مقالات وآراء

شعبنا الزاهد المسكين

شهاب طه

يتميز شعبنا السوداني بالمسكنة والزهد في الحياة وعدم التشبث بحمايتها وبل الرضا بالتفريط في الأرض والحقوق والممتلكات ، لا لسبب ، إلا لأن الدنيا فانية وآخرها كوم تراب ، ويعود ذلك للنزعة الصوفية التي تشكل وجدان الغالبية وتحض على الزهد المطلق والعفو ، إن كان ممكناً ، كسمو إنساني ، ولذا عندما تحدثنا وكتبنا وحذرنا من تلك الحرب الكارثية التي تفجرت في ١٥ أبريل الفائت وقلنا أن حدوثها مسألة وقت ، لم نجد أذناً صاغية ، وأنا عن نفس كنت كالذي يؤذن في مالطا ، وفي حقيقة الأمر أنا فعلياً وحرفياً أذنت في مالطا في يوم ١٢ يوليو ، سنة ٢٠٠٦م وتك رواية سأحكيها بمفردها
منذ سقوط البشير طالبنا بضرورة عودة كل قوات الدعم السريع لدارفور لصنع السلام الحقيقي المطلوب هناك والذي لن يتم ولن يتأصل بغياب أي من العناصر التي حملت السلاح من أجل دارفور ، حيث أمان السودان سيبدأ من هناك ، وحتى نخفف وتيرة الإرباك السياسي والتنازع في العاصمة والذي ، بدوره ، ينعكس سلبياً على كل السودان ، وأيضاً حتى نفوت الفرصة على الإصطفافات السياسية المدمرة والتدخلات الخارجية النفعية الخبيثة ، وكل ذلك لن يتحقق إلا بالتوافق على الحل الأوحد ، والذي لا خيار غيره،  وهو عودة الدعم السريع وكل الحركات المسلحة لدارفور ولكن وللأسف الشديد نحن شعب عجيب وغريب وبعد كل هذا الدمار المهدد لبقاء الوطن سنجد الغالبية منه تعتبرها دعوات عنصرية وبل ستفضل أن يكون هناك المزيد من الحروب والكوارث طالماً كان الحل الأوحد، والمرفوض ، هو عودة الدعم السريع والحركات المسلحة لدرافور ، وذلك لأننا وكأننا عاهدنا أنفسنا على أن نضحى بالغالي والنفيس من أجل تضميد جراحات العنصرية التي لم نفتحها ولم نكون السبب فيها بل لن ننجح في إشفائها مهما فعلنا لأن أهم موانع إلتآمها هو تواصل نزع تلك السلطات الحاكمية التي كانت متناثرة في ربوع سودان ما قبل الاستعمار حيث كانت كل المجتمعات القديمة تنعم بحكم نفسها بنفسها ، وفق ثقافاتها وعاداتها وتقاليدها ، ولكن تم ترحيل تلك السلطات ، غصباً ، لبيئة غير بيئتها وبل اضمحلت بسبب تراكمها في ذلك المركز المنكوب ، ولذا فالذي يجب أن يحاسب على كل ذلك هو المحتل البريطاني الذي رحل وترك لنا سوداننا الذي ما هو إلا وليد معوق ومشوه وغير شرعي لذلك المحتل الغاشم حيث جمع كل التنافرات العرقية والثقافية والحضارية وحشرها فيما يسمى بسودان اليوم .

 

 

‫6 تعليقات

  1. بعد خروج المستعمر بسبعة عقود و ما زالت تلوم المستعمر؟ يازول انت ما عندك موضوع خالص. بالمناسبة مسألة نهضة السودان تبدأ بتحمل المسؤولية من قبل السودانيين فيما يتعلق بما حدث و فشلهم في بناء دولة بعد خروج الاستعمار. و يبقى السؤال لماذا تهرب النخب السودانية من مواجهة المسؤولية و الاعتراف بأنها فاشلة و عقلها عقل تبرير و المسألة عندها لعب عيال.

  2. حلك المطروح بعودة الجنجويد و حركات التوزير المصلح لدارفوار هو اعادة تصدير لأدوات العنف ضد أهلنا في دارفور الذين عانوا و ما زالوا ويلات الحرب. هذا تبسيط مخل و لا يحل المشكلة الحقيقية. هل سمع الكاتب بشعار: العسكر للثكنات و الجنجويد ينحل؟. حرب الجنجويد و قيادة الجيش الكيزانية اكدت صحة هذا الشعار بما لا يدع مجالا للشك.

  3. كلامك صاح يا طاهر.. النخب السودانية وتشمل الأحزاب الديناصورية مجرد عواليق يلبسون بدل.

  4. على كل حال بعد إنجلاء غبار هذه المعركة إذا {اينا أي واحد من الوجوه القديمة مؤتمر وطني شعبي سوداني ناصري بعثي شيوعي وغيرهم وغيرهم إذا أطل علينا أي واحد من هؤلاء فأعلم أننا شعب تافهم ولا يستحق الحياة ولا يستحق هذه البلد الحادي مدادي ويسخر بيخيرات وموارد قل ما توجد في دولة أخرى. وهذا الشعب الذي تقول عليه شعبنا المسكين الصابر هو من أنتج هؤلاء الفشلة. وكم رأيت في الأيام الماضية من رجال يبكون على حال الوطن ونساء يبيكين لماذا تبكوا أيها البجم أرفع رأسك تحمل مسئوليتك أنهض من ضعفك وخوارك. لماذ يكون في ميلاد جديد لا نريد أن نرى عرمان لا سلك وأنس عمر ولا كمال كرار و محمد وداعة ولا مريم وصديق ولا عبد الرحمن ةلا مبارك نريد أن نرى وجوها شابة جديدة – لا تقلي الخبرة وما الخبرة دعوهم يتعلمونا فينا الحلاقة أفضل من أن يحلقنا هؤلاء بموس ميتة.

  5. هذا هو الكلام ياRadar لكن لا نعفي المواطن الاناني الذي ينقاد وراء هذه الاحزاب النتنة التي ليس من ورائها غير الفساد والخراب

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..