الى الذين يعرفوننا ونعرفهم جيدا كلام لازم يتسمع

يوسف عيسى عبدالكريم
نحن الذين تأنفون من تقديمنا في أوقات السلم وتستنكفون من أن نحكمكم يوما ما … وتتهموننا بإفساد الماء والهواء وطعم الأشياء في العاصمة … حتى كرة القدم …
نحن … من تطالبوننا اليوم بالدفاع عنكم … تسالوننا المضي قدما في معركة نخوضها عنكم …
تطلبون منا اليوم ان نقدم ارواحنا ورؤوسنا في طبق من ذهب للحفاظ على الدولة التي طالما تنكرت لنا وحرمتنا من ابسط الحقوق ورفضت الاعتراف بهويتنا …
وانتم … انتم يا من هربتم من الخرطوم التي كاد الرئيس فيها ان يقتل بعد ان طار النوم من عينيه …
الخرطوم التي تربض الطائرات في مطارها عاجزة عن القيام والتحليق في سمائها …
ناهيك عن نساءها وبناتها والجكس تحديدا اللاتي لزمن البيوت خوفا من السبي او غادرن وهاجرن و ربما الى غير رجعة …
انتم يا من تعلمون يقيناً ان اسرنا لم يذهبوا إلى الولايات هربا من جحيم الحرب … وذلك ليس شجاعة منهم ولكن
لانهم ليست لهم سيارات ولا يملكون حق البنزين او ثمن تذكرة البص …
فمرتب العسكري لا يسد الرمق وما تحصل عليه زوجته من بيع الشاي او الكسرى لا يكفيها لكي تدخر منه شي للأيام …
نعم نحن لم نلجأ إلى مصر ولم نندب حظنا في معبر قسطل … ولعله من نافلة القول إن نذكر اننا لن نكن في مخيلة الذين تم إجلاءهم …
نحن الذين قدمنا من الدمازين وكردفان ودارفور وجبال النوبة وكسلا والمناطق المهمشة … وسكنا تخوم الخرطوم … وعشنا حياتنا رغما عنا في واقع منفصل ومنفصم عنكم .
واقع اعتبرتم فيه ان دخولنا إلى الخرطوم … أدى الى تغيير وجهها ولونها وطعمها وثقافتها…
نحن الذين نبذتمونا … وابعدتمونا … واسكنتمونا تخوم العاصمة … ورفضتم حتى ان نشارككم الشوارع والملامح والارصفة …
نحن الذين رفضتم تقبلنا …
ها انتم اليوم تقولون لنا بمليء الحناجر ارمي يا عسكري دق الجنجويدي فداك ابي وامي …
ها انتم تتضرعون الله ان ننتصر في هذه المعركة كي نحافظ لكم على شكل الدولة…
الدولة التي جلسنا وسنظل نجلس فيها في المقاعد الخلفية …
نحن الذين ما زلتم تشككون في هويتنا وسودانيتنا وانتماءنا لهذا الوطن …
نحن من فتحنا صدورنا للرصاص لحمايتكم …
نحن الذين تنظرون الينا في عقلكم الجمعي كلا وليس بعضا … ولا تقبلون ان تفرقوا في المواقف بيننا وبين جبريل ومني وعقار … فكلانا عندكم سواء بالرغم من انكم تفرقون دونما عناء بين موقف البرهان وخالد سلك ولا تحملون احدهما على الاخر .
نحن وقود هذه المعركة نخوضها اليوم عنكم وعن اسركم واهليكم وعن الوطن …
نحن العساكر نسألكم ان لا تنسوا هذه اللحظات ولتبقوها في ذاكرتكم … نعم نقول لكم … جميعا
فلتحفظو لنا هذا الجميل …
ولتخبروا ابناءكم عن بطولاتنا حتى لا يتطاولوا على احفادنا يوما ما ويشككون في انتماءهم لهذا الوطن .
ليس هذا وقت العتاب.. ارموا قدام فلكم عوائل مثل ما للاخرين عوائل والسودان كلو مهمش ما عدا النخب والسياسيين اولاد الحرام.
النخبة هي من تحتكر الثورة والسلطة ولمدة ثلاثين عاما لم يسمح لسلطة او ثروة ان تمر على بيت سياسي ما لم يكون كوز بطريقة او اخرى لهذا لا تحاول تشتيت الكورة وللعساكر ارضا سلاح انتم تقتلون وتقاتلون من اجل لا شيء اتركو الكيزان يخوضون حربهم
لانك عسكري كوز مؤدلج تتبع لمليشيا كيزانية، عقيدتك ليست نابعة من حب الوطن بل للحفاظ على السلطة والثروة. لو كنت غير ذلك لما صنعت الدعم السريع ولكنت واثق من نفسك ولشعرت بالفخر مثل أي جندي طبيعي في أي دولة محترمة دوره أن يحمي تراب الوطن وحدوده جالسا في الثكنات لا يتدخل في السياسة والتجارة والبزنس ويمار الفساد، ولما كتبت مثل هذا الهراء.