مقالات سياسية

بإسم الدين..

إلهام الضُّمَري

لا عجب في السخط واللغط الذي حدث جراء ما جاء في أحداث مسلسل سوداني سُمي بـ “ود المك”، عندما عُرضت لقطات أظهرت شيخ بطابع درامي يعكس واقعاً فعلياً، هاج وماج رواد المواقع الرقمية وغيرهم جماعات طائفية وأناس آخرون اتضح غضبهم على ما ظهرت به شخصيات المسلسل وعكسته عن المجتمعات السودانية الماضية والآنية.

لا أُخفي أنني لم أتابع المسلسل بشكل خاص لكن اللقطات التي أثارت غضب البعض عندما نتحدث بشكل عام مجرد من الخفايا والتشدد والعصبية، نجد أن هنالك نماذج موجودة على أرض الواقع السوداني تفعل ما تفعل “باسم الدين”.

دعونا نخرج قليلاً من الأحداث الدرامية إلى واقعنا، يا سادة إن المحاكم منذ سنينَ عددا تضج بقضايا اغتصاب الشيوخ للأطفال هذا الأمر ليس بجديد أم لم يمر عليك؟

نرى عدداً مِن مَن يسمون أنفسهم شيوخاً يغازلون الفتيات ويتحرشون بهن في الأماكن الضيقة والعامة والمواصلات، يرتادون بيوت الليل، هل تنكر هذه الشخصيات؟

وجدنا عدداً ليس بقليل من الذين نزلوا في البلاد فساداً وإجراماً تحت مسمى الدين.. هل أُخفي عنك هذا الأمر؟

نسمع بخلوة فلان الفلاني بمنطقة كذا يربطون الأطفال بالسلاسل والحديد، شاهدنا ذلك كثيراً وبحثنا ووجدناه حقيقة هل الدين أمر بهذا العنف في تعليم القرآن والسنة؟

“ولو كُنت فظاً غليظ القلب لانفضوا من حولك”، الدين يسر، والإسلام دين الوسطية، هذا المقال ليس بمكان للنصح الديني أو غيره لكن هذه نماذج من الدين الذي نعرفه جميعاً.

مثلما نعرف ونرى كثيراً من الشيوخ والأئمة ذوو الشأن والمنطق والنصح الديني ونحترمهم، كذلك نجد بالمقابل واقعياً أشخاصاً يدّعون الدين ويفعلون الكبائر تحت اسمه، لا عجب في ذلك ففي كل المجالات نجد الصالح والطالح سواء كان في “الإعلام.. الفن.. الرياضة.. السياسة… الخ.

ما كل من ادّعى الفقه فهو فقيه ولا كل من ربى لحيته اسميناه شيخاً ورفعنا شأنه فهذه ليست دلائل، المذنب مذنب حتى وإن كان رسولا، إذا كنا نسكت عن ما يدور حولنا فإن المعالجات التي تعكسها المنصات الإعلامية أو الدرمية ذات أهمية كبرى للفت أنظار المجتمع الغائب عنه ما يحدث أو بالأحرى ربما الساكت عن ما يحدث فعلياً.

هذه وسائل إعلامية باختلاف مسمياتها وأنظمتها يصب محتواها حول ما يدور في “أزقة” و “ضيق” الحال السوداني، لا أقصد الضيق المعيشي وإنما الضائقة التي تحشر هؤلاء الفاسدين في صناديق مذهّبة لامعة لكي لا نرى ما يفعلون، بل ونجد من يصفقون لهم ويخافون أسرارهم القبيحة.

على كل المشايخ والصوفية والطوائف بمختلف معتقداتها الدينية “الإسلام.. المسيحية… الخ” أنتم أعلم منا بهذه الأمانة فعندما تُثرى نقاشات حول أفراد يلهون ويفسدون “باسم الدين” أنتم من يتكرم أولا بزجرهم وفضحهم أمام المجتمع من خلف المنابر و “سجادات” المساجد ورايات العقائد.
فالخفايا عظمى..

كم شيخ رفاعي تعرفون؟

Elham Ahmed

‫4 تعليقات

  1. يا أخت الهام هذا هو ارث نظام تجار الدين البائد عمل لثلاثة عقود باجتهاد على تسميم و تدمير الكثير من العقول والشفاء من ذلك الفيروس الذى نشره الكيزان بين ذوى العقول البسيطة قد يأخذ وقتا طويلا لمكافحته, وجيل الشباب فقط هم من يستطيع التحرر من ذاك الفيروس بامتلاكهم لأدوات العلم و المعرفة و الثقافة ويكونوا أكثر ذكاءا و حكمة.

  2. المسيحية واليهودية والهندوسية والبوذية نجد فيها الممارسات نفسها
    لكن الشاذ لا حكم له
    طيب يا بت الناس
    يوجد بالسودان مسيحيين
    وفضائح القساوسة على مستوى الديانة المسيحية تملأ اخبارها وسائل الاعلام الغربية
    تقدري تكتبي او تعلمي مسلسل تكون الشخصية الشاذة فيهو قسيس؟
    طبعا التهم الجاهزة ليك حتكون انك متعصبة وارهابية ..الخ.
    الموضوع يا شاطرة اكبر من اظهار جوانب اجتماعية سيئة
    الموضوع هو تحطيم المثل الدينية في نفوس الاجيال القادمة.
    هدف كبير يتم التوصل له تدريجيا بهذا النوع من المسلسلات والمقالات .

  3. ( الموضوع هو تحطيم المثل الدينية من نفوس الاجيال القادمة)
    اقتباس من الردود
    يعني ممكن نسكت عن أي ممارسة خاطئة من أدعياء التشيخ والدين ..!!!؟؟؟

    1. هناك فرق يا عزيزي بين السكوت على الممارسات الخاطئة وبين تكبيرها والنفخ فيها عبر سياسة ممنهجة لخدمة غرض معين.
      كم هي عدد هذه الممارسات الخاطئة من ادعياء التشيخ والتدين ؟
      وبالمقابل:
      كم عدد الممارسات الخاطئة من السياسيين؟
      كم عدد الممارسات الخاطئة من الرأسماليين والتجار؟
      كم عدد الممارسات الخاطئة من المثقفين؟
      كم عدد الممارسات الخاطئة من قساوسة المسيحيين؟
      أين هي المسلسلات عن هذه الممارسات الخاطئة؟؟؟؟؟؟؟

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..