مقالات وآراء سياسية

تِرك والردّة علي الشرق

صدام البدوي

واحدة من الأزمات المتناسلة في السودان دخول الصفوة العسكرية في صراع ٍ من أجل السلطة ؛ الأمر الذي احدّث حروب ونزاعات وعدم استقرار سياسي وأقتصادي … الخ . هذا الصراع ظلّ خصماً في تاريخ السودان وشعبه ِ وتآخره ِعن عجلة التقدّم بين الأمم ، رغم حدوث ثورات شعبية متعددة لم تنجح معادلات التحوّل الديمقراطي وترسيخ قواعد الحكــم المدني في الدولة ويرجع ذلك الي طبيعـة الصراع الحتمي بين الصفوة العسكرية والصفوة السياسية…
كالعادة لم يتم تأسيس جيش وطني حر ؛ بل سيّطرت الصفوة العسكرية علي تجيش قوات تخضـع لتعليمات خاصة لنفس الصفوة بعيدة عن المهام الوطنية البحتة ، واخذت الأيدلوجيا والعقيدة السياسية (الحزبية) حيزاً في نفوس تلك القوات وتأثيرهــا علي المؤسسة العسكرية العامة ، واسوأ التجارب حدثت في عهد الأنقاذ حيث صنعت جيوش موازية كــ(الدفاع الشعبي والدعم السريع والجهاديين … بينما ظل الأحرار من القوات المسلحة يراهن بنفسه حباً لوطنه لا لتلك القيادات التي رهنت ابناء الشعب حمايةً لها حتي تظل مستمرة في حكمهــا الأستبدادي…
من المُــحزن جداً تكرار نفس الأسلوب من الصفوة العسكرية التي فشلت في ادارة الدولة بصورة عادلة وتحقيق السلام والعدالة فيها وتأسيس مؤسسات وطنية عامة ، نعم ظل الفشل حليفاً لتلك الصفوة؛ لانهــا كانت تمارس السلطة في غرف دوائر مغلق ومخططات سرية بعيداً عن ارادة الشعب وتحقيق اهداف عامة له ، نفس الفشل ، الذي جعل صراع الصفوة العسكرية مع السياسيين وتقاضيهم عن اهدافهم المشروعة في حماية الوطن وشعبه ، وحفظ التوازن بين كافة الأطراف ، هذا الخلل المتكرر في طبيعة الصراع جعل الوطن يعاني جداً ، وبعد ثورة ديسمبر تكرر الصراع ، واصبحت الثورة تواجه ثورة مضادة ، فض الاعتصام ، الارهاب للشعب ، افتعال الازمات ، الخناق الاقتصادي في الشرق بقيادة الصارخ تِرك، ما يحدث في شرق هو ليس مطالب اهلنا في الشرق وحسب ؛ بل هي مخططات تستهدف السودان وحدوده ، الأمر لا يقف في اطار تدفق السلع وانما يتعاظم الي افتعال فتن ، وتمزيق وحدة السودان، واهداف الميناء من اطراف خارجية ، والـرهان بتِرك من اجل تقويض الثورة وعملية التحول الديمقراطي هي اكبر خيانة لهذا الوطن ؛ لان الأمر اكبر من هدم ثورة ترسّخت في جذور الشعب ، الأمر اصبح قضية قومية تقف خلفهــا مخابرات خارجية تريد اضعاف الســودان..

قضية الشرق اصبحت قضية قومية ، واهمال الصفوة العسكرية لها يفسر مدي خطورة الأمر ، تِرك ربما انقاد بمسار اكبر من حجمه ، وتسرّع في تنقيذ خطوات تمس الأمن القومي ولا تمس الشق الذي يريد استهدافه بمطالب سياسية لا مطالب شعبية لأهلنا في الشرق ، ومسيرة تِرك هي حرب لا يعلم نهايتهــا تِرك نفسه ُ ، قوات الظل التي تسعي لأجهاض الثورة وتراهن بكل شيء من اجل ذلك هي العدو الذي ينسف الاستقرار في السودان ، وحرب تِرك انعسكت علي اهلنا في الشرق … ويبقي التساؤل أين ميثاق الصفوة العسكرية من احداث الشرق …؟ هل الشرق لا يستحق الأهتمام …؟ .
زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..