أخبار السودان

ما هي خيارات قوى الإطاري إذا أُجهض الاتفاق مع العسكريين؟

منذ انتفاء مبررات المصفوفة الزمنية بين قوى الإطاري والمكون العسكري حول الاتفاق السياسي والدستور الانتقالي وتكوين الحكومة المدنية، والأيام تكشف عن سيناريوهات مغايرة تنتظر السودانيين إذا أُجهض الاتفاق نهائيًا.

ويخشى الوسطاء الدوليون والأمم المتحدة من عودة السودان إلى “دائرة الفوضى” جراء عدم وجود يقين عما إذا كان العسكريون على استعداد لتوقيع الاتفاق، خاصة قائد الجيش الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان.

ويقول الباحث في مجال الديمقراطية والسلام مجاهد أحمد لـ”الترا سودان”، إن الاتفاق النهائي سيجرد المكون العسكري من أي سلطة مباشرة في مؤسسات الدولة عدا الأجهزة الأمنية والعسكرية، لذلك هم يبحثون عن “موطئ قدم” في الدولة حول من يكون بيده “السيادة” – بحسب مجاهد.

ويقول أحمد إن “السيادة” تعني من يقرر الحرب ومن يدير العلاقات الخارجية المتشابكة والمعقدة، لذلك فإن الاتفاق النهائي إما أنه سيكون اتفاق يضعف الشق المدني أو لا توقيع؛ أي انهيار الإطاري، لذلك موقف المدنيين هو الذي يحدد مصير الاتفاق والانتقال معًا.

وفي خضم الأزمة حول انهيار المصفوفة الزمنية أعلن المبعوث الأممي لحقوق الإنسان في السودان فولكر تورك في بيان مساء السبت، عن أمله في عودة مسار الانتقال بتوقيع الاتفاق النهائي، ودعا إلى عدم استخدام العنف ضد المتظاهرين السلميين.

خلال عام ونصف من الانقلاب العسكري فإن الاتفاق الإطاري على ما يبدو شكل اختراقًا لقوى الحرية والتغيير “المجلس المركزي”، والتي تحاول استعادة مسار الانتقال رغم الانتقادات الواسعة من “حلفاء الأمس”، وهي مجموعات جذرية تدعو إلى إسقاط المكون العسكري بالكامل، وعدم عقد أي “ًصفقة سياسية” في وجودهم.

وتزايدت التكهنات حول تعثر الاتفاق النهائي بسبب صعود التيار الإسلامي في الساحة السياسية من خلال تدشين الإفطارات في الأحياء بالعاصمة السودانية والولايات.

وتوعدت قيادات في حزب المؤتمر الوطني المحلول بإفشال الاتفاق الإطاري، وهذه التصريحات تعكس مدى الانقسام داخل الحزب الحاكم سابقًا، بين تيار يحاول التهدئة وتيار آخر من “صقور” يحاول الصدام مع الواقع.

ويرى المحلل السياسي أحمد مختار في حديث لـ”الترا سودان”، أن الواقع معقد للغاية ما بين عودة “الحزب المحلول” إلى الساحة من “مخبئه الإجباري”، وما بين طموحات العسكريين في سلطة ترث نظام البشير.

وينوه مختار إلى أنه في ذات الوقت هناك “انقسام متطرف” بين القوى المدنية التي قادت الحراك السلمي وأطاحت بالنظام البائد، لدرجة أنه من الصعب التفكير في خلق توافق من الحد الأدنى.

ويرى مختار أن المجتمع الدولي وجزء من “قوى الثورة” وقوى مدنية تعتقد أن الاتفاق الإطاري قد يجنب السودانيين خطر الانزلاق إلى الحرب الأهلية، لذلك فإن فشل المصفوفة الزمنية جعلهم يشعرون بالإحباط رغم وجود آمال بتنفيذ الاتفاق خلال هذا الشهر.

قال قيادي في قوى الحرية والتغيير “المجلس المركزي” ردًا على سؤال من “الترا سودان” حول مستقبل الاتفاق الإطاري، إن “القوى الموقعة على هذا الاتفاق تحاول أن تصنع مكانًا أكثر أمانًا بعد سنوات من الاضطرابات والأزمات”.

وقال هذا القيادي رافضًا نشر اسمه إن “الاتفاق الإطاري إذا لم ينفذ، بالطبع للقوى الموقعة والمؤيدة خياراتها السلمية المعروفة، وحينها سيدفع من عرقل هذا الاتفاق الثمن غاليًا”.

وأضاف: “عندما أقترح الوسطاء الدوليون المحادثات مع الجيش مطلع العام 2022، كنا على يقين من أن المقاومة سترفض هذا الأمر، لكن مع مرور الوقت تيقن الجميع أن ما اخترناه كان صائبًا” – بحسب تعبيره.

