
تبدو الامور سوداء بما يخص مستقبل السودان ، وما يجري في جدة من محاولات سعودية اميركية لوقف الحرب العبثية تصطدم بمعارضة البرهان وحميدتي الثابتة للجلوس على طاولة المفاوضات . لان الطرفان ما زالا يظنان ان بمقدورهما حسم المعركة عسكريا خصوصا البرهان الذي شرب حليب سباع الفلول واصبح مجرد العوبة بيد علي كرتي ومجرمي حزب المؤتمر الوطني علما ان عليه الاقتناع بعدم قدرته على الحسم خصوصا بعد ان نشر شرطة الاحتياطي المركزي “أبو طيرة” في الخرطوم وهذا الانتشار لم يحدث اي تغيِّر ملحوظ في ميزان القوى في القتال الدائر بين الجيش وقوات الدعم السريع علما ان “أبو طيرة” تتشابه مع قوات الدعم السريع في التجهيز وحرية الحركة والمناورة والتدريب ويبلغ قوامها 80 ألف مقاتل .
واحتراما منا لعقول اهلنا في السودان نقول بان الحرب في الخرطوم بدأها البرهان وفق ما قاله شهود عيان حيث ان أولى الرصاصات انطلقت في سوبا من قبل الجيش ثم المدينة الرياضية ، وهذا يؤكد كذب الجيش الذي صرح أن القتال اندلع في المطار قبل أن ينتقل إلى مقر القيادة العامة . وفي السطور التالية نقدم لوحة بانورامية تؤرخ للحرب العبثية ومواقف معظم الاطراف الدولية والاقليمية منها مع التأكيد على هشاشة وضعف المكون المدني حيث يقف متفرجا ولا يجرؤ على اتخاذ مبادرات تلجم وحوش الجيش والدعم السريع في قتل الشعب وتدمير الوطن ووحدته .
ان مراقبة التحركات والمواقف الاقليمية والدولية من حرب البرهان – حميدتي تؤكد ان هذا الصراع هو صراع تصفية حسابات داخل المكون العسكري الذي اختطف ثورة ديسمبر . هو صراع من اجل استئثار أحد الطرفين بالسلطة السياسية لمتابعة نهب ثراوت البلاد والتحكم برقاب العباد اي انها ليست حربا بالوكالة ، لان كل الاشارات تدل على أن معظم القوى العالمية والاقليمية ترغب في توقف القتال . ومما لا شك فيه ان اتفاقية جدة التي الزمت الطرفين احترام القانون الدولي في حماية المدنيين ستبقى حبرا على ورق اذا لم يتعبها اجراءات ميدانية لمراقبة تنفيذها بضمانات دولية. لكن المعطيات المتوفرة حول احتمال نجاح توقيع اتفاق على وقف اطلاق النار بشكل دائم يبدو بعيد المنال حاليا خصوصا وان الدور السياسي للأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي والهيئة الحكومية الدولية المعنية بالتنمية (إيفاد) سيكون هامشيا في المرحلة المقبلة واذا كان هناك من فرصة لفرض وقف اطلاق النار سيكون ذلك ممكنا عبر الالية الرباعية بعد ضم مصر اليها و“الآلية الرباعية” تضم الولايات المتحدة والمملكة المتحدة والسعودية والإمارات شرط ان تتوصل الإمارات ومصر إلى موقف مشترك عبرانجاز تفاهمات تزيل انعدام الثقة بينهما حيث تتوجس مصر من علاقة ابوظبي مع اثيوبيا والدعم السريع بينما تتوجس الامارات من علاقة مصر مع البرهان بعد ان ارتمى في احضان الاخوان المسلمين التي تحاربهم ابوظبي والتي تتبنى حاليا عقيدة “الاسلام المتصهين” وتسعى الى نشره في عموم المنطقة بعد تطبيعها مع اسرائيل . وهذا السيناريو لا يمكن اعتباره سوى مشروع محتمل لخريطة طريق للخروج من هذه الحرب ولا يمكن تأكيد نجاح هذا السيناريو نتيجة تضارب مواقف وتعارض مصالح دول كثيرة في مقاربة المحنة السودانية ومنها خصوصا غموض