
يا ابنةَ الأيكِ نُوحي بين أوكارِ *مات الأديبُ وذاك العالمُ الدّاري
الشاعرُ الفذُّ بين الناس سيرته*أزكى من العطرِ في أثوابِ معْطارِ
ابنُ الكرامِ وأهلِ الفضل إن ذُكروا*دانت لذكرهِمو هاماتُ أقمارِ
حزني عليه عميقٌ لا تكفكفُهُ *مقاطعُ القولِ في نثرٍ وأشعارِ
وأرزم النيلُ حرناً في تدفقِهِ *يُنَاوحُ البْيدَ مواراً بموارِ
ونشّرَ النّخل شُعثاً من ضفائِرِهِ *وصّوحُ القطَرُ في أفواهِ أزهارِ
هذي المرابعُ تبكي وهي والهةٌ *قد مضّها الثّكل فقدُ المخلصِ البارِ
كم تغنى لها(النّورانُ) في طرب *ونظّم الشعرَ فياضاً بأنوارِ
عزّ العزاءُ لأهل النّيل قاطبةً *من أرضَ إلى كوستي وسنارِ
أُزجي لأسرته أفْوَاجَ تعزيةٍ *تشمل الكونَ لا تحصى بمقدارِ
خُصَّ(ابتهالَ)وخصَّ(المرتضى)فهما *ابنا أرومةِ في نهجٍ ومضمارِ
ثم الصحابَ وأهلَ الودِّ من حملوا *صَفْوَ المحبّةِ في صِدْقٍ واكِبارِ
نفوّضُ الأمرَ للرّحمنِ نسألُهُ *يَأْسُو الجراحَ ويجزي صبْر صبّارِ
يا فارسَ الضّاد قَدْ جلّيتَ نَضُّرتَها *لكل ذي فطَنٍ من حاذقٍ قاري
بيانُك العذبُ في ألفاظه ألقٌ *كالدّرِّ نظماً بل كالسلسل الجاري
وهبْتَ عمرَك للتعليم تخدمُهُ *ماضي العزيمةِ في جدٍّ وإيثارِ
كم نَشَرْتَ من التأليفِ أروعَهُ *يبقى على الدهرِ فرداً بين أسفارِ
نَفَحْتَ بالعلم أجيالا وقد حفظتْ *لك الجميلَ فلم تَصدِفْ بإنكارِ
لم تجمعِ المَالَ مزهواً بزَهْرتِهِ *بل تكرمُ الضيفَ ترعى ذمةَ الجارِ
كم بززت قريناً في منافسة *تحمي حماك مثْلَ الضيغمِ الضاري
أبا (ابتهالَ) خلاك اللومُ قد رَسخَتْ *منكم خوالدُ أمجادٍ بتذكارِ
يمضي بنوك إلى العلياءِ قدوتُهم *أبٌ أبيُّ سما كالكوكب الساري
يا رحمةَ اللِه سُخي فوق مقبرةٍ *ضَمّتْ كريماً أصيلاً ابن أخيارِ
عالي الجنان له مأوىً ومنزلةٌ *في مقعدِ الصدقِ عندَ المالكِ الباري
لا فض فوك بروف هاشم البشير.
فقد أحسنت للتعبير عن حجم الحزن والأسى والفقدان. لقد ترجمت صوت قلبنا الذي انسكر بفقد هذا العلم. نسأل الله له الرحمة والمغفرة ولاهله الصبر والسلوان
ت