الأمم المتحدة تدعو إلى الضغط “بكل الوسائل” لحل أزمة السودان

ندد مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان ومعه مجموعة من الدول ، أغلبها غربية، بـ”الانتهاكات” التي يرتكبها طرفا الصراع في السودان، داعين مجلس حقوق الإنسان إلى تكثيف مراقبة الأوضاع في البلاد، وسط مؤشرات على وجود “تقدم” في المفاوضات التي تحتضنها مدينة جدة السعودية بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع.
وحضّ مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان فولكر تورك، في جلسة خاصة لمجلس حقوق الإنسان في جنيف، الخميس، على المساعدة في إنهاء القتال بالسودان، وقال: “أستغل هذه الفرصة لأحض جميع الدول ذات النفوذ في المنطقة على التشجيع، بكل الوسائل الممكنة، على حل هذه الأزمة”.
#الشرق_مباشر | جلسة خاصة لمجلس حقوق الإنسان بشأن أزمة #السودان https://t.co/o24EKrVEjU
— Asharq News الشرق للأخبار (@AsharqNews) May 11, 2023
ودان تورك “بشدة” العنف الذي وصفه بـ”الطائش”، مشيراً إلى أن “الجانبيان داسا على القانون الإنساني الدولي لا سيما مبادئ التمييز والتناسب والحذر”، لافتاً إلى “فرار 154 ألف شخص خارج السودان وقرابة 700 ألف شخص نزحوا إلى أماكن أخرى داخل البلاد”.
وأضاف: “اليوم، لحقت أضرار جسيمة دمرت آمال الملايين من الناس وحقوقهم”، مشدداً على ضرورة أن “يلتزم الطرفان على وجه السرعة بعملية سياسية شاملة وبسلام تفاوضي”.
ولفت إلى أن “المفاوضات في جدة تركز على وقف إطلاق النار ويجب استكمالها بالتعهدات لإقرار هدنة إنسانية كما يجب على كلا الطرفين احترام حقوق المدنيين والامتثال بالقانونين الدولي والإنساني”.
وأسفرت المعارك بين الجيش السوداني بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو المعروف بـ”حميدتي”، عن سقوط أكثر من 750 قتيلاً وخمسة آلاف جريح، بحسب منظمات وجهات حكومية وغير حكومية.
ودان تورك هذا العنف الذي وصفه بـ”غير المبرر”، وقال إن الجيش السوداني “شن هجمات على مناطق مدنية مكتظة، بما في ذلك غارات جوية”، و”الأسبوع الماضي أصابت غارة جوية على ما يبدو محيط مستشفى في منطقة شرق النيل في الخرطوم، ما أسفر عن مقتل عدد من المدنيين”.
وذكر أن “قوات الدعم السريع استولت على ما يبدو من جهتها على مبانٍ عديدة في الخرطوم لاستخدامها كقواعد للعمليات، وطردت السكان وشنت هجمات انطلاقاً من مناطق سكنية مكتظة”.
وأفاد بأن مكتبه تلقى “تقارير عدة تتحدث عن عنف جنسي ارتكبه رجال يرتدون الزي العسكري، فضلاً عن مزاعم بعمليات إعدام غير قانونية واختفاءات قسرية”.
جهود “مبشرة”
من جهته، وصف مبعوث السودان للمجلس حقوق الإنسان حسن حامد حسن تحركات الدعم السريع في بلاده بـ”التمرد الصارخ”، معتبراً أن “ما يجري في السودان شأن داخلي وما تقوم به القوات المسلحة السودانية واجب دستوري”.
وشدد على أن “الأولوية الملحة” حالياً في السودان هو “تحقيق وقف إطلاق النار وإنقاذ الأرواح”، مشيراً إلى وجود “جهود إقليمية جارية ومبشرة بإمكانية تحقيق وقف إطلاق النار وهدنة”.
السودان.. أبرز التصريحات المحلية والإقليمية والدولية بشأن محادثات جدة
للمزيد زوروا https://t.co/tk5IBjauaM
قناتنا على اليوتيوب https://t.co/9G4Lc9r5Cl#الشرق #الشرق_للأخبار pic.twitter.com/b9hKqBrvnE— NOW الشرق (@AsharqNOW) May 10, 2023
وطالب حسن بـ”إفساح المجال وإعطاء الوقت لهذه الجهود الإقليمية الجارية وعدم تجاوزها والتأثير سلباً عليها”، لافتاً إلى أن موضوع السودان “لا يزال قيد النظر والتداول الآن في مجلس الأمن”.
وأشار إلى وجود “جلسة مقررة مسبقاً في يونيو المقبل ضمن أعمال الدورة العادية الـ53 بشأن السودان”، متسائلاً عن سبب “الاستعجال والاندفاع لعقد جلسة خاصة في هذا التوقيت وهي لم تحظ بتأييد دولة واحدة من الدول الإفريقية والعربية”.
المحاسبة
من جهته، قال وزير الدولة البريطاني للتنمية وشؤون إفريقيا آندرو ميتشل للمجلس عبر رابط فيديو “يتعين أن تكون هناك محاسبة على الأحداث المروعة التي تقع”.
واعتبرت السفيرة الأميركية ميشيل تايلور أن “هذه هي اللحظة المناسبة لنبعث رسالة واضحة لطرفي النزاع بأن العالم يراقبهما ويتوقع منهما الالتزام بالمبادئ من أجل الشعب السوداني”.
ومن المتوقع في نهاية الاجتماع، أن تصوت 47 دولة عضو في مجلس حقوق الإنسان على مشروع قرار يدعو إلى “الوقف فوري للعنف من قبل جميع الأطراف، من دون شروط مسبقة”.
ويدين النص كل انتهاكات حقوق الإنسان والقانون الإنساني الدولي، لكنه لا ينشئ آلية تحقيق، ويترك للمفوض السامي ولخبير الأمم المتحدة لحالة حقوق الإنسان في السودان مهمة توثيقها، بحسب وكالة “فرانس برس”.
وعقد هذا الاجتماع الطارئ لمجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة بناء على طلب مشترك من المملكة المتحدة والنروج والولايات المتحدة وألمانيا، وحظي بتأييد عشرات الدول.
تقدم المفاوضات
يأتي هذا فيما يعقد وفدا الجيش وقوات الدعم السريع اجتماعات منذ أيام برعاية الولايات المتحدة والسعودية في مدينة جدة، بهدف الوصول إلى هدنة حقيقية والسماح بوصول موظفي الإغاثة وإمداداتها بعد أن أخفقت إعلانات متكررة عن وقف إطلاق النار في وقف القتال.
بيان الخارجية السعودية بشأن الصراع في السودان.. إليك ما جاء فيه..
للمزيد زوروا https://t.co/tk5IBjauaM
قناتنا على اليوتيوب https://t.co/9G4Lc9r5Cl#الشرق #الشرق_للأخبار pic.twitter.com/u4UWh3PQZd— NOW الشرق (@AsharqNOW) May 8, 2023
من جهتها، أبلغت وكيلة وزارة الخارجية الأميركية فيكتوريا نولاند الكونجرس بأنَّ المفاوضين الأميركيين المشاركين في محادثات جدة “يشعرون بتفاؤل حذر”، بينما واجهت انتقادات من أعضاء مجلس الشيوخ بسبب طريقة تعامل الإدارة الأميركية مع المشكلات في السودان.
الشرق