الموقف الروسي من الاحداث حتى الان وعدم وضوح النوايا الاسرائيلية التي عادة ما تكون المعبر لمعرفة الموقف الاميركي الحقيقي من هذا النزاع . علما ان المقاربة والتصورات الاميركية عبرت عنها مديرة المخابرات الوطنية الأمريكية في 4 مايو/ أيار 2023م حيث افادت بان المخابرات المركزية الاميركية ترجح أن يستمر الصراع في السودان لفترة طويلة لاعتقاد كل طرف من الطرفين المتحاربين انه يستطيع تحقيق نصر عسكري ، وأن الدعم الخارجي لطرفي الصراع في السودان يمكن أن يزيد من حدة الصراع خصوصا وأن الجيش وقوات الدعم السريع يسعيان إلى مصادر خارجية للدعم . وتعتقد الادارة الاميركية ان أية حرب طويلة الأمد في السودان ستنهك قوى الغرب خصوصا وانها دولة لها ساحل طويل على البحر الأحمر وحدود مع الساحل الصحراوي ،، لان هذه الحرب ستفتح ممرات للإرهابيين تمكنهم من الوصول إلى المطارات والمرافئ السودانية ويخشى الخبراء ايضا أن تنهار حدود السودان الغربية إذا فشل الجيش في السيطرة عليها، بحيث تتمكن “القاعدة” و”داعش” من التسلل من منطقة الساحل عبر تشاد ومن غرب ليبيا إلى دارفور والداخل السوداني . ومن ناحية ثانية ، تخشى الإدارة الاميركية أن يفتح الصراع العسكري في السودان باباً واسعاً أمام تمدد روسيا في المنطقة. وهذا يفسر لنا سبب الاصرار الاميركي على وقف الحرب بين الجيش السوداني من جهة والدعم السريع من جهة اخرى ، خصوصا وان انفجار الوضع في السودان كان مفاجئا من حيث التوقيت بالنسبة للادارة الاميركية لذلك لجأت الى تنفيذ خطة طوارئ : الشق الاول منها تعلق باغلاق السفارة واجلاء دبلوماسيها وبعض رعاياها بشكل عاجل وفي الشق الثاني أعلن البنتاغون عن تحرك قطع من البحرية الاميركية قاصدة ميناء بورتسودان وانشأت جسر جوي من طائرات «سي 17» تحركت من قواعد تستخدم في حالة الاحتياط والطوارئ ، مثل قاعدة «فورت بينينغ» و«فورت كامبل» ، في اتجاه القاعدة الأميركية في جيبوتي «كامب ليمونييه» . اضافة الى تحركات موازية من قواعد الأفريكوم في ألمانيا نحو جيبوتي مع العلم ان نقل قوات بتلك الضخامة ، لا يحدث إلا في حالات الحروب الكبرى . ربما ما كانت تخشاه اميركا هو ان يكون انفجار الوضع في السودان ناتج عن خطة روسية دخلت حيز التنفيذ خصوصا وان وثائق استخباراتية سرية أميركية مسربة ، اشارت الى أن مجموعة «فاغنر» الروسية ، تسعى الى إنشاء «كونفدرالية» تضم الدول المعادية لأميركا وأوروبا بأفريقياخصوصا وان الوجود الروسي في أفريقيا عبر فاغنر يمثل حضوراً في ثماني دول أفريقية أهمها السودان ومالي وليبيا وجمهورية أفريقيا الوسطى ، وما يزعج اميركا كثيرا من الناحية الاستراتيجية هو اتفاقية انشاء قاعدة بحرية روسية على البحر الاحمر رغم ان هذه الاتفاقية مازالت حبرا على ورق . هذا التوجس الاميركي لم يكن في محله حيث انه لم يثبت ان لروسيا اي دور في اشتعال الحرب بل اشتعلت باياد سودانية داخلية لكن استمرار هذه الحرب سيؤدي الى وضع البنتاغون خطته الاستراتيجية التي تهدف الى طرد فاغنر من افريقيا وتقليص نفوذ روسيا فيها وستكون السودان احدى ساحات المواجهة القادمة اذا لم يدرك البرهان وحميدتي قبل فوات الاوان ان الحرب التي اشعلوها ستمزق السودان في لعبة صراع الامم .
