لا للحرب ، نعم لسودان موحد

عثمان بابكر محجوب
من المفترض ان يكون دور الجبش وقوات الدعم السريع وفقا للدستور والقانون حماية الشعب والذود عن حدود البلاد لا ان يكونوا وحوشا كاسرة يقتتلون فيما بينهم فيقتلون الشعب ويدمرون المدن ويستبيحون الارزاق ويروعون النساء والاطفال ويمنحون المتربصين بخيرات البلاد فرصة ذهبية للانقضاض على اشلاء الوطن .
فليست السودان مضاربا لبني الفلول ولا لبني الجنجويد حتى يبيحون لانفسهم متابعة حرب تدمر عاصمة البلاد وتقضي على مؤسسات السلطة المركزية وتمحي ثقة السوداني بوطنه، خصوصا وانه بعد الطلقة الاولى من هذا النزاع العبثي غابت وبشكل لافت الشرطة عن تأدية دورها الطبيعي وتقاعست وزارة الداخلية عن القيام بادنىى واجباتها مما خلق في وعي الناس اتجاها عارما نحو البحث عن امنهم الذاتي من خلال هيكليات اخرى ومع استمرار النزاع ستقوم الجماعات الاثنية والقبلية والطائفية بانشاء منظماتها العسكرية الخاصة والتقوقع ضمن مناطق تواجدها التاريخي والبحث عن موارد للاكتفاء الذاتي وبالتالي ستتحل الدولة المركزية بعد انهيار مؤسساتها وهذا السيناريو حصل في ليبيا واليمن والصومال وسوريا والعراق وهذه الامثلة كافية لتأكيد احتمال حدوثه في السودان ايضا . ومن خلال متابعة الاوضاع في ميادين القتال يبدو ان هذه الحرب ستبقى في حدود الكر والفر بحيث لا قدرة لاي طرف على حسم المعركة لصالحه حيث سيبقى التفوق للدعم السريع في المناطق المأهولة لاتخاذه المدنيين رهائن ودروعا بشرية ويكون التفوق للجيش في المناطق المفتوحة خصوصا وان الضباب مازال يحيط بمواقف الدول ذات الصلة حيث لم تتضح حتى الان رغبات هذه الدول الحقيقية لناحية توفير مظلة لاستمرار هذه الحرب حيث ان معظم الاطراف الدولية فوجئت في توقيت اندلاعها لذلك على القوى السياسية ومؤسسات المجتمع المدني والاهلي الضغط على الاطراف المتحاربة لاجبارها على وقف فوري ودائم للنار تمهيدا لاعادة احياء المسار السلمي لان احداث الايام الاخيرة اثبتت عقم طريق العنف في حل المشاكل السياسية .
وهنا لا بد من لفت الانتباه والتحذير من ما يدور خلف الكواليس من مواقف للدول تحمل في طياتها مؤشرات سلبية لا تبشر بالخير وهنا يبرز بشكل لافت ما نضح عن اسرائيل وروسيا .
حيث تزامن الغاء حركة الدعم السريع لكلمة “قدس” من شعارها على وسائل التواصل الاجتماعي (وهنا لا بد من التنويه انه في الشعار لم يكن مقصودا القدس المحتلة بل الاحرف الاولى من قوات دعم سريع) مع لقاء يوسف عزت ، مستشار قائد قوات الدعم السريع في السودان مع قناة “كان” الاسرائيلية حيث وصف المقاومة الفلسطينية وحركة المقاومة الإسلامية (حماس) بالإرهاب . وقال خلال مداخلتة “ان ما نتعرض له مع الجيش السوداني تعرضت له إسرائيل آلاف المرات على أيدي المجموعات الإرهابية ، مثل حماس وغيرها من المجموعات التي يعرفها المواطنون الإسرائيليون جيدا. هذا ما نتعرض له وسنتصدى له”. ومما لا شك فيه هذه اشارة واضحة محاولة الدعم السريع الى خطب ود اسرائيل والارتماء في احضانها من اجل تلميع صورة الدعم السريع امام الادارة الاميركية .
