مقالات وآراء سياسية

مع الجيش ولا مع الدعم؟

مازن سعد

هذا هو السؤال السائد الان في جميع أوساط الشعب السوداني مما خلق حالة من الانقسام في أوساط الشعب السوداني ، وعلي كلا مأخذ ،  فهناك من يرى بان الجيش خذلهم في مجزرة القيادة وان الإسلاميين ما زالوا مسيطرين على مقاليد القيادة ، وان طموح البرهان للحكم يحول دون تسليم الحكم للمدنيين وان لا عهد له ، وبالمقابل هناك من يرى ان الدعم السريع مجموعه قبلية لا يمكن مساندتها في مواجهه الجيش وانها استفادت من ثروات البلاد وتمددت دون وجه حق ، وهناك من يقف على الحياد وفق موقفه من قيادات الطرفين ولكن في ظل الظروف الحالية وبغض النظر عن اجندة الإسلاميين او طموحات بعض القادة للحكم فان الجيش هو مؤسسة وطنية ملك للشعب السوداني واي انقسام بها او تمرد عليها سوق يجر البلاد الى نهاية لا يحمد عقباها ، ولكن وجود مثل هذا التوجه لا يعني بالضرورة عدم قبول الاخر واتهامه وتخوينه كما هو سائد الان.
ان ما يحدث الان في السودان هو حرب أهلية كاملة الدسم ، فالحرب بين القوات المسلحة وبين الدعم السريع هي حرب من داخل المكون العسكري  وكما قيل الدعم السريع من رحم القوات المسلحة والذي من المفترض انه احد الأجهزة النظامية التي من واجبها احتكار العنف في الدولة وحماية الوطن والمواطنين ، فالحرب الان ليست مع مكون خارجي وان كان أي صراع في أي مكان في العالم قد يتم استغلاله لخدمة مصالح جهات معينه ، علينا ان ندرك اصل الازمة وطبيعتها حتى نتمكن من الخروج من هذا الموقف العصيب كشعب واحد و بلد واحدة موحدة .
علي مر التاريخ ابتلي السودان بالعديد من الانقلابات العسكرية كوسيلة لتغيير الحكم والوصول الى السلطة ، والانقلاب هو في تدخل للجيش لاستلام السلطة بالقوة سواء كانت بدايتها ثورة شعبية او تحرك من داخل القوات المسلحة ، واذكر هنا على سبيل المثال انقلاب عبود  1958م وحينها تم طلب تسلم السلطة من رئيس مجلس الوزراء بعد اختلاف الأحزاب الحاكمه وقتها ، انقلاب نميري 1969م وتم بتخطيط الحزب الشيوعي والقوميين العرب والبعث  وانقلاب البشير بتخطيط زعيم الاخوان المسلمين وقتها الترابي  في 1989م وفي 2019م استولى قيادات معينة من العساكر (جيش ودعم سريع) وفئة من الأحزاب المدنية على السلطة بعد ثورة شعبية لتغيير نظام الحكم ، وأخيرا في أكتوبر 2020م انقلب العسكر على مجموعة الأحزاب الحاكمه واستفردوا بالسلطة ، والان في ابريل 2023م اندلعت الحرب من داخل المكون العسكري
دائما ما كانت احزابنا السياسية هي المحرك الرئيسي وراء جل الانقلابات العسكرية عبر تاريخنا ، فحقيقة المعركة هنا ليست العسكرية ضد المدنية كما تم تصويرها في الآونة الأخيرة ، احزابنا يا سادة والتي من المفترض ان تقود البلاد الى التنمية والتعمير والتطوير غير متفقة على الية تداول السلطة ديمقراطيا وقانونيا ، متفقه على التغيير الثوري والذي يفضي الى التغيير العسكري بصورة متكرره تاريخيا ، كل يريد ان يفرض طريقة فكره على الجميع بالاكراه بلا أي وزن للراي الشعبي او الدينقراطية ، كل ما يختلف فصيل مع الاخر يذهب الاخر لاتباعه في الجيش للقيام بالانقلاب ، القصة ما قصة كيزان بس ولا شيوعين ولا غيره وبغض النظر عن ايدولوجيتهم و من يريد ان يعيد حكم الخلافة متبنيا الحكم الداعشي او من يريد ان يساوي بين الجميع وتسود اليوتوبيا في الأرض ، أي كان فكرتك او برنامجك كحزب يجب ان تعرضه على شعب بلدك و هو له القرار بان ينتخبك ، لكن وصولك للسلطة بانقلاب عسكري او استغلال ثورة شعبية ماهو الا تمهيد لحكم ديكتاتوري وشمولي سوف ينتهي بنفس البداية انقلاب وثورة ، اذا رجعت للتاريخ سوف تجد كل الأحزاب متفقه على ماذكرت ، حتى ان بعضها وصل درجه من الشطط والتطرف ان قام بالتسلح لمحاربة الجيش والأخير قام بخلق اجسام موازية عديده لمؤسسات الدولة وهذا المزيج من التعنت والخرمجة السياسية والتشرذم والحفر وعدم الاتفاق على نظام محدد لتداول السلطة (الديمقراطية في هذه الحالة) هو ما اوصلنا الى هذه النقطة الفارقة في حياة الدولة السودانية او ما تبقى منها بعد انفصال الجنوب الحبيب.