ومن ما لا شك فيه ان استمرار الصراع في السودان سيضع المنطقة باكملها على فوهة انفجار بركان اللجوء حيث ان السودان سيتحول من مستورد لاجئين الى مصدر اضافة الى انعكاسات سلبية اخرى ستطاول بشظاياها دول الجوار ومنها :
جنوب السودان :
• عودة نحو 800 ألف لاجئ من جنوب السودان مجددًا إلى جوبا.
• تسلل بعض العناصر المسلحة إلى داخل أراضي الجنوب هربًا من القتال مما قد يزيد من زعزعة الاستقرار .
• توقف عملية انتقال النفط من الجنوب إلى ميناء بورتسودان شرقي السودان {170 ألف برميل يوميًّا} .
• انهيار اتفاق السلام الهش المبرم في عام 2018م ، لا سيما أن السودان تعد أحد الضامنين لهذا الاتفاق.
إثيوبيا:
• عودة اللاجئين الإثيوبيين الذين نزحوا للسودان في خضم الحرب الإثيوبية الأخيرة لبلادهم مجددًا ، الذي ربما يفاقم النزاعات والصراعات الإثنية في بعض المناطق الإثيوبية .
• تزايد نشاط الحركات المسلحة عند الحدود مع السودان ومنها فاجنر ، لما تشكله من تهديد لاستقرارها والنفوذ الإثيوبي في الإقليم .
• تأثير الصراع السوداني على الطرق الحيوية المؤدية إلى إثيوبيا لا سيما أنها تعتمد بشكل كبير على ميناء بورتسودان في عمليات التبادل التجاري مع العالم الخارجي عبر البحر الأحمر.
لكن من ناحية أخرى من الممكن ان تستغل إثيوبيا الصراع في السودان بمثابة نقطة انطلاق جديدة لتعزيز نفوذ ها الإقليمي ، وذلك عبر مساعيها للعب دور في الوساطة لوقف القتال بين طرفي الصراع بحيث توظفه لاحقا في العمل على فك الارتباط بين السودان ومصر بخصوص ملف سد النهضة اضافة إلى تبريد أزمة احتلالها الفشقة والوصول إلى تفاهمات حولها. إريتريا:
• احتمال عودة اللاجئين الإريتريين البالغ عددهم أكثر من 234 ألف لاجئ من السودان نتيجة تفاقم الصراع هناك.
التخوف من تهديدات الحركات المسلحة التي ربما تنشط داخل اريتريا. وربما تتورط بعض العناصر الإريترية إلى جانب أحد الطرفين المتحاربين وبخاصة الدعم السريع المدعومة من رئيس أريتريا ، أسياس أفورقي المعروف بتدخله في شؤون جيرانه ،
تشاد:
• مخاوف من تسلل المتمردين إلى الأراضي التشادية مما قد يشكل نواة لمجموعات متمردة تهدد الدولة التشادية.
• احتمال انضمام بعض الحركات المتمردة التشادية إلى الصراع في السودان خصوصا وان تشاد تشترك مع السودان في حدود طولها أكثر من 1400 كيلومتر ،
• التخوف من احتمال تراجع الدعم السريع إلى إقليم دارفور وما يمكن أن يفرضه من تداعيات أمنية تهدد أمن واستقرار الجانب التشادي الذي يخشى أيضًا مخاطر انخراط مجموعة فاجنر الروسية الأمنية في الصراع لتصبح على مشارف الحدود التشادية من ثلاث جهات هي ليبيا، السودان ، وأفريقيا الوسطى ، إضافة إلى تزايد القلق من احتمال إقامة علاقات تعاونية بين فاجنر وبعض الحركات التشادية المسلحة النشطة في المنطقة .
