مقالات سياسية

“الوطن بين حماقة الرصاص وحكمة العقل..!!!”

 د. منتصر نابلسي 

تمر بلادنا الغالية بمنعطف خطير جدا وحساس ومفصلي، وقد سبق وحذرنا من هذا الانزلاق المدمر والقاتل ، ان ماذهب اليه البرهان من انقلاب ضد الشرعية الوطنية يسانده في ذلك حميدتي وأصبح البرهان وحميدتي بين عشية وضحاها شريكان يديران دفة الحكم الانقلابي .
توسعت الاطماع وتجذرت القوة وتمكن كل منهما في اركان الدولة الواهية وسعى كل منهما من أجل الاستحواذ على السلطة وإستلابها ، وساهم تفتت القوى الوطنية في تزكية أتون نارا الحرب “واذا إختلف اللصان ظهر المسروق” فتناحر اللصان على كيفية ادارة آلية الدولة المنهوبة ، اشتعلت نار الفتنة منذ فترة بينهما تؤججها اطراف تصب مصالحها في الخلاف بين البرهان وحميدتي علما بأنه لاخير في “البرهان  الانقلابي” ولا “حميدتي الانتهازي”  فكلاهما لصان سلطة لايجلبان للسودان الا الدمار فإن كان البرهان كذاب انتهازي ، فحميدتي لايقل عنه كذبا ونفاقا وتلونا وطمعا فلا خير في هذا أو ذاك ، ولكن يجب أن نضع مصلحة الوطن في المقدمة، من جراء هذا الخلاف الخطير ،”ثوران في زريبة”  والذي يجر بلادنا اليوم إلى حرب داخلية أكثر خطورة تهدد أمن الوطن والمواطن والمنتصر فيها خاسر .. والخاسر فيها بالطبع خاسر ويبقى “الخاسر الاكبر”  هو “الوطن والمواطن السوداني”.
نحن اليوم امام معضلة تاريخية خطيرة دخلت لنا من بوابة الحكم البائد “الكيزاني الفاشل” ، الذي فصل الجنوب عن الشمال وزرع ألغام الفتن والجهوية ، ومايزال الكيزان ومن خلال البرهان يسعون وراء السلطة ، فقد جلبوا لنا هذا الدعم السريع الذى اصبح خنجرا في خاصرة الوطن واتلفوا منظومة القوات المسلحة ، حين اباحوا لجماعتهم ان يمارسوا سياسة كيزانية فاسدة ، كان هدفها الحفاظ على الحكم وتمرير الأجندة الخبيثة لبناء مصالحهم من خلالها ، وما كان البرهان الا وجه بغيض فاسد لحماية اسياده “قادة الإنقاذ” وتمكين الكيزان من الالتفاف حول السلطة مرة أخرى وتنفيذ ماربهم الحاقدة ليظل السودان تحت سلطتهم نحن نناشد الضباط والجنود الاحرار الاوفياء في قواتنا المسلحة  الابية ان يقفوا صفا واحدا من اجل مصلحة البلاد وهذا دورهم التاريخي حتى لا تبتلعها هذه الفتنة الجائرة ، وكما يجب أن تكون قلوبهم واياديهم واعية ويجب أن يتم دمج الدعم السريع في القوات المسلحة بعد القضاء على هذه الفتنة والقبض الفوري على “البرهان وحميدتي”  وتقديمهما للمحاكمة باعتباراهما “مجرمي حرب” وقد سفكا دماء الابرياء من ابناء الشعب السوداني ولايسمح بتواجد أي جيش موازي للقوات المسلحة السودانية مرة أخرى ، لان حالة الانفصام التى نواجهها اليوم  تحتاج لمعالجة جذرية “وطنية” تضع مصلحة الوطن والمواطن في المقدمة ، ومن ثم الانتقال الى حكومة مدنية لان الديمقراطية هي المخرج العقلاني الوحيد نحو حياة مستقرة  للوطن ، ويجب أن نحذر من التدخل الخارجي السلبي الذي يسعى نحو مصالحه الخاصة فقط ، فلا مرحبا بالتدخل الاجنبي في بلادنا ، ولا خير فينا ان لم نقلها عاش السودان حرا  قويا ابيا موحدا ..”حفظك الله يا وطني” .

 

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..