ومن المحتمل ان ترد اسرائيل على التحية بمثلها خصوصا وان انتصار الجيش السوداني في هذه الحرب بشكل حاسم لن يتم دون حاضنة شعبية مزاجها العام لا يتوافق مع ايصال اتفاقية التطبيع الى خواتمها وفق الرؤية الاميركية الاسرائيلية .
اما روسيا فبعد تصريح وزير خارجيتها في الامم المتحدة الاستفزازي والوقح والذي اجاز فيه للمنظمة الارهابية “فاغنر” العمل في السودان بصفتها شركة خاصة علما انه لم يعد خافيا على أحد ان هذه المنظمة تدخل في هيكلية وزارة الدفاع الروسية واظهرت وحشية منقطعة النظير في سوريا وافريقيا الوسطى ومالي واوكرانيا وهي متواجدة في السودان مع حميدتي وتشارك في نهب الذهب السوداني علنا . هل هذا مؤشر على رغبة روسيا في اشعال حرب طويلة الامد في افريقيا تكون السودان مسرحها لارباك الوضع الدولي في منطقة بعيدة عن اوكرانيا اضافة الى رغبتها في التواجد في بؤرة الصراع حول البحر الاحمر كمنطقة استراتيجية خصوصا وانها تملك بعض الاوراق الرابحة حيث انها تتبنى حفتر في ليبيا وحكام افريقيا الوسطى بحيث تستطيع عبرهم المشاركة الفعالة في الحرب السودانية لصالح حميدتي . اما عن اميركا فحدث ولا حرج اميركا منذ حرب الجنوب وحرب دارفور وكردفان والنيل الازرق لها خطة جاهزة لتقسيم السودان الى اربعة دول تضعها موضع التنفيذ اذا لم تستطع الحفاظ على دولة مركزية واحدة تدين بالتبعبة المطلقة للارادة الاميركية . اما دول الاتحاد الاوروبي فهي غائبة عن السمع حتى اشعار اخر نتيجة خضوعها التام للاوامر الاميركية . تبقى الدول الاقليمية واولها مصر حيث يبدو جليا الوهن والضعف في الموقف المصري خصوصا خلال معالجتها لازمة مطار مروي لذلك من غير الممكن ان تتضلع بدور كبير في معالجة الازمة رغم ميلها الى الجيش السوداني اما اثيوبيا فتعيش اوضاعا داخلية هشة لذلك سوف تنقض كالضبع على بقايا فريسة السودان اذا حصل ما لا نتمناه اما ارتريا فموقفها دائما انتهازي ورئيسها من محبذي الاقتتال قي كل افريقيا وتحاول تشاد النأي بنفسها عن الحرب في السودان لكن حقيقة الامر ان لها ميول معادية لوحدة اليلاد . ولا داعي لذكر دول الخليج حيث ان سياستهم دائما مبنية على مبدأ : “أسد عليا وفي الحروب نعامة “. اما حالة العالم العربي عموما فتؤكد نبؤة مؤسس الصهيونية هرتزل الذي قال “ستكون الدولة اليهودية قلعة امامية من الحضارة ضد البربرية” وهذا ما جناه علينا الاسلام السياسي وما جنينا على أحد .
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيك وفى قلمك واصلح قولك
الحرب لن تأتي بسلام ودلائل موجودة حرب الجنوب والغرب والنيل الأزرق وجنوب كردفان الباقية تأتي
على كل الذين يحملون السلاح ان يعلموا ذالك
بكل حروبكم هذه اوحيتم لنا ان السودان لا يسعنا جميعًا حكامًا
ومحكومين شردتم الناس فى كل بقاع العالم
أصبح السودان بلد الحكام فقط وطن غير صالح للمحكمين