ومن المهم ان ندرك ان بلدنا ليس اول من يعاني من الصراع وعدم الاستقرار على مر التاريخ واجهت العديد من البلدان تحديات مماثلة وعلينا التعلم من تجارب الاخرين وتطبيق هذه الدروس ، فوسيلة التغيير الثوري اثبتت فشلها تماما ولا بديل لنا سوى التغيير المتدرج ، علينا ان نقنع طبقتنا واحزابنا السياسية بأهمية احترام التغيير الديمقراطي ولنجعله دستورا لنا ، علينا نبذ أي حزب او مجموعة تريد فرض التغيير بالقوة .
من الدروس الهامة في قارتنا الافريقية ما سمي بعملية الحقيقة والمصالحة التي اثبتت نجاحها في جنوب افريقيا وتم الانتهاء من نظام الفصل العنصري واثبتت نجاحها في رواندا بعد مجزرة ابادت اكثر من مليون مواطن وفق احصائيات متفرقة
و بالاعتماد على هذه الأمثلة ، أعتقد أنه يمكننا اتخاذ عدة خطوات لمعالجة الوضع الحالي في بلدنا ، تتضمن هذه الخطوات :
الانخراط في الحوار :
يجب أن ننخرط في عملية حوار ومفاوضات مع جميع الأطراف المتورطة في النزاع وهذا يشمل العساكر وكافة الفصائل السياسية  والمجموعات الاهلية المختلفة حوار أساسه قبول الاخر والاعتراف بمشاكلة ومصالحه واخطائة من دون تخوين او اتهامات لن تفضي الا لمزيد من الازمات فمن خلال الحوار ، يمكننا بناء الثقة وإيجاد أرضية مشتركة والعمل من أجل حل سلمي للصراع الازلي في البلاد.
تعزيز المساءلة :
يجب أن نحمل المسؤولين عن انتهاكات حقوق الإنسان وغيرها من انتهاكات القانون الدولي المسؤولية عن أفعالهم. يمكن تحقيق ذلك من خلال مجموعة من التدابير ، بما في ذلك الملاحقات الجنائية ولجان الحقيقة والمصالحة وبرامج التعويضات.
الاستثمار في إعادة الإعمار:
يجب أن نستثمر في إعادة إعمار بلدنا ، بما في ذلك إعادة بناء البنية التحتية ، وخلق فرص العمل وتقديم المساعدة الإنسانية للمحتاجين سيساعد هذا في معالجة الأسباب الجذرية للصراع وخلق مجتمع أكثر استقرارًا وازدهارًا.
بناء الجسور مع المجتمع الدولي :
يجب أن نعمل على بناء علاقات مع الدول الأخرى والمنظمات الدولية ، والاستفادة من تلك العلاقات لتعزيز السلام والاستقرار في بلدنا . يمكن أن يشمل ذلك المشاركة في المبادرات الدبلوماسية ، والدعوة إلى زيادة الدعم الدولي لجهود بناء السلام ، وتعزيز التعاون والحوار عبر الحدود.
فعلينا ان نضع مصالح بلادنا أولا عند التعامل مع المجتمع الدولي ، وليس المصالح الشخصية او الحزبية ، ولاجتياز هذه الفترة عند انتهاء الحرب الجارية علينا ان نتوحد حول فترة حكم انتقالي لا تزيد عن عامين بواسطة حكومة تكنوقراط مستقلين وان تم جلبهم من سودانيين المهجر وفق معايير محددة  ، وعلى الحكومة الانتقالية العمل على عدة ملفات من أهمها الاستقرار الأمني عن طريق الوصول الى جيش مهني موحد يقوم بواجباته دون التدخل في السياسية ، التجهيز لقيام الانتخابات عند نهاية الفترة الانتقالية العمل على الاستقرار الاقتصادي  من خلال بناء وتطوير البنية التحتية والتخطيط الاقتصادي طويل الأمد وتعزيز الثقة في النظام المصرفي والتعاون المشترك مع المجتمع الدولي ومحاربة الفقر وعدم المساوة .
التحديات التي نواجهها كدولة كبيرة ، لكنها ليست مستعصية على الحل فمن خلال الاعتماد على تجارب البلدان الأخرى والعمل معًا لإيجاد الحلول ، يمكننا بناء مستقبل أكثر سلامًا واستقرارًا لأنفسنا وللأجيال القادمة .

