عثمان بابكر محجوب
يقول تعالى : (لَّيْسَ لَهُمْ طَعَامٌ إِلَّا مِن ضَرِيعٍ لَّا يُسْمِنُ وَلَا يُغْنِي مِن جُوعٍ). وتحضر وجبة جهنم المفضلة من ثمار شجرة الزّقوم وعندما يأكلها أهل النّار تعلق في حلوقهم لما فيها من المرارة . وشراب أهل النار : الحميم وهو الماء الذي وصل المنتهى في الحرارة. وعندما نذكر جهنم لا نقصد بذلك ان نعرف هل نيرانها تؤثر على الاحتباس الحراري او هل ان انبعاثاتها من اوكسيد الكربون تتوافق مع الحد المسموح به وفقا لمقررات مؤتمر باريس للمناخ بل نذكرها لانها تثبت لنا ان حكم البشير اوصل معظم اهل السودان الى جهنم حيث ان ماكلهم وشرابهم اليوم يتطابق تماما مع ما يأكله او يشربه أهل النار وبالتالي نسأل هل برنامج ومشروع الاسلام السياسي عموما والاخوان المسلمين خصوصا يتلخص في بناء جهنم على الارض . وما هي رؤيتهم ؟ هل الاسلام حسب اعتقادهم اتى من اجل هداية الناس ؟ ام الناس ولدوا من اجل ان يمارس الاسلام عليهم شتى الوان السادية ؟ .
ان تجربة حكم البشير وحزبه الاخواني ادت الى تشويه جغرافيا البلاد بانفصال جنوب البلاد عن شمالها وادت ايضا الى تمزيق الوحدة الوطنية في دارفور والنيل الازرق وكردفان بارتكاب ابشع انواع المجازر ناهيك عن كافة اشكال الموبقات باستقبال التكفيرين من القاعدة لقاء حصول زمرة البشير واعوانه على دولارات لا تسمن ولا تغني عن جوع .
وما زلنا اليوم نشهد محاولات جادة من ورثة العهد البائد تسعى الى تعويم تلك المحنة عبر بوابات تشيه ابواب حهنم . وبوابة جهنم الاولى هي المخدرات التي تدخل السودان من : إثيوبيا وجنوب السودان ومن تشاد وأفريقيا الوسطى وليبيا ومصر ومن أفغانستان وباكستان عبر اليمن بواسطة القوارب التي تصل بحر السودان.
والسؤال هو اين سيادة الدولة؟ وهل مهمة عصابات التهريب ومافيا المخدرات ان تتولى حراسة الحدود ؟ .
والبوابة الاخرى هي بوابة سرقة ذهب البلاد وتهريبه ناهيك عن سرقة وتهريب مواسم السمسم والصمغ العربي والحيوانات الحية لحومها عبر المعاير البرية والجوية والبحرية . والسؤال هل دور الجمارك ان تكون شرطة سير تسهر على انسياب حركة مرورة الشاحنات عبر الحدود محملة بخيرات البلاد المنهوبة؟ .
وبوابة جهنم التالية هي ان السلطة الحاكمة لا تعرف عدد الاجانب الذين يسرحون ويمرحون في عرض البلاد وطولها هل هم عدة الاف ام اربعة ملايين ام اكثر من عشرة ملايين ؟ ولماذا قدم هؤلاء الى البلاد وماذا يفعلون؟ هل هم اتوا للصلاة هنا ؟ .
وهناك بوابة لتفريخ الجيوش حتى اصبح شرط التطوع في الجبش هو ان يكون صاحب الرغبة منتميا الى جيش محلي سابقا او جيش اسسه زعيم عصابة ما عبر الدمج والاندماج . ولا شك ان بوابات جهنم في دولة السودان الاخوانية لا تعد ولا تحصى لذلك لم يعد مجديا التمتع بتعدادها بل يجب البحث عن حل جذري ؟ .
والحل يكون عبر تشكيل حكومة اولويات وطنية برنامجها العمل على ضبط بوابات جهنم تميهدا لاقفالها اضافة الى تطهير الجيش وكافة الوزارات والمؤسسات من الخلايا الاخوانية كشرط اساسي ضروري وله الاولوية لان الاستمرار في تصديق اوهام المرحلة الانتقالية وسراب المبادرة الدولية ستكون نتيجته ضياع السودان الموحد .
ومن اقوال الرسول كما انتم يولى عليكم فهل نحن اهل السودان نشبه بالفعل عبدالله التعايشي ونشبه عمر البشير؟
والجواب عند ثورة ديسمبر اذا ما فهم الثوار ان الثورة ليست مجرد طقوس وثرثرة قي الشوارع .
