مقالات وآراء

عذرا يا مسيلمة وعفوا يا عرقوب !!

علي بلدو

قديما في زمان الجاهلية وغياهب الظلام والتيه ’ وعصور الضلال والشرك والكفر’ في ذاك الزمن ووسط كل ذلك كانت هنالك اشياء كثيرة مشرقة وبها ما بها من ادراك ووعي ونهضة وان تناسها الناس وحاولوا طمسها، ومحقها ، كما لا يزالون في محاولاتهم تلك لطمس الكثير من الاشياء ومحق التاريخ في مذابحهم المستمرة الي الان.
وكذاك محاولات تمرير المشاريع الفكرية والحضارية الفاشلة والمهزومة علي ارض الواقع ، ثم ايهام الجميع بالنجاح والوصول الي الغايات ونيل المراد ، والذي هو في الواقع اضغاث احلام ليس الا. ، وترهات ضجيع الوهم والذي لا يزال ينعق  بما لا يعلم صباحا ومساء.
كان الناس يتشاورون ولهم دار الندوة يجتمعون فيها و ينتخبون (جد جد) من يشاءوؤن وياتمرون برايه ’وكانوا يتناصحون ويملكون بعضهم البعض المعلومات ’ بعيدا عن الدسدسة والدغمسة’ كانوا لا يقومون باكمال امر الا ان اجمعوا عليه (نطقا) و(افصاحا) وليس خوفا وسكوتا’ بدلا عن زماننا هذا والذي تطبخ فيه القرارت بليل وعلى عجل ولتذاع على الناس صباحا’ ليرضى من رضي ومن ابى , فالكل يعلم ما سيحل به ’كما حل بمن هم قبله من (المارقين والماجورين والعملاء) والذين لم يعجبهم (فرمانات) الحاكم’ ولم يشاهدهم احد بعد ذلك.
وكان يتخلل ذلك قول الشعر والبيان كمهرجانات ثقافية وبرامج مصاحبة وتكون الامور بمنتهي الشفافية والوضوح.
في زمان الجاهلية’ كان التكافل على اشده من شهامة ونجدة للملهوف واغاثة للمحتاج واجارة للخائف ’دون من او اذى’ وكان الناس يتحالفون في حلف الفضول على عمل الخير والبر وفضائل الاعمال ’ اما الان فالجوع يفتك بالناس بينما تمتد موائد الاثرياء واهل الحظوة بما لذ وطاب حتى يفيض في ولائهم ومناسباتهم الباذخة (وكلوا من مال الشعب)’ اصبح الايتام يقتاتون على الكرتة من الكوش ’ اذا وجدوها ففي ظل هذا الغلاء الطاحن , بينما يخرج علينا وزراء الرعاية الاجتماعية وهم هاشين ’باشين في وسائل الاعلام ’ ليخبرونا انهم نجحوا في توزيع بعض الالعاب من الاليات على جماعة (ديل ناسنا) والتي دوما تنال اهتمام واحترام هذه الوزارات الظالمة منذ زمن’ بينما تنهش الحاجة وغول الفقر والجوع ثلاثة ارباع السكان والذين يشق صوت انينهم جوعا والما ومرضا عنان السماء ولا يسمعهم احد ’ وسط اصوات السارينات والنواح والبكاء والدموع المصطنعة التي اجاد عزفها الجميع . وكان الكرم والجود علي اشده وتوقد نار القري لكل من اتي ومر :
طويل النجاد رفيع العماد كثير الرماد اذا ما شتا . دون سؤال عن لون او عرق او دين فكل جائع ياكل حتي يشبع ويشرب حتي يرتوي ، بينما في بلاد اخري تمر بها اطول الانهار واهلها عطشي وجوعي.
في الجاهلية كان هنالك تقسيم للسلطات وتفوبض بمهام محددة ، فكان لبني عبد الدار راية الحرب ووزارة الدفاع ، وكان لبني امية امور التجارة ووزارة الاقتصاد ، بينما لبني هاشم وانعم بهم واكرم فقد نالوا وزارة الحج والامور الدينية من وفادة واستضافة ورعاية للحجاج وهكذا.
في وقت الكفر والشرك ’ كان الناس يدفنون بناتهم ليموتوا تحت التراب خوفا من العار والفاقة ’ ولكن الان اصبحنا نقتل بناتنا في اليوم والعام مائة مرة’ مرة بالختان وما يصاحبه من نزف ووفاة’ وتارة اخرى بالزواج المبكر وليس هذا فحسب بل بالنظرة الدونية للمراة ’ ولاحقنا بناتنا بقوانين النظام العام لتلسع سياطنا ظهورهن في كل يوم ويتم واد العشرات يوميا وان كان دون تراب الجاهلية والذي اقول انه كان خيرا لهم من هذا العذا ب والجحيم وجاء الزي الفاضح سيفا مسلطا على رقابهن عند الضرورة’ مثل سيف ديموكليس ، الا ساء ما حكمنا ومن حكمنا وما يحكمون.
في زمان الجاهلية كانت الاصنام معدودة , والان لدينا في كل وزارة وهيئة وحركة وتيار ومفوضية ولجنة ، والغريب ان كل لجنة يتم تشكبيلها لغرض معين تتحول بقدرة قادر الي وظبفة ولها موظفبن ومقر ومركبات وميزانية سنوية ويمتد عملها الي سنوات ممتدة دون نتيجة وصرصرة دون طحين سوي الكلام والتنظير وضباع حقوق الناس وطمس الحقيفة ، وهنالك في كل موقع حكومي صنم كنكش فيها ونجده يسب الوثنية’
وبعدها جاء مسيلمة والذي وصفوه بالكذاب لكذبته الشهيرة بادعاء النبؤة وما علم ان الكذابين قد اتي زمانهم بعده ، وهم يكذبون ليلا ونهارا وعلي رؤوس الاشهاد في اجتماعاتهم وندواتهم وحشودهم ، ويقولون القول صبحا ، لينفوه ظهرا ويؤكدونه ليلا ، ويكذبون علي انفسهم وشعبهم ويكتمون الحق وهم يعلمون.
وليس ببعيد عن ذلك ، عرقوب المسكين ومواعيده لاخيه بيثرب ، وما علم المسكين ان وقت خلف الوعود ونقض المواثيق قد حان ، في بلاد ليس فيها قانون يحترم عدا قانون الجاذبية ، وتخلو من معاهدة تم تنفيذها في وقتها ، غير اتفافية البقط ، والان اصبح الكل يفاوض ويبشر ، ثم يوقع ويهتف وما يلبث ان يحنث ولا يتفذ ، وكأن كل شهورنا ابريل وكل ايامنا اوله.
وها قد اتي االلصوص ليسرقوا منا كل جميل ، ولم يتركوا لصغار الحرامية شرو نقير ::
ترك اللص لنا رسالة فوق الحصير جاء فيها
لعن الله الامير
وقاتل الله الوزبر
لم يتركا لنا شيئا لنسرقه معهما
الا الشخير
وحقا بئس ما يصنع اللصوص!!.

