مقالات سياسية
الجيش السوداني عليه حماية نفسه أولاً قبل الوطن والمواطن

الطيب جاده
لا أخفي عليكم انني ترددت كثيرا قبل البدء بكتابة هذا المقال ولعل هذا التردد يعود لبصيص الأمل الذي كنت أنتظره من الجيش السوداني أن يفعل شيئاً بخصوص هذا الوضع ، هنا أخص الضباط الشرفاء الذين يحبون الوطن ، لكن خاب الأمل في هذا الجيش الذي اغتصبت النساء امام بوابته ولم يحرك ساكنا ، قبلها تم ربط عقيد وجلده في مدينة الضعين بشرق دارفور والآن تمت تصفيت عقيد في مدينة نيالا ومقدم في مدينة زالنجي ولم نسمع أي بيان قوي من الجيش ، بل تم فتح بلاغ ضد مجهول أين الاستخبارات العسكرية وما هو دورها . علي حسب دساتير الدولة السودانية الجيش هو الحامي لحدود الدولة والشعب ، لكن هذه الحماية لا وجود لها في الحدود ولا في الشعب خير دليل على ذلك فض اعتصام القيادة العامة للجيش ، وحدود السودان العاملة زي بوابة عبد القيوم . الإعلام الماجور في الدولة أصبح يصلح للعديد من المهام باستثناء مهمته التثقيفية ونقل الأخبار الصادقة . لقد اصبح الجيش السوداني في أسوأ حالاته على المستوى العسكري فأصبح أبناؤه الشرفاء يتمنون عودة الجيش الي سابق عهده ، كم تمنيت أن يعود الماضي ويستبدل حاضرنا المرير، هذا الحال ليس حكرا على الجيش فحسب بل هو حالة الدولة السودانية المنهارة من كل النواحي . حقيقة لا أود أن أخوض بمقالي هذا في جيشنا مهما كان يبقي الجيش جيش السودان ولكن لابد من أن يتحرك الضباط الشرفاء لحماية أنفسهم أولاً ثم حماية الوطن وشعبه وعدم ملاحقة النشطاء والصحفيين قضائياً فقلت اذكر الجيش السوداني بمهامه الحقيقية وهي حماية الحدود والشعب وليس ملاحقة النشطاء والصحفيين ، السودان حدوده محتل والجيش يتفرج المليشيات تقتل وتغتصب والجيش يتفرج اي جيش هذا هل فعلا هذا الجيش يحب الوطن والشعب . الدولة السودانية بحالتها الراهنة أشبه بمصنع محطم ، يقف الشعب حوله .. منتظرين أن تحدث معجزة وينصلح من تلقاء نفسه لكن طال الانتظار .. وفرغ الصبر .
للأسف هذا المنظر المفجع الفظيع المؤلم الذى نراه فى حالة وطننا السودان الآن .. يجعلنا نتساءل عن سبب هذه المشكلة ، فى الحقيقة ليست المشكلة الغرب او الشرق او الوسط مشكلتنا الحقيقية .. هي وجود أحزاب سياسية فاشلة وساسة انتهازين لا يمكنهم
أن يحلوا مشكلة الدولة السودانية فهم أساس المشكلة نفسها .
المأساة ان من تولوا زمام الأمور هم عملاء يسعون إلى السلطة وبيع الوطن لمن يدفع لهم . نحن فى الوقت الحاضر شعب فقير .. يعانى من أزمة اقتصادية طاحنة ولا هناك معجزات تنقذنا من هذا الفقر .
لقد تكاثرت الأورام الخبيثة على الشعب السوداني ، فلابد من العمل على الفور فى استئصال هذه الأورام وبترها ، حتى لا نستمر ونتمادى فى التحولات الجذرية العفنة فى حياتنا .. ومن مساوئها إننا أصبحنا قوم نعتبر الوطنية تمجيد الأشخاص ونعتبر كل تناول لعيوبنا إهانة للوطن ولهذا لا ننتقد إلا أقل القليل مما يجب أن ننقده .. ولا نسمح بتناول أي عيب فينا إلا برفق وحنان ومن بعيد ، مع الاعتذار الشديد والتبرير الهائل مقدما عن أننا سنقول بعض الحقيقة .
والنتيجة إننا لا نتقدم ، ولا نرى عيوبنا ولا نصلحها ولو بخطى السلحفاة .. بينما هناك دول كانت فى غياهب الزمان مثلنا يعبرون الان الحواجز .. ويغزون المستقبل بسرعة الصواريخ .
لا تعمم كلامك عن السياسيين جميعا.. قبل اتفاقية جوبا الكارثة التي كانت السبب الزئيسي في انهيار البلاد بسبب خيانة المليشيات المسلحة للشعب الذي اتى بهم… قبل هذه الاتفاقية كانت البلاد تذهب نحو الطريق الصحيح ببط نعم ولكن كان هناك تقدم في التعليم والصرف عليه والاقتصاد وفي مجال حقوق الانسان.. هذاء النجاح حرك اعداء الثورة لانهم ادركوا ان نجاحها يعني فشلهم ونهايتهم.. واستخدموا برهانكوا الطامع اصلا في السلطة ولا يهمه وطن..وولا يحزنون..
ادعموا ككتاب العملية السياسية واستمروا في فضح البرهان والكتلة الدمغماوية.. التي تقف خلفه..