الفصل الأخير في صراع الديكة في السودان

يوسف عيسى عبدالكريم
يبدو اننا نشهد هذه الأيام الفصل الأخير من مسار الدولة المدنية في السودان بعد ان شيعت الاحداث المؤسفة في السودان الاتفاق الاطاري الى مثواه الأخير . ان ما يحدث الان هو تعزيز لانقلاب 25 أكتوبر الفاشل حيث سيسفر انتهاء الصراع عن تمهيد طريق قائد الجيش لإحكام السيطرة على المشهد وضمان استمراريته في السلطة عبر توسيع قاعدة الاتفاق الاطاري وإدخال حلفائه الدائمين الموقعين على اعلان القاهرة . وفي المقابل فان القوى السياسية ستكون مجبورة على الانصياع للأمر الواقع بعد انهيار حليفها الرئيسي قائد الدعم السريع وتشتت قوته التي كانوا يراهنون عليها لمجابهة قوة الجيش .
وبمقارنة تصاعد الاحداث فان الوضع ينذر باحتمال استمرارية الازمة الى ابعد من ما نتصور نحن وما يحسب قادة الجيش فاذا اعتبرنا ان اليوم الأول قد تصدر فيه الجيش المشهد وخطف الأضواء بتداول السوشال ميديا لفيديوهات ظهر فيها استعمال الأسلحة الثقيلة التي لم يتعود الشعب السوداني على رؤيتها داخل المدن مما اعطى ايحاء بتفوق الجيش وان المعركة سوف تحسم خلال سويعات .
الا ان اليوم الثاني والثالث تحولت فيه الأمور لمصلحة الدعم السريع وحميدتي فقد طالع اكثرنا الفيديوهات المنتشرة في السوشال ميديا والتي استطاعت جذب انتباه الشارع السوداني ويظهر فيها افراد الدعم السريع في معسكرات ومواقع تابعة للجيش السوداني وهم يتحدثون عن استيلائهم لتلك المواقع وقد اعترف الجيش بسقوط قاعدة مروي العسكرية في يد قوات الدعم السريع .
وفي اطار كشف المستور وفضح قائد الجيش وتوضيح مدى سوء نواياه تجاه العملية السياسية أشار قائد الدعم السريع في تصريح لقناة الجزيرة الى ان البرهان مراوغ وكذاب كان على علم مسبق باقتصار الاتفاق الاطاري على اطراف محددة بالاسم تم التوقيع معها . وكان عارفا بتمثيل الحرية والتغير لهذه الأحزاب وقد وقع على الاتفاق راضيا به الا انه قام بالالتفاف عليه والتنصل منه وهو يعتبر ذلك نفاق وعدم ايفاء بالعهود.
في اعتقادي ان الأيام القادمة ستحمل عدة سيناريوهات اقربها انزلاق البلاد في حرب أهلية نتيجة للصراع المسلح العنيف الحاصل الان في البلاد بالإضافة لحالة انسداد الأفق السياسي التي شهدتها البلاد في الفترة التي سبقت تطور الاحداث الأخيرة والتي ظهرت جليا بموجة الملاسنات الحادة التي توالت بين مكونات العملية السياسية من أحزاب وحركات كفاح مسلح رغبة منهم في فرض معادلة سياسية جديدة تؤدي الى إعادة هيكلة قوى الحرية والتغيير واحداث اختراق في مفهوم الحاضنة السياسية .
اذا فالشارع السوداني سيظل يترقب مالات الأمور واتجاهات الصراع المسلح بين الرجلين ويتهيأ لمرحلة جديدة ربما تفضي بانتصار احد الرجلين وإعلان ميلاد نظام عسكري جديد. وحتى ذلك الحين فأقول للمراقبين والمتأملين في إعادة البلاد الى مسار الانتقال الديمقراطي من جديد (لا تحلموا بعالم سعيد فخلف كل قيصر يفوت قيصر جديد).
يا راجل، الشعب السوداني وقف أمام التنظيم الإسلاموي الفاسد بكل جبروته و سلاحه و مليشيات جيشه و جنج يده و عصابات أمن المجرمه، و برغم سطوة المتأسلمين التي إمتدت ٣ عقود.. فازاحهم الشعب السوداني عن السلطه، عنوة و إقتدارا.. و تقول لي قيصر و ما قيصر آخر؟ اسمع، القياصره هؤلاء لا يسوون شيئا أمام قراصنة التنظيم الإسلاموي المجرم الفاسد.
الشعب دائما هو الاقوى، هكذا علمتنا التجارب الثَوريه على مر التاريخ الإنساني القديم و الحديث.
فاهدأ شويه يا اخي، و اطمئن..فانت احد افراد هذا الشعب الأبي القوى، بإذن الله، و سوف تجده من أمامك و في معيتك، ما طابت نفوسنا و آمنا بأنفسنا و بقدراتنا و وثقنا ببعضنا و حددنا أهدافنا المتمثله في الحريه و السلام و العداله. و عندها، لا يوجد قيصر او برهان او حميدتي او اي من الكيزان الخيابا، يمكنه ان يقف أمام هذا الشعب القوى الطيب الابي، و لعلك تدرك ان الشعب السوداني قادر ان يزيح عصابات الإسلام السياسي، و تنظيماتهم الإرهابيه كافه.. خاصه و اننا في القرن 21، و لا يجدر ان نعيش فيه و نكرر عهود الظلام و الجهل و الهوس.
و لك تقديري؛؛؛