 

‫3 تعليقات

  1. وفي زمن الجاهلية رفض زعيم الكفر أبو جهل تسور منزل النبي حتى لا تسبه العرب أنه تسور على بنات محمد ..والعجيب أن ذلك كان في وقت حرج من المعركة بين الدعوة ومناهضيها
    الان يستريح قادة السياسة كل منكر في خصومتهم
    بالطبع ي دكتور لا تريد أن تمجد الجاهلية ع الاسلام ( كما سوف تسمع من الأدعياء ..ولكنك تفضح الاقنعة المستترة في
    فسادها وزيفها )

  2. “في بلاد ليس فيها قانون يحترم عدا قانون الجاذبية ، وتخلو من معاهدة تم تنفيذها في وقتها ، غير اتفافية البقط ،”
    لقد صدقت لله درك!!…
    لاتزال اتفاقية البقط سارية المفعول مطبقطة بحذافيرها و كامل بنودها المزلة …كفيت واوفيت شكرًا بلدو ؟؟!!

  3. زمان الجاهلية وبالذات “جاهلية” فرسان سوداننا العريق الأبطال رماة الحدق ملوك الاشتباكات والتنشين علي اصوله…

    اسمع واستمتع بما قاله الغزاة في شدة بأسهم وقوة عزيمتهم وشكيمتهم …؟!!
    عن الواقدي قال: حدثنا ابراهيم بن جعفر عن عمر بن الحارث عن أبى قبيل حيى بن هاني المعافرى، عن شيخ من حمير قال: “شهدت النوبة مرتين في ولاية عمر بن الخطاب، فلم أر قومًا أحد في حرب منهم. لقد رأيت أحدهم يقول للمسلم: أين تحب أن أضع سهمي منك؟ فربما عبث الفتى منا فقال: في مكان كذا، فلا يخطئه، كانوا يكثرون الرمى بالنبل فما يكاد يرى من نبلهم في الأرض شيء. فخرجوا إلينا ذات يوم فصافونا ونحن نريد أن نجعلها حملة واحدة بالسيوف، فما قدرنا على معالجتهم. رمونا حتى ذهبت الأعين فعدت مئة وخمسون عينًا مفقوءة. فقلنا: ما لهؤلاء خير من الصلح، إن سلبهم لقليل وإن نكابتهم لشديدة” – فتوح البلدان…

    هذه كما قال الشاعر:
    شمائل شهد العدو بفضلها **** والفضل ما شهدت به الاعداء

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..