• يعرقل الصراع السوداني استفادة الدولة التشادية من الموانئ السودانية لا سيما ميناء بورتسودان ، وهو ما قد يشكل أزمة اقتصادية لتشاد باعتبارها دولة حبيسة في الساحل .
أفريقيا الوسطى:
• الخشية من نزوح أعداد كبيرة من اللاجئين السودانيين إلى داخل البلاد ، وما يمثله من ضغوط على البنية التحتية والاقتصاد الوطني .
• التخوف من نشاط العديد من الحركات المسلحة على الحدود بين البلدين ، واحتمال انخراط بعضها في الصراع السوداني ، مما قد يفاقم الأوضاع الأمنية هناك إلى جانب توتر العلاقات مع الخرطوم .
روسيا فاغنر :
“ها نحن اليوم قد وصلنا إلى نقطة نهاية فاغنر … فاغنر ، في غضون وقت قصير ، ستنتهي . سنصبح تاريخا ، لا شيء يدعو للقلق ؛ فأشياء من هذا القبيل تحدث”. هذا ما صرح به مؤسس فاغنر مؤخرا . هل هذا التصريح مزحة؟ام انه بالفعل تصريح يعبر عن طلاق فعلي بين الكرملين وفاغنر ؟ قديما كان أقارب راسبوتين يضعون له كل يوم شعرة من السم لا تكاد ترى حتى أتت نهايته ، فهل هذا يتكرر مع مؤسس فاغنر؟ والى من سيتحول ملف “الذهب” السوداني وملف التواجد الروسي في أفريقيا وفي غرب البحر الأحمر؟. وهل ستتوقف روسيا عن اثارة الفوضى في افريقيا وتتخلى عن مشروع اغراق اوروبا باللاجئيين الافارقة بعد تحويلها ساحة صراع مع الغرب ؟. في الاسابيع القادمة سينقشع الضباب وتظهر الاجابات على هذه الاسئلة تباعا لكن الان من الافضل ان نتابع رحلتنا في الماضي كي نتفادى الوقوع في استنتاجات خاطئة.
عند اشتعال الحرب توجه مؤسس فاغنر برسالة قال فيها: “أنا يفجيني بريجوجين، ارتبطتُ بالسودان لفترة طويلة وتواصلت مع جميع أصحاب القرار في جمهورية السودان .. ويشرفني أنني أحمل وسامين سودانيين، هما وسام جمهورية السودان الذي تسلمته عام 2018م ، ووسام النيلين عام 2020م .. وأنا مستعد دائما لمساعدة السودان إن لزم الأمر، ومستعد أيضا لدعم حل النزاع بما يخدم ازدهار السودان ، وأنا على استعداد للتوسط في مفاوضات بين رئيس المجلس العسكري الانتقالي عبد الفتاح البرهان ، وقائد قوات الدعم السريع محمد دقلو (حميدتي)، والأطراف الأخرى في النزاع… إن الأمم المتحدة والعديد من الأطراف والدول الأخرى تريد إراقة دماء السودانيين ، لكنني أنا شخصيا الوحيد الذي يتمنى السلام للشعب السوداني . فما يحدث في السودان الآن ليس هو ما درّبنا السودانيين عليه ، وقد زودناهم بالسلاح ليس من أجل ذلك .. أرجو إتاحة الفرصة لي ، وعلى نفقتي الخاصة ، لإرسال طائرات محملة بالأدوية وكل ما يلزم للمتضررين في السودان ، وللجنود السودانيين من الطرفين الذين كانوا حتى وقت قريب إخوتنا المشتركين في قوات فاجنر” وهذه الرسالة هي بمثابة دليل قاطع على شراكة حميدتي والبرهان في نهب ذهب السودان وتهريبه الى روسيا وان حربهما معا هي نتيجة خلافهما على حصة كل منهما في هذا الذهب . وهل تعبر العلاقة الحميمة بين حميدتي والبرهان من جهة وقائد اكبر منظمة الرهابية واجرامية من جهة أخرى عن استقامة هذين الرجلين؟ ام ان البرهان جعل من جيش السودان عصابة وحميدتي رقى مليشيا الدعم السريع الى عصابة ايضا ؟ وما يهمنا من هذا الامر هو التذكير بان روسيا ونتيجة لعلاقاتها الجيدة مع طرفي النزاع باتت لاعبًا مؤثرًا بشكل متزايد في السودان وسنشهد لها دوراً عسكرياً في حال اندلاع حرب أهلية.
