المنوعات
ياسر تمتام: التوجه الحضاري الفاسد أوصل الغناء مرحلة الانحدار
حوار: محاسن أحمد عبد الله
صاحب صوت وأداء جميل ،يمتلك ناصية الإبداع والجمال وهو يؤدي أغنيات الحقيبة بتجويد ومحبة
من مواليد مدينة أم درمان ، تحديدا حي “اب روف” الذي ترعرع فيه حيث أسرته الكبيرة، يسكن وسط أسرته الصغيرة ببيت المال.
الفنان ياسر تمتام خريج جامعة عين شمس إنتاج حيواني ، والجامعة الأهلية إدارة أعمال ، يعمل مساعد تدريس ومسؤول شؤون الطلاب بكلية الصفوة. بعد الوعكة الصحية التي مر بها مؤخرا وتماثله للشفاء سجلت له “الراكوبة” زيارة بمنزله للاطمئنان علي صحته وإجراء حوار لمعرفة جوانب أخرى من حياته.
نريد الاطمئنان علي صحتك؟
أجريت الفترة الماضية عملية قلب مفتوح بمستشفي رويال كير بالخرطوم ، والحمدلله نجحت العملية وشفاني الله وعافاني حتي وصلت إلي بر الأمان ، بفضل دعوات الناس وفضل جهود الأطباء السودانيين المهرة الذين لم يقصروا معي.
ماذا عن الزملاء وأنت بعيد عن الساحة الفنية بسبب المرض؟
زملائي لم يقصروا معي أبدا طول فترة تواجدي بالمستشفى لا أريد ذكر أسماء حتى لا أنسي أحظدح وهذا إن دل علي شئ يدل علي أن الترابط بيننا جميل ، فقد أقاموا حفلتين عنوانهما (يومين في محبة ياسر) وكان هذا بالنسبة لي إستفتاء جميل وحبيت الفكرة أتمني تكون ديدن.
كيف تكون تفاصيل يومك في رمضان؟
رمضان شهر عظيم يتساوى فيه الغني والفقير ، تفاصيل يومي تبدأ بأداء صلاة الصبح حاضر في المسجد ثم تلاوة عدد من أجزاء القرآن الكريم بعدها أذهب لعلمي، طبعا أنا مريض بالسكري ولا أصوم ولكن أسعد فيه بلمة أصدقائي الذين غمروني طيلة الشهر بمحبتهم، ومن الأشياء الجميلة في رمضان يكون للفنان جدول لترتيب أعماله .
منذ بداياتك الفنية ظهرت بغناء الحقيبة، لماذا الحقيبة تحديدا؟
محبة في اللغة العربية والشعر الجاهلي، تمازج اللغة العربية مع العامية السودانية ولغة الوسط و إكتشاف البلاغة الموجودة فيها.
هل أضافت للغتك؟
أضافت لي الكثير وزادت من تجويدي للغة العربية وقواعدها، كما زادت من ذخيرتي اللغوية والمعاني.
المعروف أنك بدأت مادحا للمصطفى عليه الصلاة والسلام؟
فعلا بدأت مادحا قبل الغناء وكتبت عدد من المدائح بعدها وجدت نفسي أميل للغناء.
هل وجدت معارضة من الأسرة خاصة أنك كنت مادح؟
أنا الوحيد في العائلة أحب الغناء، في البداية وجدت إعتراض من والدي كنت (بنط بالحيطة) لمن تكون في حلفة في الحلة مغني فيها وكان والدي بيعرفني من خلال صوتي ، بعد طال الزمن تحدث مع والدي صاحبه من ضابط في سلاح المدفعية أسمه محمد إبراهيم (رحمة الله عليه) يتركني يغني بالفعل وافق والدي وسمح لي بالغناء ، إلا أنه أوصاني أن أتابع لا السكاري وبالفعل حدث ما طلب مني لأن الصوفية أيضا تربي الشخص.
ما هي علاقتك بالصوفية؟
أنا صوفي سماني كذلك أسرتي والدي وأمي أخذت الطريقة علي يد الشيخ حسن الشيخ الفاتح قريب الله.
وما علاقتك مع الشيخ الأمين؟
تجمعني بشيخ الأمين علاقة محبة و”جيرة” ، نحن حوار بالفطرة.
ما رأيك في الأصوات الغنائية الكثيرة التي ملأت الساحة؟
بكل أمانة فيها الصالح والطالح الفقاقيع كثيرة ،من مسؤوليتنا تجاه تقديم النصح والإرشاد في لحظتها ،الفنان رسالة وقدوة يمكن بسببه يضيع جيل كامل وممكن العكس.
وما هو رأيك في ما يحدث في الساحة الفنية لا يرتقي لمستوى الفن؟
قبل سنوات الغناء كان مستهدف حتى يصل لمستوى هذا الانحدار بسبب التوجه الحضاري الفاسد، ليصل مرحلة أن الناس تكره الغناء، هناك من منحوا الضوء الأخضر لعدد كبير من الفنانين للغناء وهم لا يملكون أدني مقومات الفنان، في الماضي وقفة الفنان كانت لها هيبة وكان في زمن الفنان أحمد المصطفي اذا شاهد عيب في مظهرك يوجهك مباشرة، حقيقي الآن الساحة الفنية في حاجة لغربلة شديدة.
بعد تولي الفنان نجم الدين الفاضل رئاسة إتحاد المهن الموسيقية…هل هناك أنت متفائل لإصلاح الساحة الفنية؟
متفائل خير لأنهم أشركوا الشباب في اللجنة الجديدة قد تكون لديهم آراء مواكبة.
رأيك في الثورة السودانية؟
تمشي بلا هدي تغيرنا للأسوأ مازال التوجيه بتدمير السودان مستمر ، نعلم بأن هناك أياد خفية قصدها تدمير السودان وإذلال أهله.
ما هي رسالتك لشباب الثورة؟
مادام هناك دم انسكب وأرواح أزهقت لابد من أن نرى بعين العقل وبعدها ننظر لان مظاهرات من غير إدارة لا تجدي نفعا ، لانهدم الوطن البلد مليئة بالكفاءات يبقى كيف توظف في مكانها المناسب.
أخيرا.. ما هي الرسائل التي بعثها؟
أريد ان أبعث بثلاثة ظروف الظرف الأول للحكومة أقول فيه (راعوا الله فينا وفي السودان ومن المفترض بتعمل ماهو صحيح عاجلا غير آجل).
أما الظرف الثاني للشباب أقول لهم (خلوا بالكم أن بناء السودان يأتي بالترتيب وإحساس الوطنية العالي بعيد عن الأيادي الخفية).
الظرف الثالث والأخير لكل قبيلة الفنانين (دوركم كبير جدا في المجتمع ، الفنان هو الصوت المسموع يمكن ان يوصل رسالته بالشعر أو اللحن أو الأداء ، لذا لابد أن تكون رسالتنا مليئة بالوعي والجمال لأنها تخاطب الوجدان، والله المستعان).