مقالات وآراء

عن السيناريوهات المرعبة ، أقول

د. معتصم بخاري

أخيرآ إنطلق الجنون من عقاله، وإنحل ما كان معقودآ بين أميري الحرب ، الإنقلابي الفاشل والجنجويدي القاتل.. كانت تربطهم شراكة الدم وشراهة القتل وإستباحة كل محرم مذ أن كانوا ينشرون الموت والدمار علي أهلنا في دارفور. كان وما زال وجودهم علي المشهد السياسي نذير شؤم يدفع أهل البلاد ثمنه دمعآ ودم.

عقب نجاح الثورة الباهرة القاهرة ، توافق و تواثق القتلة (البرهان/ حميدتي)  علي إجهاض الثورة مهما كلفهم ذلك وظلوا يناورون ويخادعون ويكذبون .. يوقعون الاتفاقات ثم ينقلبوا عليها وينقضوها قبل أن يجف مدادها .. يفعلون ذلك تنفيذا لتعليمات أسيادهم وأمراءهم في التنظيم الماسوني الفاشي المسمى زورآ بالحركة الإسلامية !!.

كانت أول وأكبر جرائمهم بعد الثورة هي فض إعتصام القيادة بعنف شيطاني وحقد أسود نابع من سواد قلوبهم الغلف الميتة..
ثم تواصل العنف دون إنقطاع ضد الثورة والثوار ، ليسقط الشهيد تلو الشهيد دون أن تسقط أو تتراجع راية الثورة.. ولما يئس القتلة من تطويع الثورة قاموا “معآ ” بإنقلاب الخامس والعشرين من أكتوبر ضد التحول المدني الديمقراطي ، ليلتف حولهم ويساندهم الطارئين علي المشهد السياسي السوداني من”قوادي” ما يسمي بحركات الكفاح المسلح وطفيليات السياسة. ولما  فشلوا جميعآ في  إدارة الدولة لصلابة الثوار وأصرارهم ، إضطر القتلة للجلوس مرة أخري مع القوي المدنية في محاولة للخروج من ورطتهم ومأزقهم وفشلهم.

ولما حان وقت التوقيع علي الإتفاق الإطاري رغم نقصه وعواره ، وموعد عودة العسكر للثكنات وإستكمال بعض مطلوبات الثورة بما فيها تفكيك نظام الأبالسة ، جن جنون الفلول ودفعوا بمليشياتهم المسماة بالقوات المسلحة للدخول في هذه الحرب لإجهاض التحول الديمقراطي .. ولأن الله يضرب الظالمين بالظالمين ، دب الخلاف بين رئيس عصابة الجنجويد ورئيس مليشيا الفلول لترتفع الخناجر وتلمع السيوف ويرسل كل منهم الموت نحو الآخر .. وبينهم يعاني المدنيين الويلات والخوف والفزع.

الآن هناك ثلاث سيناريوهات مرعبة محتملة في نهاية هذا الجنون .. أن يتدخل أصحاب النفوذ “خارج السودان”  للإصلاح بين الرجلين المتقاتلين فتعود بينهم شراكة الدم مرة أخري وتعود بنادقهم مرة أخري توجه نحو صدر الشعب .. أو أن ينتصر الجنجويدي القاتل وتلك كارثة لا قبل للسودان بها رغم الترهات التي ينطق بها عن التحول الديمقراطي والحكم المدني ، فمتي كان لقاتل أخرق أن يتحدث عن حكم القانون.  السيناريو الأخير أن تنتصر مليشيا المؤتمر الوطني فنعود إلي الإنقاذ أكثر حقدآ وعنفآ وفسادآ.

أقول،

علي قوي الثورة الحية والصامدة التي زلزلت الأرض تحت أقدام هؤلاء القتلة طوال السنوات الأربع الماضية أن تعيد رص صفوفها .. وإزالة شوائب الخلاف بينها ووضع مصلحة البلاد العليا نصب أعينها .. وأن تضع خططآ لما بعد إنجلاء غبار هذه الحرب مهما كانت نتائجها وأن تكون فاعلآ لا مفعولآ بها من الآن فصاعدآ .. وتعلم أن الحرب معارك تكسب بعضها وتخسر بعضها ولكن النصر حليف الحق في نهاية المطاف.

لقد أثبت العسكر أنهم أفشل من يدير السياسة ولا بد من عودتهم إلي الثكنات دون قيد أو شرط ، ولابد من حل كل المليشيات المسلحة بما فيها متمردي دارفور أو ما يسمي بحركات الكفاح المسلح ، وألا يكون هناك سلاح خارج أيدي جيش وطني واحد ذو عقيدة وطنية راسخة.

