مساعد مستشار حمدوك السابق: جزء من الإسلاميين لازم يشارك في قضايا التحول الديمقراطي الطويلة

• لا بد من العمل بوضوح ومواجهة الاختلافات بالحوار
• الحرية والتغيير كانت تنظر للفترة الانتقالية على أنها للحكم وللصفقات وليس الإصلاح

حوار: فاطمة مبارك ـ محجوب عيسى

# خلال فترة وجودكم في الجهاز التنفيذي هل كان هناك تناغم بينكم؟

لا يوجد تناغم داخل الجهاز التنفيذي، صحيح كل الناس كانت تريد عمل حاجة (كويسة)، لكن لم يكن هناك وقت لتطوير رؤية العمل المشترك

# هل كانت هناك أسباب موضوعية؟

فترة إغلاق كورونا كان لها تأثير على خلق وحدة في جهاز الدولة، الأمر الثاني المؤسسة العسكرية كانت تعمل على وضع العراقيل، إضافة للصراع الخفي بين البرهان وحميدتي، كما أن الحرية والتغيير كانت تنظر للفترة الانتقالية على أنها فترة حكم وعمل للصفقات وليس إصلاحاً.

# يبدو أن موضوع اختيار الولاة كان من ضمن الأشياء التي لم تتم حولها رؤية فتحول لصدام؟

موضوع الولاة نتج عنه صدام كبير بين الجهاز التنفيذي والحرية والتغيير.

هناك من جند أشخاصاً ليأتي بهم في منصب الوالي، أحد الأحزاب جند  امرأة ودخلها الحزب في تلك الأيام ليأتي بها والية، النظر للفترة الانتقالية على أنها فترة حكم واحد كان من المشاكل الكبيرة وتعتبر واحدة من الصعوبات .

# على ذكر الصراع الذي كان مخفياً بين البرهان وحميدتي، وانفجر هذه الأيام على ماذا يقوم التحالف الجديد بين حميدتي مع مركزي التغيير؟

موضوع تحالف حميدتي مع مركزي الحرية والتغيير عبارة عن تفاهم، وما جمعهم هو عداؤهم للطرف الآخر، وما يقربهم خلافهم مع البرهان.

# ألا توجد علاقات شخصية بينهما؟

هناك أفراد داخل مركزي الحرية والتغيير لديهم علاقات شخصية مع عبدالرحيم دقلو، ويرون إمكانية، استغلال النفوذ لتحقيق طموحاتهم الذاتية، حيث أن أغلب التحالفات مبنية على أسس جهوية وهذا الأمر لن يقود للأمام، الناس محتاجة لعملية إصلاح بدمج الدعم السريع في الجيش والى إصلاح سياسي يوحد مركز اتخاذ القرار.

الحرية والتغيير المنتظرة حميدتي يدعمها، لا يمكن أن يكون معها في نفس المركب.

حميدتي له مشاريعه مع الروس

# هناك مخاوف من صدام متوقع بين الجيش والدعم السريع، إلى أي مدى هذه المخاوف مبررة؟

الصدام لا يمكن أن يحدث، كل واحد يعض أصبع التاني ومنتظر التاني يفك، لكن لن يتصادما، الاثنان، فاهمين أنه في لحظة الصدام مصالحهما ستنتهي وليست لهما القدرة على تحمل العواقب.

# ما تفسير ما يحدث بينهما؟

هناك تنافس بين البرهان وحميدتي على السلطة والنفوذ في الارتباطات الدولية والإقليمية هم أقرب للاتفاق.

# يبدو أن لحميدتي طموح سياسي ظهر من خلال تحالفه غير المعلن مع مركزي التغيير؟

حميدتي لا يمكن أن يكون داعماً للتحول الديمقراطي، لأنه جسم غريب على جهاز الدولة، كما أن الجيش محتاج لإصلاح لا اختلاف في ذلك.

# ما هي الهواشة الثانية؟

الهواشة الثانية الكيزان، والشعب واجههم نهاراً دخل القيادة العامة وأسقطهم.  وفي تقديري الزيارة الاجتماعية التي قام بها كرتي للجزيرة الأيام الماضية، محاولة لابتزاز القوى الديمقراطية، لكن الثورة نجحت في تقسيم السودان، إلى معسكرين، قوى ردة وقوى المستقبل.

