لماذا تحول الدعم السريع إلى “قميص عثمان” عند الفلول؟

على الرغم من الحقيقة التي يدركها كل أهل السودان بأن المنظومة البائدة التي كانت في يد الإسلاميين، هي من أنشأت قوات الدعم السريع ووفرت لها كل الإمكانيات التي جعلت منها قوى ضاربة موازية للجيش الوطني، إلا أن ذات العناصر التي ترتبط بالنظام البائد أو ما يعرف بالفلول، فهي التي تدير الآن معركة الانقضاض على الدعم السريع وتبتغي إخراجه من المشهد، ولأنها تتهم في الأساس هذه القوات بأنها هي من ساعدت الجماهير في إسقاط نظامهم. ولكن نشاط الفلول سواء داخل الجيش أو خارجه ضد الدعم السريع، يقرأه كثيرون بأن كلمة حق اريد بها باطل، لأن الفلول يسعون للعودة للسلطة ولا يريدون غير إعاقة التحول المدني الديمقراطي؛ والذي ينبري الدعم السريع الآن للدفاع عنه وحراسة العملية السياسية التي تقود إليه.
يقول عضو تجمع قدامى المحاربين السودانيين اللواء معاش معتصم العجب، طبقا لتصريح أوردته (اندبيندنت عربية)، أن الثورة السودانية تم الالتفاف عليها من قبل اللجنة الأمنية لنظام الرئيس السابق عمر البشير للمحافظة على مكتسباته، وبالتالي العمل على إجهاض الثورة، وهذا ما ظل يمارسه قائد الجيش عبدالفتاح البرهان مع بقية القيادات العسكرية، وأصبح الجيش يمثل الوكر لنظام الإخوان والإمبراطورية الاقتصادية التي ترعى مصالحه”.
وأضاف العجب “مؤكد أن الخلاف القائم بين القوات المسلحة والدعم السريع كبير، وبلغ درجة من الحدة والتباعد في المواقف، لأنه مس مصالح قادة الجيش، وذلك بإصرار قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو (حميدتي) على المطالبة بتنظيف الجيش من الإخوان، وأن تؤول ولاية الشركات الاقتصادية التابعة للمنظومة العسكرية إلى وزارة المالية، لكن مسألة الدمج من الناحية الفنية ليست مشكلة كبيرة ولا يوجد خلاف حولها لأن الجيش السوداني له خبرة ودراية بكل ما يتعلق بهذه العملية وظل، لسنوات طويلة، يقوم بتدريب آلاف الضباط والجنود”.
ولفت عضو تجمع قدامى المحاربين السودانيين إلى أنه لا يرى أن تطورات الخلاف قد تؤدي إلى مواجهة بين الطرفين، “فهي مجرد ضغوط ومناورات لأن كلا الجانبين يدرك تماماً أن كلفة المواجهة لن تحسم الخلاف بل ستؤدي إلى كارثة، لكن، عموماً، لا بد من أن يعلم الجميع أن الهدف الرئيس من إثارة هذه المشكلات هو تعطيل المسار الديمقراطي بخاصة من جانب قائد الجيش، فهو درج على وضع العراقيل كلما كان هناك تقدم باتجاه استقرار الفترة الانتقالية، وما انقلاب 25 أكتوبر إلا واحد من سيناريوهات إعاقة الانتقال – على حد قول اللواء معاش معتصم العجب.
الجريدة