
وغدا نعود ….
حتماً نعود ….
للقرية الغناء للكوخ الموشح بالورود ….
ونسير فوق جماجم الأسياد مرفوعي البنود ….
و تزغرد الجارات ….
والأطفال ترقص والصغار ….
والنخل والصفصاف ….
والسيال زاهية الثمار ….
وسنابل القمح المنور في الحقول وفي الديار ….
لا لن نحيد عن الكفاح ….
نعم اخوتي حتما سيعود السودان قويا ….
وليتنا هنا نضع مقولة “شكسبير” الشهيرة امام اعيننا:
*“To Be Or Not To Be”*
فكم اخوتي نحتاج لهذه العبارة خارطة طريق نعبر بها بعد هذه الحرب اللعينة …
فلابد ان يعمل بها اي مواطن حر …
ولابد ان تطرح في كل مفترقات الطرق …
وفي كل اللحظات الحاسمة التي تفصل بين تحقيق الهدف والفشل في الوصول إليه …
فماذا لو اتخذناها منهاجا …
وماذا لو عزمنا امرنا لنعمل بها…
فشعب السودان قد انهكته الحروب داخل …
ولابد ان يخرج منها منتصرا وليس مهزوما …
فهو يمتاز بصفات كثيرة نبيلة وجميلة على رأسها العزيمة والصدق والشهامة والكرم ونكران الذات …
إلا أنه بالمقابل يمتلك رصيداً لابأس به من الصفات السالبة وعلى رأسها الاستسلام وحب الخلاف والجدل والتنظير وعدم التوحد …
ولعلها وحدها هذه الصفات السالبة قد اقعدتنا طويلا …
لذا لا نريدها ابدا بعد هذه الحرب اللعينة …
نريدها ثورة حقيقية في قلوبنا وعقولنا …
نريدها ثورة دائمة في دواخلنا…
نويدها ثورة دائمة ضد الظلاميين …
نريدها ثورة دائمة ضد المتخاذلين …
نريدها ثورة دائمة ضد اللصوص الملاعين …
نريدها ثورة دائمة ضد القتلة المجرمين …
نريدها ثورة دائمة ضد كل تجار الدين …
نريدها ثورة دائمة ضد من كان يمارس الكبت والاضطهاد والظلم المبين …
نريدها ثورة دائمة ضد الاستلاب الفكري الذي حدث لنا اثناء القتال اللعين …
فالثورة اخوتي ليست فقط هتافات وتكبيرات وصرخات في الشوارع …
والثورة اخوتي ليست فقط لافتات معبرة وان كانت هي من ضرورياتها …
والثورة اخوتي ليست فقط استقبالات لقطارات عطبرة …
فالثورة اخوتي تعني ان يثور الإنسان ضد كل الرواسب التي سكنت عقله منذ أن كان ذلك العهد البائد …
والثورة اخوتي تعني أن نطرد كل الخونة والفلول والمخربين واللصوص ونقضي عليهم …
والثورة اخوتي تعني أن ننظف قلوبنا من كل التشوهات التي التصقت بها …
والثورة اخوتي هي أن نؤسس لجيل شبابي ثوري لا يقبل الضيم …
فاعلموا ايها الثوار ان طريق الثورة طريق طويل وشاق …
ولن نعبره الا بالقضاء علي من يسرقون …
ويقتلون …
ويكذبون …
وينافقون …
ويغتابون …
ويتنابزون …
ويسخرون …
ويتهافتون …
ويظلمون …
ويتطاولون …
ويتجبرون …
ويهيمنون …
ويستحوذون …
ويتلونون …
ويتزلفون …
وينبطحون …
ويخادعون …
ويتبدلون …
ويزيفون …
ويؤججون …
ويتملقون …
ويضللون …
ويزورون .…
فلا تظنوا ان الطريق معبد بالورود والرياحين …
بل هو مليء بالاشواك …
وسلمية سلمية …
والعزة أوطاني …
أفديك وتفديني …
لا رجعة من تاني …
ما إنتَ سوداني …
وأنا ذاتي سوداني …
سوداني يا غالي …
يا أرض حرية …
تفداك أرواحنا …
مرقتنا مشروعة …
وثورتنا سلمية …
لا لامة مرتزقة …
ولا ديل حرامية …
يا طالع الشارع …
أصرخ بعلو الصوت …
حرية حرية …
سلمية سلمية …
ضد الحرامية …
ورحم الله كل شهداء بلادي …
ورحم الله كل شهداء هذه الحرب اللعينه …
والمجد والخلود لهذا الوطن …
انت تريدها ثورة ضد تجار الدين وتجار الدين يريدونها ثورة ضد العملاء والماجورين فهل هناك حزب يسمى تجار الدين واخر باسم العملاء والماجورين.. يا اخي هذا اسماء ما انزل الله بها من سلطان ادخلتموها في عقول الشباب من الجانبين حتى صاروا وحوشا يدمروا بلادهم بكل غباء.. يا اخي قولوا للشباب ان الحكمة ضالة المؤمن وان الاختلاف والراي الاخر بين الناس موجود والاقصا للآخر يقود للهلاك وإدارة الاختلاف لها الياتها الديموقراطية ونصف رايك مع أخيك وكلنا في مركب واحد والأجنبي تهمه مصالحه بغض النظر عن الحاكم.. هذه كلها من الحكم التي تقودنا للأمام وليس إفشاء الغباين وكره الاخر وشتمه وسبه الا من أعمال الشيطان لان الاخر يستطيع أن يفعل نفس الشي ولا منتصر بل ضياع للبلد.
نسأل الله ان يصدق تحريك هذه المرة .. فقد ظللت تتحرى هلالا ما هل ابدا .. حتما نعود .. نسال الله عودة السودان سالما ظافرا آمنا مطمئنا ويبعد عنه شياطين الأنس من رهط بنى كوز ومن يتبعهم من الأنتهازيين والمنافقين وتجار الكلمة والقلم والدين … أأأأأميييين !!!!!