# ما أسميتها قوى المستقبل بينها خلافات، كيف تحقق الغايات المنشودة؟

من طبيعة الديمقراطية المساهمة في الخلاف والاختلاف وإدارته بالشكل الأمثل، وهذا يؤدي لمساحة اتفاق واسعة ويقود لإدارة مخرجات الخلاف

# ماذا بشأن من أسميتها قوى الردة؟

بالنسبة لقوى الردة، أياً كان ما تعد به، لن يقود للأمام والسودان لن يرجع إلى ما قبل ١١ أبريل ٢٠١٩م. هناك وعي وطموحات وآمال خلقتها الثورة، والاختلاف يساعد في تطوير المناهج، وإدارته بالديمقراطية، بينما تؤدي قوى الردة للقمع والاختلاف والمقاومة، الشباب ينشدون المستقبل لا يريدون  الرجوع للوراء، التهديد بفزاعة الكيزان حاجة غير سليمة.

# هل تقصد بالكيزان كل الإسلاميين؟

هناك جزء من الإسلاميين، لازم يشارك في قضايا التحول الديمقراطي الطويلة، نظام الحكم والدستور.

وفي تقديري الوضوح المبدئي في هذه القضايا هو الذي يحلها وليس العمل (بالدس)، لابد من العمل بوضوح ومواجهة الاختلافات بالحوار، لكن لا يمكن أن تتحدث عن عمل ورش وتعمل اتفاق (بالجمبة) قبل انتهاء الورش.

# هناك من يضع كل الإسلاميين في سلة واحدة؟

هناك إسلاميون لم يرتكبوا جرائم، مشكلة مع الذين ارتكبوا جرائم وأفسدوا،  الأجرم يجب أن يدخل السجن، من كانت له مسؤزلية سياسية ينبغي أن يتحمل المسؤولية كاملة، الأفسد يحاسب، لكن يتم ذلك بالمحكمة وليس   بلجنة إدارية.

# تقصد لجنة تفكيك نظام ٣٠ يونيو؟

هذه اللجنة، كانت لجنة تفكيك، واستخدمت سلطة إدارية لتنفيذ سلطات قضائية.

# برأيك هل الأحزاب مؤهلة للانتخابات؟

أي شخص يعتقد أنه مؤهل، لكن إذا أجريت الانتخابات بعد سنتين، البلد نفسها لن تكون مؤهلة ومهيأة.

الديمقراطية نظام يبني وجهاز الدولة يبدأ من القاعدة وينتهي في رأس الدولة، والبداية تكون بانتخاب رئيس اللجنة الشعبية، ومن ثم هياكل الحكم المحلي، المجالس المحلية ومن ثم مجالس الولايات، ويتناقش الناس حول هل يعين المعتمد من قبل الوالي أم يتم انتخابه.

# والمجلس التشريعي؟

بعد عام يمكن أن يتم انتخاب المجلس التشريعي أو نصفه، والنص التالي بعد سنتين، لأن السودان بلد كبير، وهناك تأثير للقيادات القبلية ولهذا السبب لا يمكن أن تشترط أن يكون كل الأعضاء حاصلين على شهادة جامعية. والجهاز التنفيذي حسب التدرج الديمقراطي، من مهامه إعادة بناء الاقتصاد والنظام الصحي والإصلاح الأمني والعسكري.

 #ما الشيء الذي تحققه فكرة تقسيم المجلس التشريعي؟

تضمن استمرارية البرامج وتصحيح الأخطاء بسرعة وتمثيل أوسع للمناطق المتعددة، لو تم تكوين الهياكل بهذه الطريقة لن يحدث انقلاب .

# البرهان قال إنه استند على قانون القوات المسلحة في تنفيذ ما اعتبر  انقلاب؟

قانون القوات المسلحة لا توجد فيه بنود تسمح بذلك هذا تنظير قانونيين (ساي)، الانقلاب شارك فيه الجميع، الحرية والتغيير استبدلت سطوة البرلمان بسطوة المجلس المركزي وسيطر عليه أفراد محددين، الديمقراطية تبني (طوبة طوبة)، كلام نعمل حكومة منتخبة، يؤدي إلى انتخاب حكومة ضعيفة، بها تأثيرات من قوى الردة والصراع سيكون سياسياً حزبياً، بدلاً عن أن يكون على الخدمات والسياسات.

