن كذبة أبريل حدث يجب أن يحتفي به المكون العسكري ويعلنه للعالم في التأريخ الحديث يعيدنا الي مايو 1971م ، في ذلك التأريخ انقلب الرئيس السادات علي مجموعة سامي شرف مدير مكتب عبد الناصر ، يدعم سامي شرف مجموعة شعراوي جمعة وزير الداخلية ، الخطة كانت أن تمارس المجموعة لعبة (سيما أونطة — هاتوا فلوسنا) ، حركة تمسح فيها الارجل بلاط القاعة لمنع صوت المتحدث الرئيس السادات ، يقوم بها عادة جمهور التيرسو في قاعة السينما عندما لا يعحبهم الفلم المعروض ، مارست مجموعة سامي شرف تلك البلطجة علي السادات ولكنه بادل انقلابهم بحركة تصحيحية ازاحتهم عن مسرح السياسة المصرية وكسر شوكة مراكز القوي .
عجم أعواده ووجد الرئيس البرهان الحل ، الحرب خدعة هو ما تعلمه من دروس في فنون قتال الاعداء ، الوطن السودان وثورة شبابه هم العدو ، لم ينجح معهم الانقلاب في 25 أكتوبر2021م ، طار للتعزية في وفاة الملكة اليزابث كرئيس للسودان ، البسته المراسم في (الفُرن أوفس) البريطانية سربال قائد الجيش السوداني ، عاد ليمارس لعبة (ملوص) أو قل سحرة فرعون وهم يقارعون عصي سيدنا موسي الحجة ، هكذا كانت عند البرهان (سواقة الخلاء) لتنفيذ مواقيت تنفيذ الاتفاق الاطاري مواقيت ابريلية تتماشي مع أعياد الاحتفال بالكذبة الشهيرة في أبريل الشهر المحرم في أوله قول الصدق عند الفرنجة.
تغيب الحكمة في ادارة الشأن السوداني ، لم يعد الرئيس هو من ينطق صدقا ، يبحث دائما في (مخباته) ليخرج علينا بتطبيقات نقض العهود ، يستحضر صنيع عمرو بن العاص في معركة صفين ، ذات الخدعة ولثلاثين من عجاف السنين كانت بين (الاخوان) ، هي دستورهم زادوا عليها رفع السبابة ، أكلوا من وراء الخدعة أموالا دون وجه حق ، تملكوا الاراضي حول جامعة الخرطوم وقصر غردون ، كانت الامنيات أن يستخرجوا صك بملكية ذلك القصر ليصبح من أملاك كرتي أو السيدة وداد ، عاجلت المنية نظامهم وعلي عجل أودعوا الدولارات المنهوبة في البنوك التركية والماليزية ، كانت حصيلة الكذبة لا بأس بها ، فقط يعكر صفو الاستمتاع بها سحتا ذلك البعبع أي لجنة ازالة التمكين .
تقف تطبيقات الاتفاق الاطاري حجر عثرة ، ينوع البرهان في تكتيك الخروج منه ونقضه كما في عهود سابقات ، انقلاب الكراسي الفارغة نسخة من الانقلابات التي تمنح زمنا ، لا يستطيع المجتمع الدولي شجبها لانها لم تراق فيها دماء أو تمارس فيها اغتصابات أو اختفاء قسري كما في فض الاعتصام الشهير ، هو انقلاب مبرء من انتهاك حقوق الانسان لا شبهة عليه ، فقط تغييب الرئيس ومكونه العسكري لانفسهم من مجلس حكمهم ، خالفوا بلقيس في حكمتها وهي تتلقي كتاب كريم من سيدنا سليمان وتطلب رأي الملآ قبل أن تقطع برأى، دفع الشعب السودان بذلك الكتاب في نموذج الاتفاق الاطاري ، المتوقع من رأس الدولة أن ينشد الملآ الفتوي حتي يقطع برأي . في النموذج السوداني غيب الرئيس نفسه عن مجلس حكمه.
كتاب التأريخ يجري عليه القلم ليسجل علي البرهان ، التفريط في مصلحةالسودان وشعبه مقابل الجلوس علي كرسي الحكم لاطول فترة ، تكتيك الاقبال والادبار واستدعاء خدع التأريخ المنبوذة ديدن المكون العسكري في الحكم ، الكراسي الخالية تقف شاهدا علي انقلاب جري علي الاتفاق الاطاري في 30/03/2023م ليسبق تعهدات في ميقات أول ابريل2023م.
وتقبلوا أطيب تحياتي