وكيف ستكون هذه الحرب ؟ هل ستكون تكرار لنموذج حرب التيغراي ام ستكون نسخة طبق الاصل للمسار الليبي ؟
منذ الاستقلال عام 1956م هيمنت على الجيش السوداني فئة ذات قاعدة اجتماعية ضيقة في شمال ووسط السودان الواقعة حول نهر النيل . لذلك كانت الانقلابات نتاج صراع سياسي وأيديولوجي داخل طبقة الضباط في المركز ، لكن مع دخول قوات الدعم السريع في البنية التحتية للأمن في الخرطوم نفسها جعل النزاع الحالي مختلفا وخطيرا وهذا يعيدنا بالذاكرة الى زمن حكم الخليفة “عبد الله التعايشي”، الذي أحضر أقاربه من دارفور إلى أم درمان ، وحكم المناطق النهرية بقبضة من حديد . ومع تحول السودان عام 2011م من اقتصاد يعتمد على النفط ، بسبب تراجع صادراته بانفصال دولة جنوب السودان ، إلى اقتصاد يعتمد على الذهب ، وبعد سيطرة حميدتي وميليشياته على معظم مناجم الذهب في البلاد وأهمها مناجم جبل عامر في عام 2017م ,احتكرت شركة “الجنيد” التي انشأتها عائلة حميدتي عام 2009م تجارة الذهب وتهريبه الى الامارات وروسيا دون احترام قيود البنك المركزي على صادرات الذهب.
ومنذ انقلاب البرهان وحميدتي المشترك على حكومة حمدوك في أكتوبر/ تشرين الأول 2021م ، بدأ اختلاف الرؤى بينهما حول مسار تقاسم السلطة ومسار تقاسم الذهب ، واتى الاتفاق الإطاري في صالح حميدتي وفق تقييم الإسلاميين من جماعة الحزب الوطني المنحل والجارة مصر وكانت ردة الفعل في فتح مسار منفصل في القاهرة ، عُقد في فبراير/ شباط الماضي وضم كل من يرغب في تحجيم دور حميدتي واجهاض الانتقال المدني الديمقراطي للسلطة وانحاز البرهان بالكامل لوجهة نظر الفلول بعد الصفح عنه من قبلهم . وبدأ من خلال حضوره حفلات الاعراس وزيارة المناطق العسكرية باطلاق تصريحات معظمها كانت تضع العصي في دواليب تنفيذ الاتفاق الاطاري حتى بات بند دمج قوات الدعم السريع حصرا هو كل ما يرغب البرهان في تنفيذه من بنود الاتفاق الاطاري واعتمد اجندة واضحة لتحقيق اهداف الردة الاسلامية باتخاذ قرارات منها :
• تكوين فصائل إسلامية لدعم الجيش من مخلفات حكم البشير .
• إعادة الإسلاميين الى السيطرة على مفاصل الخدمة المدنية.
• منح بقايا نظام البشير المرتبطة بالمؤتمر الوطني المنحل حرية الحركة بتنظيم حفلات الافطار بشكل مفتوح رغم الحظر المفروض عليهم بعد ثورة ديسمبر . حيث ادار البرهان الاذن الصماء لخطاباتهم وبيانتهم التحريضية التي كانت تبشر بانقلاب وشيك وتهدد السلم الاهلي والاستقرار .
