مقالات وآراء

الأحزان تعيد نفسها … السودان ينزف مع قرب حلول عيد الفطر

الطيب جاده
   تعجز الكلمات عن وصف الحزن الذي أشعر به أمام المشاهد المروّعة التي يعيشها الشعب السوداني عموماً وأسرتي خصوصاً في هذه الأيام الأخيرة من شهري رمضان والعيد علي الابواب ، آمل بكل جوارحي أن تتم محاسبة المسئولين عن هذه الحرب المدينين قبل العسكريين ، وأن يعاقبوا أشد العقاب ، مع العلم بأنه ما من عقاب يمكن أن يعوّض عن كل هذا الألم وهذه المعانة ، والدماء التي سالت .
لا أدري كم يساوي هذا الكرسي الذي من أجله يسحق الإنسان أخاه الإنسان في السودان … ويقتل السوداني مواطنه وجاره السوداني … كم تساوي المصالح الشخصية التي يقتل الناس لأجلها وتُدمر البلاد بما فيها ومن فيها وبأيدي أبنائها… كم هي رخيصة الدماء والأرواح في عرف السياسيين الانتهازيين .
كيف نستقبل العيد في وضعنا الحرج المأساوي الذي وصل إليه حال وطننا الحبيب ، وهل يكون هناك طعم للعيد في وطن قتله أبنائه ، مقدمة تعبير وخاتمة ها هو رمضان يرحل ، ويستعد لإغلاق الأبواب وراء الايام التي قضاها الشعب السوداني بالصيام ، مضت بكل ما فيها من جد وتعب واجتهاد في توفير لقمة الافطار ، مضت بحلوها ومرها ، بظروفها الصعبة مضت ، بفشل الساسة والمنافقين مضت بكل ما فيها ، وكأنها ساعة من عمرنا ، لم تأخذ منا إلا القليل وكان الأيام تريد أن تخبرنا أنّ العمر ما هو إلا لحظة عابرة ، ما إن يطرق الأبواب حتى يغادرنا للأبد ، تاركاً وراءه كل الذكريات ، فما نحن جميعاً إلا ذكريات عابرة في العمر . ليس من السهل أبداً أن نكسر أسلوب حياتنا فجأة ، في نهاية هذا الشهر الكريم نودع كل الضحايا الذين سقطوا جراء الحرب الدائرة الآن بين الجيش والدعم السريع وضحايا الظلم والقهر والاستبداد ، ونترحم علي شبابنا الذين لقو حتفهم في البحر المتوسط هربا من الظلم والقتل ، سوف يحل علينا العيد في ظروف يرسى عليها حال السودان ، ولكن مجبورين هذه السنة أن يكون العيد بطعم الدم كما حصل في العام 2019م وكل ذلك بسبب الأحزاب السياسية الفاشلة ، لأن ما يسمى بأحزاب سياسية في السودان هي عبارة عن مجموعات ليس لديها أي رؤية تجاه الوطن ، وهي في نفسها غير ديمقراطية فكيف لها أن تأتي بالديمقراطية في السودان . نشتاق للحياة الكريمة لكن هذا الاشتياق أصبح من المستحيل ، فمن اسباب مأساتنا كل الأحزاب السياسية ، لأن الساسة السودانيين عملاء ومنبطحين لبعض دول الجوار وسفاراتها ، من أمضى أيامه منبطحاً لا يري الا الذل والهوان وسيندم علي انبطاحه ، وأن ظلّ هؤلاء العملاء منبطحين سيكون السودان في خبر كان ، لذلك على الشعب السوداني لفظ كل الأحزاب السياسية من حياته ، المؤسسة العسكرية لا يمكنها أن تعمل انقلاب الا ومعها حزب سياسي . رغم التعب الذي نبذله في تحليل الواقع ، إلا أننا نشعر بالحزن عند مفارقة كل هذا ، خصوصاً ضحكاتنا الحزينة ، فلا شيء يوازي ضحكتنا ، ورغم قولنا الدائم عن حال السودان ، نشعر بالحزن في نهاية رمضان  ، وربما يخطر ببالنا أحياناً أن تكون الايام القادمة اسوء علي وطن مشلول ، أنّ مشاعر الفرح والحزن تختلط في وداع رمضان هذه السنة وهي أشبه بسنة الشؤم التي حصل فيها فض اعتصام القيادة العامة للجيش ، لقد أصبح فرصة اصلاح حال الوطن في المجهول .
زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..