الغُول يبْتلع البَشائر !!!

دُنْيَا دَبَنْقَا
د. نور الدين بريمة

جاء في الخبر أن مواطنين بحي الرياض شرق بنيالا ، جأروا بشكواهم من فساد وزارة البنى التحتية والتخطيط العمراني ، بولاية جنوب دارفور ، والذي وصفوه بالفساد المُخطط والمُمنهج ، وعزوا شكواهم إلي التغول على مساحة مدرسة بشائر بنات الإبتدائية ، والبالغة مساحتها (٢٢٥٠٠) ألف متر مربع.

حيث قامت إدارة الأراضي بالولاية بتوزيعها ، إلى أكثر من (٣٢) قطعة ، لمواطنين لهم علاقات فاسدة مع نافذين بحكومة الولاية ، ونوّه الخبر أن المدرسة تمّ تأسيسها في العام ١٩٩٣م، لكن تم تخصيصها لتكون مدرسة في العام ١٩٩٦م، بحسب خطاب إدارة التخطيط العمراني في وزارة الشئون الهندسية بتاريخ (٣/١٠/١٩٩٦).

وناشد مواطنون : رئيس المجلس السيادي ونائبه ووالي جنوب دارفور ، بالتدخل السريع لإزالة المباني حول المدرسة ، متساءلين .. لماذا تم تسليم القطع ليلًا ، وأعربوا عن إستغرابهم بقولهم : إنه لأول مرة نرى تسليم الأراضي لأصحابها ليلًا ، وحذّروا من مغبّة ضياع (٦٦٥) تلميذة ، تحتضنهن المدرسة.

وأبانت معلمات : ما قادرين نعمّرها أي المدرسة ، أو (ناخد) راحتنا فيها ، وأيضًا ما (لقينا) إستقرار ، وطالبوا بضرورة إعلاء المصلحة العامة فوق الخاصة ، والإسراع في إرجاع الأراضي للمدرسة ، وتابعوا : تفاجأنا بمواطن جاء ليبني في سارية علم المدرسة ، وهو يقول بأن إدارة الأراضي هي من أوعزت له بذلك.

وأشاروا إلي أن المدرسة هي مدرسة البنات الوحيدة في الرّياض شرق ، يأتيها سنويًا ما بين (٣٠٠) إلى (٦٠٠) تلميذة ، لطلب المعرفة والتسجيل للصف الأول ، ولم يتوقف الأمر عند ذاك الحد ، بل تعرض المواطنين إلى التهديد والوعيد بالقتل ، وهو ما استنكروه وأكدوا مضيهم في عمليّة إسترداد الحقوق مهما كانت التكاليف.

حيث تمّ في المرة الأولي وضع قرنيت ، بينما خططوا في المرة الثانية عندما أرادوا وضع أسلاك كهرباء عارية في الفصول ، وتكسير أبواب الحمامات ، بيد أن المواطنين فوتوا لهم ذلك بإبلاغهم للشرطة بكل التهديدات والمؤامرات ، واستهجنوه بقولهم : لم يتبقّ لهم إلا أن يشنّوا علينا حربًا عالمية ثالثة.