علينا أن نعلم بأن الحل لابد أن يكون سودانيآ وبأيدينا وألا نعول علي المجتمع الدولي إلا قليلآ.

نسأل الله أن يعود للسودان أمنه وطمأنينته وأن تصمت البنادق ويعود العقل لهذا الوطن الجريح .. وكل عام والوطن واهله بخير.

 

‫5 تعليقات

  1. ي دكتور عيدك مبارك
    كنت طلبت منك في اخر مقال ليك علي الراكوبة ان تكتب وتتبني مع نخبتنا عن ضرورة فك الارتباط المصنوع بين دولة وادى النيل (كوش قديما او سنار حديثا) ودولة دارفور واقليم جبال النوبة وان تعود كل دولة الى جغرافيتها الطبيعية وحدودها المعروفة والعيش في سلام كجيران افضل مليون مرة من الوحدة المصنوعة وحدة الدماء والدموع وحدة الحروب الابدية اللانهائية،
    نعم للانفصال وانهاء معاناة اهلنا الجلابة منذ ان ضم لنا المستعمر الانجليزي دولة دارفور في يوم الاثنين الاسود الموافق ١يناير ١٩١٧م بعد مقتل سلطانهم على دينار علي يد الانجليز في ٦ نوفمبر ١٩١٦م وكان قبلها ضم لنا جبال النوبة في ١٩٠٠م عندما قام المستعمر الانجليزي برسم الحدود بين دولة سنار ودولة الجنوب الحالية
    الحل في الانفصال لانه نحن ٣ شعوب مختلفة ولايوجد اى نوع ثقافة مشتركة او رابط مشترك بينهم او حتى مزاج واحد
    نحنا عاملين زى العاوز يخلط الزيت بالموية وهذا مستحيل
    الحل الوحيد والناجع والنهائي هو عودة كل دولة الى جغرافيتها الطبيعية وحدودها المعروفة وان يحكم ابناء كل دولة منطقتهم
    هذا او الطوفان
    هذا او الخراب والدمار والتهجير والموت سمبلا

    1. يا باشا ياخمعيش داىما يبقى الامل في الاسلام ومن طبيعة الدنيا الابتلاء والتفرقه نحن منهيين عنها اذا كنا مسلمين كل الحاصل الان هو بسبب عدم وجود قاىد واحد ينضوي تحته المسلمين اجمع … كان ممكن للمسلمين انهم يكونوا اكبر واقوى من حلف الاطلسي .. لكنها التفرقه … حتى ترسانة نووي ما كان في زول بيقدر يسالنا مع باكستان وايران وطيران السعوديه وجنود الباقين والاسطول البحري …. تهبش المغرب تجيك جيوش من اسيا والعكس .. فرجاء صلح نظرتك …نعم في ناس كعبين لكنهم موجودين في كل الاماكن …انا اقاربي فيهم ناس ما بقدر اضمنهم الحكايه ما جنس

  2. فعلا مقال جميل وأرجو من هذا العنصرى الذى دائما ما يعلق بفك الارتباط من دارفور افضل لك الصمت واحسب انك كوز مقرف عنصرى بغيض وهذا دينكم في والدناءة والوضاعة وحب الخبث والتامر الي أن فثلتم الجنوب، أرجو أن تكف بلاعتك هذه عن تسميم الشارع بالماء الاسن وتترك الكتابة للوطنيين الذين يهمهم امر السودان.

  3. أَدْمعٌ حَرَّى

    (شكراً ) لكم أيها الجنجويد و أيها العسكر يا بذاءاتِ التأريخ …يا لعنةَ الأزمانْ
    (شكراً) لكم يا من تطربون للأوجاع و نحيب الثكالى وآهاتِ بنى الإنسانْ ….
    يا من زرعتم (حديقة) الجُثث و الأشلاء و روتها أطهرُ الدماءِ في الأكوانْ
    خاصمتم العقلَ و السويِّةَ و حالفتم الخبثَ و الخبائثَ و الجنَ والشيطانْ
    لُقِّنتم في كليةِ الخرابِ أنً غايةَ العقيدة تقويضُ آصرةِ الحبِ و تمزيقُ الأوطانْ
    أشرفُ معاركِكم دَكُّ المشافى و الديارِ و الرقصُ على الدماءِ و ترويعُ الأمانْ
    استوطن البؤسُ و نعَقَ البومُ و غادر السلامُ وطن السلامِ أرضَ السودانْ

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..