• الاستثمار الطائفي في طائفة الختمية الذي ينحدر منها باعادة المومياء الميرغني (زعيم الحزب الاتحادي الديمقراطي) من مصر عبر تنظيم استقبال حافل له لضمان حاضنة طائفية موالية ومؤيدة لمشروعه الهادف الى الاستئثار بالسلطة منفردا.
• الإفراج عن موسى هلال ، منافس حميدتي في النفوذ على قيادة القبائل العربية في دارفور ، والذي كان مسجونًا بعد اعتقاله من قبل حميدتي سنة 2017م .
• اصدار قرار بمنع سفر أعضاء مجلس السيادة الانتقالي من دون إذن منه . لتقيد حركة حميدتي الخارجية .
• منافسة حميدتي غلى كسب ود اسرائيل والاستثمار السياسي في مسار التطبيع .
• تجاهل وتحييد وتمببز ميليشيا مني أركو مناوي وجبريل إبراهيم من مشروع الدمج في كمكفأة لهما على تاييد انقلابه على حكومة حمدوك ومن ثم لاحقا اصطفافهما معه في رفض الاتفاق الإطاري.
• استفزاز حميدتي في نشر القوات المسلحة السودانية في دارفور دون التنسيق مع الدعم السريع بنية السيطرة على مناجم الذهب في جبل عامر.
• مصادرة كميات كبيرة من الذهب المتنكر في هيئة بسكويت خلال شهر مارس/آذار ، وذلك على متن رحلةٍ جوية روسية في مطار الخرطوم وهي رحلة من 16 رحلة طيران خلال عام واحد كانت تحمل ملصقات البسكويت دائماً. مما دفع بمقاتلي قوات الدعم السريع محاولة الاستيلاء على الذهب من السلطات ، وذلك قبل ساعات من اندلاع الاشتباكات بشكل رسمي .
بالمقابل وتحسبا للاسوء بادر حميدتي الى :
• نشر الدعم السريع بهدف السيطرة على قاعدة مروي ، ردًا على انتشار الجيش قبلها في دارفور .
• نقل قوات الدعم السريع الجنود والعتاد إلى داخل الخرطوم وما حولها.
• اعادة التموضع ، والتقرب من القوى المدنية على قاعدة العداء المشترك للإسلاميين
• تلميع صورته خصوصا بعد نيله جائزة شخصية حقوق الإنسان للعام 2022م مقابل تشويه صورة البرهان امام المجتمع الدولي والاقليمي لمحاصرة دوليا .
• المراهنة على الطائفية بالارتكاز الى حضانة طائفة الانصار له لان اغلب منتسبي الدعم السريع من تلك الطائفة
• تمتين علاقاته مع حزب الامة الذي يرتبط بعلاقات تاريخية مع اسرائيل لنيل الحظوة في اواساط الحكومة الصهيونية لذلك تواصل حميدتي بشكل منفرد مع جهاز الموساد بهدف حرمان البرهان من الاستفادة من التطبيع وتخريب علاقته الجيدة مع اسرائيل .
• مراكمة عناصر القوة، والتأثير عبر علاقاته مع الإمارات ومع شركة فاجنر الروسية .
وفي الختام إذا ما وصلت المفاوضات بين الطرفين الى طريق مسدود في ظل استمرار المعارك وعدم قدرة الطرفين على حسمها ، ستتخلى حركات التمرد المسلحة الموقعة على اتفاق جوبا والتي لم توقع وباقي الجيوش التي شهدنا ولادتها قبل اشتعال الحرب بفترة وجيزة عن حيادها والانضمام إلى أحد طرفي الحرب وفقا لمصالحها ومن المرجح ايضا أن تطفو على السطح العوامل الاثنية والقبلية على السطح مما سيؤدي الى اندلاع حرب أهلية شاملة تشمل دارفور والنيل الأزرق وشرق السودان وباقي المناطق .