# كيف ننقل الأحزاب التنافس على الخدمات بدلاً عن الصراع الحزبي؟

لا بد من التشديد على ضرورة دخول الأحزاب في انتخابات المحليات وفي هذه الحالة، ستقدم برامج وخدمات، لأن حينها ستريد دخول أفرادها في برلمان الولاية والمجلس التشريعي، وسينتقل الصراع من صراع حول حرية سلام وعدالة واتفاق جوبا، إلى الحديث عن ماذا نفعل في قضية الكهرباء والمياه والمدارس.

# هل قدمتم رؤية لهذه الخدمات عندما كنتم جزءاً من الحكومة؟

في العام ٢٠٢١م كانت هناك مشكلة في الإجلاس ونسبة التسرب من المدارس كانت عالية، حسب ما قيل لنا، قلنا لوزارة المالية (خلينا) من الكتب، وفري وجبة مدرسية، لتكون بمثابة حافز اجتماعي يساعد في حل المشكلة، إضافة لذلك كان هناك أكثر من ٦٠% من الأطفال أقل من الوزن الطبيعي، وهذه الفكرة كانت ستسهم في حل أكثر من مشكلة، نقل الصراع من حزبي إلى خدمي وتشجيع الأحزاب إلى تطوير نفسها، والانتخابات المتدرجة تجعل الجهاز التنفيذي تحت رقابة البرلمان.

البعض أبدى رأياً في العملية السياسية لأنها انتقائية؟

العملية السياسية الجارية الآن، الشارع رفضها، لكن فيها أشياء يمكن أن  تفيد مستقبلاً.

# ما السبب الرئيس لعدم تشكيل المجلس التشريعي أيام وجودك كمستشار لرئيس الوزراء؟

السبب الرئيس في عدم تشكيل المجلس التشريعي، هو عدم رغبة الحرية والتغيير في تكوينه بشكل حقيقي يحقق تمثيل أكبر عدد، كانت تريد السيطرة عليه ليقولوا نحن أحزاب البلد وهم فشلوا في تمثيل شباب الثورة ولجان المقاومة وظهر هذا في انقسام تجمع المهنيين.

# ماذا تقصد؟

بعد الانتخابات التي أجريت (صح، غلط) المهم هناك جهة فازت وجهة لم تفز، الحرية والتغيير انحازت للجهة المغلوبة وقالت لها انقسمي.

كيف تعمل ديمقراطية وأنت حينما لم تأتِ بك الديمقراطية تعمل انقلاب، طيب مشكلتك مع البرهان وحميدتي (شنو).

 .#أخيراً هل ستخرج القوات المسلحة من العملية السياسية؟

طبعاً لا، البرهان في مخاطباته لاحتفال الزيجات الجماعية، تحدث في السياسة، فهل هذا يدل على نية خروجهم من السياسية، وشخص مسيطر على قوات البلاد، لديه ميزانية وأنشطة اقتصادية منفصلة، هذا استسهال للحل السياسي، هذه الأفعال لا تدل على أنه يريد الخروج من السياسة، وفي الجهة الثانية حميدتي أصبح يمارس السياسة خارج السودان ويتحدث عن ارتباطات عالمية، وهو القائد الوحيد الذي زار روسيا يوم غزو أوكرانيا، وقال من حق الروس الدفاع عن أنفسهم، وعبدالرحيم دقلو قال لن نسمح باعتقال السياسيين يتحدث في الأمور السياسية دون أن تكون له وضعية، من أي منصة يأتي هذا التصريح، أم يريد عمل مليشيا ليحمي بها السياسيين ويمنع قتل المتظاهرين. الإصلاح لابد أن ينظر في المهام والتطوير والمناهج والتسليح والهدف القومي.

معروف الجيش لحماية الوطن والدستور والحدود، نحن محتاجين إعادة صياغة الجيش للالتزام بهذا الهدف، وعملية الإصلاح لابد أن تبتعد عن المحاصصات.

=-=–=

اليوم التالي