 

‫8 تعليقات

  1. المقال طويل، و لكنه قفز لسنتين كفتره إنتقاليه، و بسرعه ل”الإنتخابات”، عجبي.. و المقال تجاوز بشكل متعمد و فاضح المطالب ثورة ديسمبر الباسله، المتمثله في الحريه و السلام و العداله، عجبي. ثم قفز فوق إستتحقاقات الفتره الانتفاليه، المتصله ب”المحاسبه” و إسترجاع المسروقات، و القصاص. و خلافه، و هذا لعمري لأمر مدهش و غريب.
    الخلاصه: مقال ضعيف و غير موضوعي..

  2. بعض الاغبياء يقف مع ما يسمى بالجيش و هو ليس بجيش انما مليشيات كيزانية ترتدي زي عسكري رسمي و قياداتها بمن فيهم البرهان من الكيزان
    و البعض الاخر يقف مع الجنجويد الذين يتم تسميتهم بالدعم السريع
    و ناسين انو الجيش الذي دمر البلاد و اشعل الحرب في الجنوب و دارفور و الشرق
    و الذي فصل الجنوب
    و الذي باع حلايب و حلفا لمصر
    وووووووووووو
    و ناسين كمان انو الجنجويد ابادوا اهلنا في دارفور و ارتكبوا مذبحة القيادة العامة التي استشهد فيها الالاف و نهبوا ذهب البلد

    الافضل الا نقف مع اي من الطرفين و ان نتمنى ان تنتهي الحرب التي تزهق الارواح

    1. لخصت المقال الطويل “المتطاول” في أربعة كلمات، اخي حسن. و قلت بكفاءه و إختصار محبب، ما لم أستطع انا في تعليقي على المقال المفضوح لهذا الكوز مكشوف الحال.
      و لك تقديري، و كل سنه و انت طيب، في ربوع سودان الحريه و السلام و العداله، إن شاء الله؛؛؛

    1. لأنهم هم أنفسهم القذاره و النتنه و العفانه، و الشيء من بعضه، عليهم اللعنه.
      و سنواجههم بقوه بعد ان تصفى بينهم و الدعم السريع الذي صنعوه بأيديهم، يا سبحان الله.

  3. الواحد صار اي زول يكتب أول سطر طوالي تعرفه كوز ..يعني الكوز من شدة عفانته ولواطته تشمه من بعيد.

    1. ياخ و الله كتلتني من الضحك… ياخ انا قبل ما اكمل المقال، جاني شعور بطمام شديد، و قربت استفرغ.. الحمدلله ما حصل، و اكون فطرت بسبب هذا الكوز.
      اتاريه ده من عفنة هذا الكوز.. حكمتك يا رب؛؛؛

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..