وثائق ديسكورد: مدير فاغنر عرض مقايضة معلومات عن الجيش الروسي مقابل انسحاب أوكراني من باخموت

كشفت صحيفة “واشنطن بوست” عن مقايضة عرضها مدير شركة المرتزقة فاغنر، يفغيني بريغوجين على الأوكرانيين يقدم فيها لهم مواقع الجيش الروسي لضربها حالة وافقوا على سحب قواتهم من مدينة باخموت التي كانت تتكبد فيها قوات المرتزقة خسائر فادحة.
وجاء حديث الصحيفة بناء على تسريبات “ديسكورد” حيث قال شين هاريس وإزابيل خورشديان إن العرض جاء في نهاية كانون الثاني/ يناير، حيث أخبر بريغوجين نقاط اتصال مع المخابرات الأوكرانية أنه يستطيع منح القوات الأوكرانية معلومات عن مواقع الجيش الروسي لاستخدامها في الهجوم عليه.
وخرجت خلافات بريغوجين مع القادة العسكريين الروس للعلن الذين اتهمهم بعدم تزويد قواته بالمعدات الكافية، وهي القوات التي قدمت دعما حيويا للقوات الروسيية. لكن بريغوجين، يعد حليفا للرئيس الروسي فلاديمير بوتين الذي سيتعامل مقايضة أرواح مقاتلي المرتزقة في فاغنر بأرواح القوات الروسية بمثابة خيانة عظمى.
ولا تكشف تسريبات “ديسكورد” عن المعلومات التي استعد بريغوجين تقديمها للأوكرانيين. وقالت الصحيفة إن مسؤولين أوكرانيين أكدا أن بريغوجين تحدث أكثر مع مديرية المخابرات الأوكرانية. وقال أحدهما إن بريغوجين قدم العرض فيما يتعلق بباخموت أكثر من مرة، إلا أن كييف رفضتها لأنها لا تثق ببريغوجين واعتقد المسؤولون إن عرضه ليس صادقا. وحذر مسؤول أمريكي من شكوك أمريكية مماثلة من نوايا بريغوجين.
وفي مقابلة هذا الشهر مع “واشنطن بوست” قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إنه لن يرد على أسئلة حول اتصالات مع بريغوجين “هذا أمر عسكري”. وعبر الزعيم الأوكراني عن معارضته لتسريب وثائق سرية وأنه نفع روسيا. لكن لا أحد يناقش في حالة الإحباط والمرارة التي يشعر بها بريغوجين من القتال الطاحن في باخموت. فقد اشتكى بشكل علني وخاص من أن القوات الروسية لم تقدم ذخيرة كافية لمقاتليه ولا مصادر أخرى كانوا بحاجة إليها لتحقيق النصر.
وشهدت باخموت أكثر العمليات دموية في الحرب منذ الغزو الروسي العام الماضي. فعلى مدى الأشهر ووسط المواجهات الطاحنة تقدم الروس والأوكرانيون ببطء في المدينة وأحيانا بأمتار، وتكبد الطرفان خسائر فادحة. ووعد بريغوجين بالسيطرة على المدينة بحلول 9 أيار/ مايو وهو يوم النصر والتحرير إلا أنه هدد في الفترة الاخيرة سحب قواته من المدينة.
وتكشف وثائق أخرى عن الكيفية يجب فيها الرد على انتقادات بريغوجين لأداء الجيش ومطالبه بإمدادات جديدة والتي رأى أنها غير صحيحة.
وتظهر الوثائق صراعا على السلطة بين بريغوجين والمسؤولين الكبار، بما فيهم وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو. وعلى هذه الخلفية المتوترة، استمر بريغوجين بعلاقاته السرية مع المخابرات الأوكرانية، فإلى جانب المكالمات الهاتفية ولقاءات شخصية مع ضباط في مديرية المخابرات الأوكرانية في بلد أفريقي لم يتم تحديده. وتشير وثيقة إلى وجود شركة فاغنر في عدد من الدول الأفريقية وتقديمها خدمات أمنية لعدد منها.
وتكشف الوثائق الأمريكية المسربة، عن بريغوجين وهو يتحسر عن الخسائر الباهظة وحثه القوات الأوكرانية الضرب بقوة ضد القوات الروسية. وبحسب وثيقة، فقد أخبر بريغوجين المخابرات الأوكرانية أن الجيش الروسي يعاني من مشاكل في إمدادات. ونصح القوات الأوكرانية للدفع باتجاه الحدود ضد شبه جزيرة القرم التي ضمتها روسيا وفي الوقت الذي تعاني منه القوات الروسي من تدن في المعنويات.
وذكر التقرير إلى أن بريغوجين كان يعرف بتراجع المعنويات داخل قواته وأن بعضا من جنوده امتنعوا عن تنفيذ أوامره والانتشار في باخموت خوفا من تكبد خسائر فادحة. ولم يرد الكرملين على أسئلة حول اتصالات بريغوجين مع الأوكرانيين. وفي وقت الحرب فإن التواصل بين الأعداء ليس أمرا غير عادي، لكن الوثائق لا تكشف عن نوايا بريغوجين في التواصل مع أعدائه.
وفي مقابلة مع مسؤول أوكراني وصف الاتصالات بأنها تقوم على “جعل أصدقائك قريبين منك وأعداءك أقرب”. وتقترح الوثائق أن كييف كانت تشك أو تعرف بأن الكرملين كان يعي باتصالات بريغوجين مع المخابرات الأوكرانية إن لم تكن مفاوضاته مع باخموت.
وتشير وثيقة تقوم على التنصت إلى أن المخابرات العسكرية الأوكرانية ومديرها كيرلو بودانوف “قد توقع من استخدام الروس تفاصيل اتصالات بريغوجين السرية مع المخابرات الأوكرانية ولقاءاته مع ضباطها في أفريقيا وكأنه يلتقي بعميل أوكراني”. ولا تحدد الوثيقة إن كان بودانوف يشك بمعرفة موسكو بمحادثات بريغوجين مع ضباط المخابرات الأوكرانية.
وعندما أخبر بريغوجين بما ورد في الوثائق وعلاقته بالمخابرات الأوكرانية، بدا وكأنه غير آبه “بالطبع، أؤكد هذه المعلومات، وليس لدينا ما نخفيه من الخدمات الأجنبية السرية، وعندما كنت وبودانوف في أفريقيا”. لكنه لم يرد مباشرة حول عرضه الكشف عن مواقع الجيش الروسي مقابل انسحاب الأوكرانيين من باخموت.
القدس العربي