مقالات وآراء

لا منتصر في حرب الخرطوم العبثية!

د. أنور شمبال 

عسى أن  تكون خيراً للسودان، وتسكت البندقية بين أبناء الوطن إلى الأبد .
لم نكن من المنجمين أو قارئي الكف حينما قلت في 21 أكتوبر 2021م : إنّ السلمية ومدنية الدولة هي القوة والطريق إلى النصر ، وإن استخدام السلاح والعنف لا يجدي ولا عائد منه إلّا الخسرانُ المبين ؛ خسرانٌ وهلاكٌ للنسل ، والحرث ، وسمعة البلد … وإنما هو تحليلٌ منطقيّ ، وقراءة موضوعية لوقائع ومجريات الأحداث . فقد خسر السودان خسراناً مبيناً من الحرب العبثية بين القوات المسلحة السودانية ، والقوات المساندة لها “قوات الدعم السريع”، التي تدور رحاها في الخرطوم العاصمة ، وتدخل يومها الـ(29) ، والممولة بأموال الشعب ، وقتّلت أبناء البلد الشجعان ، ودمرت البنية التحتية ، وأضاعت الممتلكات ونزّحت ولجّأت الأسر إلى مدن ودول الجوار…
خيانة  الأمانة :
خانت الأطراف المتقاتلة (حلف الفريق عبد الفتاح البرهان رئيس مجلس السيادة والقائد العام للقوات المسلحة السودانية ، وحلف نائبه الفريق محمد حمدان دقلو “حميدتي” قائد الدعم السريع) الأمانة لما يمثلانه من رمزية سيادة الدولة وعدم قيامهم بالمسؤولية الموكلة إليهم ؛ بالتالي ركنا كقائدين عسكريين إلى مصالحهما ومطامعهما الشخصية ، ومصالح الجهات التي حرضت ولم تزل تحرض على الحرب وعلى رأسها “الكيزان”، وتجاهلا أو خلعا مصالح الوطن والمواطن ، فكانت  تلك النتيجة . وباتوا يخربون بنية البلاد بأيديهم وأيدي أولئك.
“واقع النار”
وقد قلناها من قبل جهرة ونقولها مراراً إن السلاح والقوة الباطشة لا تقربهم إلى السلطة إلا كما تقرب النار إليها “واقع النار” من الفراشات والجراد والحشرات الطائرة لـ”تذهب بإرادتها طائعة مختارة إلى مصيرها المحتوم”. وهو ذات المصير الذي ينتظر البرهان وحميدتي و”الكيزان”، فلا أحد من السودانيين اليوم يراهن عليهم ؛ أي أن أيّ منتصر في هذه الحرب خاسر ، فلا ولاية لمن يخون الأمانة ويخون الوطن ؛ علماً أن هناك جيل المستقبل شباب واعي بثورته ويعرف كيف يوجهها ، لتحقق أهدافها وإن طال الأمد.
التنحي بشجاعة :
فلا منتصر في هذه الحرب ، ويجب ايقافها اليوم قبل الغد … هناك مخرجٌ واحدٌ لقائدي الحرب لحفظ ماء وجهيهما ، وانتظار عطف الشعب السوداني لهما ، وهو كما خاضا الحرب بشجاعة وبسالة ، يعلنا للشعب السوداني بذات الشجاعة والعزيمة عن تنحيهما عن المشهد السياسي ، يعتذرا عن ما جرى ، ويسلما السلطة لإدارة مدنية ، ويذهبا إلى المعاش ، وتعود القوات المسلحة بعد الدمج إلى الثكنات وتحفظ حدود البلاد والنظام الديمقراطي . ويتم ذلك بمبادرة وطنية بحتة وليست أجنبية ، حينها فقط تثقل موازينهما ، ويكون للسودان قيمة ومكانة في العالم . نعم هو قرار أشبه بالمستحيل ولكنه ممكن ليسجله التاريخ .
اسكات صوت البندقية :
يقول الله عز وجل بشأن الحرب في سورة البقرة [كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَّكُمْ ۖ وَعَسَىٰ أَن تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ ۖ وَعَسَىٰ أَن تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ ۗ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ(216)] ؛ فلعل هذه  الحرب يكون فيها خير للسودان والسودانيين وتسكت صوت البندقية بين أبناء الوطن الواحد إلى الأبد ، وذلك لمعرفة كل أهل السودان أهوال الحروب وأضرارها وتبعاتها التي لا تنتهي بين ليلة وضحاها ، ومعرفة قدرات الأطراف التي خاضت الحروب طوال النصف قرن من الزمان ، والتي تنتظر.
ترسيخ دولة المواطنة :
فمن عبر هذه الحرب إن كنا نعتبر ، معرفة أهل السودان كافة إنّ ما حدث في دارفور وجبال النوبة ، والنيل الأزرق وجنوب السودان الذي انفصل ، من دمار وأهوال وفظائع انسانية ، مظالم وقعت في حقهم ولم يجدوا المناصرة من بقية أهل السودان كما ينبغي ؛ يجب الإعتذار لهم ، واقرار ضرورة محاكمة مرتكبيها ، وتعويضهم تعويضاً يليق بكرامة الإنسان . كما أثبتت أن أيّ تمييز بين فئات المجتمع إثنياً أو جهوياً من شأنه أن  يولد مواجهات وحروب لا رابح فيها إلا الدول العظمي ذات الأجهزة المخابراتية الكبيرة ؛ وعليه يجب ترسيخ دولة المواطنة التي تتساوى فيها الحقوق والواجبات بين أفراد المجتمع كافة.
التنشئة الوطنية :
ومن العبر كذلك لابد من التحديد الدقيق للهوية السودانية ، والمواطنة ، والتنشئة الوطنية التي تضع أهمية وقيمة عليا للممتلكات العامة ، والحفاظ عليها . وانهاء الوصايا في الحكم وإدارة البلاد ، وأي قوى سياسية تحجم بحجمها وعطائها في المجتمع ، ووضع حد للتمييز الجهوي. حيث توجد جيوش أضعاف أضعاف التي تقاتلت ، يمكن لها أن تعيد ذات المشاهد والأفلام إن لم يتوافق أهل السودان على منهج يتراضون  عليه لإدارة بلادهم.

تعليق واحد

  1. فال الله ولا فالك
    جيشنا بأذن الله تعالى منتصر
    لا تحولوا كراهيتكم للبرهان وقيادة الجيش التى مكنت حميدتى من مواقع حساسة داخل العاصمة مثل القصر والقيادة والمطار والإذاعة والتلفزيون للجنجويد فاليوم جميعنا مع الجيش لنظافة البلد منهم ومن بعدها سيكون حسابنا مع كل من اخطأ وتسبب فى موت من ماتوا ومن أصيب ومن تهدم بيته ومن سرق متجره فالبرهان وقيادة الجيش سيحاسبون على كل ذلك بما فيها من رتب فريق اول لحميدتى وفريق لعبد الرحيم وأخطاء اخرى لا تحصى ولا تعد حتى ظننا ان البرهان تخرج من مدرسة حميدتى

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..