ويقول الباحث في مجال الديمقراطية والسلام مجاهد أحمد، إن انهيار الاتفاق الإطاري لن يضُر القوى المدنية بقدر ما أن هذا الأمر سيجعلهم يعودون إلى التحالف مرة أخرى بالعودة إلى الوسائل السلمية.

على الخيارات المناسبة للجميع؛ إما ثورة راديكالية أو وضع تسوية جديدة.

ورغم آمال “قوى الإطاري” على إحراز اللجنة المشتركة بين الجيش والدعم السريع تقدمًا حول النقاط الخلافية، وأبرزها “سنوات الدمج” و”السيطرة”، فإن الاجتماعات التي انعقدت اليوم الأحد على فترتين، لم تحرز تقدمًا يذكر، ولا تزال المسافة بعيدة بين الطرفين، ولا تزال الخلافات حول تبعية قوات الدعم السريع لمجلس السيادة المدني أم قائد الجيش قائمة، بما يهدد بنسف العملية السياسية.

الترا سودان

‫3 تعليقات

  1. اعتقد اذا فشل الاتفاق النهائي او التسويه السياسيه وهذا مايرمي له الكيزان الفسده الفجره ستكون هنالك حرب اهليه طاحنه لانو ورشة الاصلاح الامني والعسكري وضعت فجوه كبيره بين الجيش والدعم السريع مما سيحرك قبيلة الريزيقات وقبائل الزغاوه المتحالفه معهم لتشكيل جبهه موحده للاستيلاء على السلطه مقابل مليشيات درع الشمال والسودان والبطانه التي ستساند الجيش لان قياداته من الشمال النيلي اللي بتعتقد ان تحالف ابناء دارفور متفاعل سياسيا في الوضع الاني والخوف من الصدام العسكري؛ سيحدث عصيان مدني شامل وطويل سينهك الدوله السودانيه ويعطل مؤسسات الدوله اضافة للاضرابات التي سوف تحث كذلك؛ سوف يضع المجتمع الدولي السودان تحت البند السابع وربما ينوي التدخل في السودان عسكريا لتحريره من نظام الكيزان الفسده الفشله؛ هذه هي السيناريوهات السياسيها التي ستحدث اذا انهارت التسويه السياسيه الانيه.

  2. يا اخي الرزيقات والزغاوة ليسو طراطير حتى يقاتلوا الشماليين في الخرطوم الا أن كانوا ينوا الانفصال بدارفور فقط وهذا لا يحتاج لحرب أهلية إلان.

  3. المشكلة كلها في ٣ أحزاب فاشلة فاسدة بلا شعبية او جماهيير تخشي الإنتخابات و الاستفتاء وكل أشكال تعبير الشعب عن ارادته اذا قيلت
    مشكلة ٣ طويلة
    هي انها استثمرت وخلفت صراع بين الجيش والدعم
    بصورة استقطاب سياسي
    ٣ طويلة مش لن تلتزم حتى بدستورها الزبالة المستورد من مراحيض اروقة المخابرات الغربية
    ٣ طويلة عايزة تمط الفترة الانتقالية لأنها تعلم أن إجراء الإنتخابات سيجد إقبال جماهيري واسع من المواطن الذي سأم من ٣ أحزاب فاشلة بلا برنامج ٣ أحزاب اضاعت ٥ سنوات في كراسي وفساد وسوء إدارة نتج عنها تضخم خيالي وانهيار اقتصادي وامني وتوقفت الحياة تماما ٣ أحزاب تعلم ان إجراء الإنتخابات لايحتاج لكل هذه الشروط التعجيزية التي تضعها
    ٣ أحزاب تحلم انتخابات مزورة ومهندسة ومفصلة على مقاسها او فترة انتقالية ابد الدهر
    وكل ذلك لأنهم شوية ارزقية يقتاتون بثورة مزعومة صنعت في اروقة الموساد والسي اي ايه
    في ديسمبر ٢٠١٨
    ثورة مزعومة ماتت وتلاشت ولم يعد لها وجود
    ثورة عيال المنظمات و السفارات
    وثورة الأقلية اليسارية العلمانية
    هم يعلمون انه لانهاء هذا العبث
    لابد من انتخابات تنهي هذا العبث الذي تطاول امده ومله الناس تماما عبث عدمي بلا أفق او مستقبل
    لشلة مصيرها الفشل واقضي اماني افرادها كرسي ودولارات ومال حرام
    الكل يعلم حقيقة ٣ طويلة واكاذيبها
    لماذا لم يعد احد يخرج للتظاهر
    لان الكل تعلم من تجربة ٣ طويلة الفاشلة السابقة
    والكل يعلم أن مايجري بين أقلية المركزي و أقلية
    الكتلة صراع كراسي ولسان حالهم يقول فليذهب المواطن الي الجحيم
    لاحل الا بانتخابات مبكرة شاء من شاء وابي من ابي

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..