المَوْتُ (سَمْبَلا) بِلا وَجِيعَة !!! (١ – ٢)

دُنْيَا دَبَنْقَا
د. نور الدين بريمة
اللهم نسألك ببركاتك العظيمة ، أن ترحم عبيدك أحياءًا أو أمواتًا ، وتخصّ بغفرانك الذين قُتلوا غدرًا وإنتقامًا في شهر رمضان ، وأن تغفر لهم خطاياهم وتنقّهم منها كما يُنقى الثوب الأبيض من الدرن ، لأنهم قُتلوا غدرًا ولم يرعوي قاتليهم من مخافة حُرمة سفك الدماء ، أو أن يخافوا وعيدك يوم التنادْ.
أو يذّكّروا قيمة أن من قتل نفسًا بغير ذنبٍ ، فكأنّما قتل الناس جميعًا .. إذًا نيالا إستقبلت في غضون ساعات قليلة .. نبأ فاجعًا وصادمًا مفاده أن سبع روحًا بشريّة زكيّة ، قد سلّمت أمرها عُنْوة دون ذنب أو جريرة إقترفتها ، أي أنّها قُتلت بدم بارد ، يعني أماتوها سمْبلا وبلا وجيعة.
وحقًّا لا نستطيع عدّ الذين راحوا ضحية الغدر والمُخاتلة ، إبّان إنقلاب البرهان الدقلان المشؤوم ، وآخر هؤلاء المغدور بهم ، أؤلئك السبعة الذين فاضت أرواحهم رخيصة إلى بارئها الأحد الماضي ، لأنهم ضُربوا بطلقاتٍ ناريّة أصابتهم في مقتل ، وهم : عبد العظيم عيسى مصطفى ، العقيد الركن بالقوات المسلحة في نيالا.
وخمسة آخرون قُتلوا وهم قادمون بعد عناء البحث عن لقمة عيش تقيهم شرور الحياة، وأصيب ثلاثة آخرون كذلك- نسأل الله لهم الشفاء ، وكلهم عائدون من منجم سُنقو للذهب الذي يبعد (٢٨٦ ك.م) جنوب غربي نيالا ، بالإضافة للشرطي الذي وجدوه مقتولًا في محلية مرشنج (٨٥ ك.م) شمالي نيالا.
ونعَتْ الفرقة السادسة مشاة بمدينة نيالا ، ركن الإمداد بالمنطقة العسكرية الغربيّة ، العقيد عبد العظيم عيسى مصطفى ، الذي توفي عقب محاولة نهب تعرّض لها أمام منزله ، بحي الرحمن في نيالا (٣/٤/٢٠٢٣) ، وقال المكتب الصحفي لشرطة ولاية جنوب دارفور في تعميم صحفي.
إن العقيد تعرّض لهجوم عند الساعة الثانية ظهر الأحد ، من قبل أربعة مسلحين يستقلّون عربة (لاند كروزر) ، وذلك أثناء تحرّكه من منزله إلى مقر عمله، حيث قام المسلّحون بإعتراضه لمحاولة نهب المركبة التي كان يقودها ، وأطلقوا عليه أعيرة نارية ، ممّا أدى إلى إصابته في يده اليُسرى.
وقال التعميم : إن العقيد قاوم الجُناة بالرغم من إصابته ، ولم يتمكنوا من نهب المركبة ثم لاذوا بالفرار ، وتعهّدت شرطة الولاية بملاحقة المُجرمين الذين يستغلّون المركبات غير المُقنّنة ، والتي باتت تُشكّل تهديدًا أمنيًا على حدّ زعمهم ، ووعدت الشرطة- كعهدنا بها- بأنها ستعمل مع الأجهزة الأمنيّة الأخرى جنبًا إلى جنب لتحقيق الأمن والإستقرار.
وكعادة المؤسسات السّودانيّة ، خاصّة تلك المنوط بها توفير الأمن والحماية ، تجدها في مثل هذه المواقف تدين وتشجب فقط ، ثم تتوعّد بملاحقة المجرمين الذين يستقلّون مركبات ذات الدفع الرباعي بالويْل والثبور ، لتؤكد بعدها أن المركبات الغير مُقنّنة باتت تشكل تهديدًا أمنيًا.
وإن سألتهم.. ما السبيل إلى الحدّ من هذا التهديد؟!، يجيئُونك بردهم المُعلّب : التفلّتات الأمنيّة موجودة في أمريكا وبريطانيا ، لكنّهم نسوا أو تناسوا أن الفرق بينهم وبلاد العم سام شاسع ، لأن أمريكا وبريطانيا تلاحقان الجُناة حتى تحيلاهما إلى العدالة ، فهل هم فاعلون ذلك أم أنهم في كل وادٍ يهيمون؟!.
الأمر الذي يدعونا إلى الإستغراب عندما نسمع قولهم بأنها تشكّل تهديدًا أمنيًا!!، نعم إنها تشكّل تهديدًا أمنيًا ، عندما تطال سلامة وأمن جلاوزة المنظومة الأمنيّة ، بجيشها وشرطتها وأمنها ومليشيّاتها وجنجويدها ، والذين لا يهمّهم بالطبع التهديد ، إلا إذا تعرّض جلاوزتهم للقتل والسلب.