مقالات وآراء

على هامش كورة الهلال والأهلي

نهى محمد الأمين أحمد

منذ زمن بعيد اعتزلت متابعة كرة القدم ، ربما للكم الهائل من التوتر الذي تقتضيه متابعتها، ومع تقدم العمر ، وظهور الأمراض المزمنة مثل ضغط الدم ، والأعصاب التي أصبحت بنصف صلاحية ، نأيت بنفسي من كل ما يمكنه أن يجلب التوتر ، وظللت لسنوات عديدة أكتفي بمعرفة الفائز في مباراة كأس العالم النهائية ، بدون أن أزج بنفسي في أي تفاصيل ، وأنا مقتنعة تماما بسلامة قراري ، أتذكر عندما كنا شبابا ، وعندما كانت الكرة السودانية جديرة بالمتابعة ، وكان الفريق القومي يصل إلى نهائيات أفريقيا ، تلك المباراة المشهودة والتي انتهت بفوز الفريق المصري ، نتيجة إدخال اللاعب الثعلب هدفا بالخطأ في مرمى فريقه ، أتذكر كمية الإحباط والحزن الذي تملكني في ذلك اليوم ، والكم الهائل الذي استهلكته من أعصابي ، منتهى سوء الحظ بالتأكيد ، وبالرغم من هذه النتيجة الموجعة والهزيمة ، لا أنسى أن فريقنا القومي قدم مباراة على مستوى عال من الأداء ،

الإعلام الكبير عن كرة الأهلي والهلال (خلاني انطص في دماغي) على رأيهم ، وأخذت أتابع المباراة ، مع إبني وليتني ما فعلت ، منذ الوهلة الأولى ظهر ضعف الفريق ، وبالرغم من ابتعادي الطويل من متابعة كرة القدم ، بالإضافة إلى أنني عنصر نسائي لا يفقه كثيرا في التفاصيل الكروية ، كان جليا عدم التكافؤ بين الفريقين ، فريق متمكن ومهاجم شرس وضعنا في فتيل منذ الوهلة الأولى ، مقابل عدم تركيز وأداء مهزوز وعدم ثقة في النفس من جانبنا ، بنهاية الشوط الأول ، كنت قد ثبت إلى صوابي ، وأخبرت إبني بأنني اكتفيت وسأعود إلى قراري الصائب جدا في النأي بعيدا عن متابعة الساحرة المستديرة كما يسميها عشاقها،

قناعتي الشخصية أن التردي الذي طال كل شئ في السودان لم يعف الرياضة بالتأكيد ، وسبحان الله بالرغم من أن الشعب السوداني من أكثر الشعوب ولعا بكرة القدم ، وربما تدور ثلاث أرباع (ونسة) الرجال في موضوعها ، إلى أننا لم نحرز فيها تقدما يذكر ، وهي مثلها كمثل السياسة والاقتصاد عندنا ، نظل فيها نبكي على الماضي لأنه أفضل من الحاضر ، من جانب آخر ، وعلى الرغم من أنني ضد التعميم والعقل الجمعي من حيث المبدأ ، إلا أن الإخوة المصريين أضاعوا احترام العالم لهم ، ومناصرتهم لهم على فوزهم ، بالهتافات العنصرية البغيضة، التي رددوها ، للأسف ، هذا السلوك القبيح الذي سلكه المشجعون في مدرجات الجمهور ، عكس عن ضحالة وجهل ، وستظل هذه نقطة سوداء سطرها كل العالم ضدهم ، ولن يغفرها لهم، لقد أغفلوا أنهم بهذا السلوك المعيب قدموا صورة مشوهة ، تعكس عن كم هائل من العلل النفسية ومركبات النقص المتجذرة ، وأنهم ربما فازوا في المباراة ولكنهم انهزموا أخلاقيا أيما هزيمة .

لك الله يا وطني ولك الله يا شعبي وقد صار الحزن وعدك،،،،

 

‫6 تعليقات

  1. يا اخوان بصراحة هل يوجد في فريقي الله اولاد امدرمان زي العباسية وبيت المال ابوروف و المهدية حي العرب الموردة الملازمين السيد المكي ود ارو بانت العرضة حي العمدة فتشوا لما كان هنالك الدحيش وقاقرين اخوان جعفر وعلي بشرى وبشارة وكمال عبدالوهاب وسانتو وحمورابي وشواطئنا جيمس وكاوندا ويوسف مرحوم وشرف وحسبو الصغير كانت الكورة لها طعم ولها جماليات العاصمة والجزيرة مدني انظروا للكرور داخل المستطيل كلهم فاقد تربوي شعور مبشتنة تنبيه عن صفر مدور وراسى لا يستوعب خطة ولا يحزنون

  2. نحن واخواننا المصريين والعرب والأفارقة كلنا نسبح في بحور الجهل والعلل النفسية.. ما لم نتطور اجتماعيا وتكنولوجيا ونعمل على ذيادة الانتاج سيكون حالنا كما هو وسنظل اقزام فكيف يضحك قزم على قزم.

    1. تعديل يا Mohd يحن الافارقة -رغم اننا افارقة- مصابين بعقد بفسية مزمنة ولهذا دائما نحاول التذاكي والتعويض وتحدث عن “اخواننا” العرب والمصريين …

      لماذا تصر علي التطفل علي العرب والمصريين … اعرف نفسك يا جاهل وتجرر من السباجة فى مستنقع الحهل والعقد والعلل النفسية ..

    2. استاذ Mohd:
      ليس المقام مقام تقييم بل مقام كرامة تخص وطن وشعب بأكمله. لماذا لم تدين السلوك الهمجي والبذاءة والقذراة اللفظية التي صدرت من مشجعي الاهلي وهم يهتفون بشكل راتب وجمعي “العبيد أهم”؟ لماذا لم تنتقدهم؟ ان كلامك هذا فيه تبرير واضح لافعالهم ومحاولة لتمييع المسألة بإرجاع السبب الى الجهل والعلل النفسية – واضعا فيها شعبنا الكريم مع المصريين في سلة واحدة -. الست انت بسوداني؟ لم تشعر في دواخلك بالألم وبالغيرة على وطنك وشعبك يتعرض للشتم على الهواء وامام كل العالم بهذه الطريقة البشعة؟ انا لا يهمنى جهل المصريين او عللهم النفسية لكني يهمني شعبي وبلدي. ونحن الذين وضعتنا مع هؤلاء الاوباش في سلة واحدة تحدث عنا في الايام الفائتة امام مسجد في المملكة العربية السعودية خصص خطبته للحديث عن “الشعب السوداني” وعدد صفاته الجميلة. اما حكاية “اخواننا المصريين” فقد ذكرتني اردول الوقح وهو يمنح مصر الفيتو في تحديد من يحكم السودان. محاولة التظاهر منك بالفهم العالي تجعلني اسألك سؤال اخير: هل البذاءات التي اطلقها جمهور الاهلي التافه تنطبق عليك كما تنطبق على اى سوداني آخر ام لا؟

  3. قال (اخوانا المصريين) ديل سمعوا هذه العباره اما رقسوك بعيدا داخل افريقيا او شالو بلدهم و رحلوا

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..