الحِلم والحُلم عند أهل السودان

أسامة ضي النعيم
ذهب في النعمة الاولي شوطا بعيدا ، بسط حبل الحِلم حتي ظنت مصر عبد الناصرأنها تملكت السودان ، التدبير أن يخلي الانجليز أرض السودان ثم يعلن مجلس قيادة ثورة يوليو 1952م فضاء السودان عمقا وامتدادا لارض مصر. كان رأي أهل السودان يسير في اتجاه آخر ، نحو الاستقلال التام عن دولتي الحكم الثنائي انجلترا ومصر ، السودان للسودانيين كان الاعلان الرئيس في يوم الاثنين 19/12/1955م من داخل مجلس نواب أهل السودان ، جاء الاستقلال بالاجماع وتحقق حُلم أهل السودان عبر السلمية والحِلم.
تدور عجلة التأريخ ونصحو اليوم في السودان علي حُلم البرهان وحميدتي ، العنوان غير المعلن هو السودان ضيعة خاصة ، يقبض الحاكم بيده اليمني (رسن) السلطة ويده اليسري تدير الاعمال التجارية وبناء امبراطورية الثروة والسلطة ، يهز جذع نخلة السودان فتساقط علي حضنه ثروات الذهب واليورانيوم ، يأكل وعزوته أطايب الطعام يطلبها من فجاج الدنيا ، الكافيار الروسي و (تيك أوي الصيني ) و(الكري الهندي) و(فش اند جبس الانجليزي) كلها من بعض أنواع الطعام ، يسلكها في جوفه بماء النيل ومن البقعة عند مقرن النيلين تأتيه شربة عذبة من المياه تسلك طريقها من الهضبة الاثيوبية لتلتقي بتلك القادمة من بحيرة فكتوريا. الحُلم عند الجنرالين أن يبقي السودان تحت الوصاية بينهما .
بين الاطماع المصرية وأحلام الجنرالين تدور حلقة المشائين جماعة تتكسب العيش وهي تعلن من المنابررؤيتها ، تقلد صوت العارف ببواطن الامور ، يحاكون فعل السحرة الذين حاوروا موسي يوم الزينة لصالح فرعون ، يرمي الساحرمنهم طابيته من خلف شاشة القناة الخليجية ، يقسم بالله أن مصر بمبادرتها تريد خيرا للسودان ، يذهب في تحليله عكس حركة التأريخ ومبادرات مصر من أيام الصاغ صلاح سالم في فندق سمير أميس وموعده كان سبتمبر 1952م ، كانت القصعة التي قدمها اتحاد وادي النيل وانضمام أو بالاصح اضافة السودان لمصر. من يتقمصون دور السحرة اليوم من اعلاميين وغيرهم يقبضون ثمنا بخسا ، شقة تمليك تبذلها المخابرات المصرية يعتاش من ايحارها الاعلامي السوداني وهو يخاطب القنوات من أوربا يتغني بدور مصر السيسي في توفيرها المن والسلوي لاهل السودان . رفض الدور يعني عرض المقاطع اياها ، الحِلم السوداني يتمدد ليفسح المجال لتلك الفئة بينما يظل حُلمه يتغني بالحرية والعدالة والسلام في ظل السودان الحر المستقل.
الصبر والحِلم عند أهل السودان لا ينفذ ، والحُلم ببناء السودان البلاد والعباد لا ينضب ، تدور المعارك العبثية بين الجنرال وعزوته وركنه الشديد بالامس وما يزال الثوار ينادون بذات الاهازيج ولا للحرب ، جرت علي السنتهم الحرية والعدالة والسلام ، خطبوا ودها وحملوا مهرها وسلكت طريقها اليهم أيضا .
تخلت عن السودان الدول الكبري وبعض الصغرى أيضا ، ذهبوا بعيدا عن السودان ، عند حرب اوكرانيا زادوا علي سفاراتهم وبعثاتهم متطوعين من بلدانهم وقودا للمعارك ، ارسلوا أحدث الاسلحة والمعدات لتلك الديار ، الايعاز بالتخلي والجلاء عن أرض السودان وتثبيت الاحكام العسكرية في السودان تمت باتفاق ومبادرة من نيران صديقة ، قطع الطريق عن نقاشات سودانية بشأن ارسال قوات تحارب بالوكالة ، وجهة نظر مغايرة لاقامة قاعدة عسكرية في السودان ، وقف تصدير المنتجات الحيوانية والزراعية السودانية عبر الطرق البرية وعبر المطارات المدنية والعسكرية ، هو الحُلم عند بعض الدول الصديقة للسودان ، لا تغيب عن تلك الامنيات فلسطين أو مصر. الكل يسعي لمصلحة شعبه فقط ترامب هو الذي يصدح بها عاليا (أمريكا أولا) ويرد الثوار علي شعاره (السودان أولا).