مقالات وآراء سياسية

خطورة النبرة العنصرية التي برزت في الحرب بين الجيش والدعم السريع

ظِلَال القمــــــر
عبدالرحمن محمـــد فضــل
لقد بدأت الحرب في السودان منذ عقود ولم تنتهي بعد وكلما حاول الاطفائون اطفاء نار الحرب في جهة اتقدت واشتعلت نارها في طرف آخر من اطراف الوطن وظل نافخي الكير ينفخون ويؤججون النار ويشعلون الحروب ويحاربون الامن والسلام ونري ذلك واضحا من الاطراف التي لا تريد الامن والاستقرار للسودان سواء من المحيط الاقليمي او الدولي وبمساعدة العملاء من ابناء السودان للاسف ، وان دور الحكومات السودانية تجده مقصورا علي التثبث بالحكم دون ان دور للبناء الحقيقي والملموس في القضايا الهامة والكبيرة مثل مسائل الخلاف حول مسألة “السلطة والثروة” في حين انه نجد انه سعت بعض الجهات ما اسمته “بالامن الاكترونى” ووظفوا فيه عدد يفوق الثلاث آلاف شخص حيث كانت  مهمتهم فقط نصر فريقهم وحزبهم  من خلال  (نشر العنصرية والكراهية والسب) لقد كان من ضمن اهدافهم و مخططهم الخبيث والكريهة هو اذكاء نار العنصرية وتفريق الشعب وتشتيت كلمتهم ووحدتهم  واحياء نعرات العنصرية والقبلية والجهوية والطائفية  لانهم علموا ان وحدة الشعب ليس من صالحهم وان تركوا الشعب هكذا سوف يصطف  ويتوحد مع خصمهم الذي يتمثل في كل ماهو سوداني لا ينتمي حزبهم وتيارهم لهذا يرون ان المناوئين والمعارضين لهم يقفون ضدهم ينظرون لهم كمعارضة.
تجمع فى صفوفها  لعمل شعبى كبير ضد تنظيم الحكم السابق، الذي خرج كوادره وقادته من السجون ، والمراقب يلمس انتشار ملحوظ لظاهرت السب العنصرى مثل “ياعبد وياخادم وياتشادى ياجنجويدى ويا جلابى وياغرابي وناس الشريط النيلي والعرب والزرقة ووالخ” حتي اصبحت امر واقع وماثل وشاهد خصوصا في وسائل التواصل الاجتماعي حيث كان المخططين لهذا العمل الخطير يعلمون ان هذا النوع من الشتائم والسباب سوف يؤدي الي شرخ اجتماعى تدريجى خطير في تماسك المجتمع وايضا نجد ان نظام البشير استخدم القبلية والعنصرية ضد اهل دارفور من خلال تسليح مكونات ضد اخري .
وبعد سقوط نظام البشير واصل هذا الجهاز  وطور عملة وواصل في تجنيد اتباع له داخل السودان وخارجه وخصوصا في صفوف المهاجرين السودانيين في اوربا لنفس الغرض خاصة لاجىء اوربا استغل ضعف المردود المالى فى اوربا للبعض وظروف الانتظار للبت في قضاياهم وضعهم كلاجئين  فجندهم لصالح هذا العمل القبيح المدمر انهم  يعلمون بان لكل فعل رد فعل الشتايم العنصرية سيكون لها رد فعل مناوىء  ويتطور السباب والشتائم العنصرية لردود فعل عنيف جدا ربما يسبب نشوب قتال بين القبائل ، ومن خلال هذه الحرب نجدهم  ماذا يفعلون  يسبون اسرى الدعم السريع سباب عنصرى ويدعون لقتلهم  فورا حتى وان استسلموا بحقد عجيب وظاهر ونجد العكس حين نشاهد كيف يتعامل افراد الدعم السريع مع اسرى الجيش بكل احترام بل يحبون على جباهمم ويعاملونهم باكرام واحسان وهنالك شائعات ودعاية قوية ضد الدعم السريع تنسب كل جرائم السرقة والنهب التي تحدث في الاسواق والمتاجر والمنازل والطرقات تنسب   للدعم السريع وامعانا في تاكيد هذه الافعال ضد الدعم السريع يرتدي بعض المؤدلجين تنظيميا زي وملابس الدعم السريع ، وبكل تاكيد ندين ونشجب اي تجاوزات قامت بها قوات الدعم السريع او اي اطراف اخري مشاركة في هذه الحرب تقف في صف الجيش وتقاتل مع الجيش في الخفاء ، ان اشاعة العنصرية واظهار افراد الدعم السريع بانهم مجرد لصوص وحرامية ووصفهم بانهم مرتزقة تشاديين وقادمون من النيجر والكاميرون وليس سودانيين هذا الامر يفضي الي عواقب وخيمة ويشعل نوع من البغضاء والكراهية واستعداء  قطاع كبير من ابناء هذا الوطن وسوف تخرج الحرب من دائرة القتال بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع الي قتال قبلي وحرب اهلية ضد القبائل العربية في غرب السودان مقابل المكونات والقبائل الاخري في كافة السودان وسوف تتحول الحرب من مسمي حرب ضد “المليشيا والقوات الانقلابية” كما يسمي كل طرف الاخر الي حرب اهلية مدمرة قاتلة وسوف تسيل كثير من الدماء وسوف تشتعل الكثير من الحرائق في النفوس والقلوب والافئدة قبل الحريق الكبير الذي سوف يشمل كل السودان وهذه هي غاية الاعداء وهدفهم هو القضاء علي انسان السودان والابقاء علي ثرواته من نفط ومعادن وغايتهم ان يظل السودان دولة ضعيفة متهالكة غير مستقرة بدون حكومة وبدون جيش ، لان الجيش هو العمود الفقري للدولة وهو نقطة الارتكاز وزاوية البناء لهذا يحاول الاعداء القضاء علي الجيش ليسهل افتراس السودان ودولة بدون جيش لن تقوم لها قائمة وسوف تنتهك اراضيها ويذل ويحتقر انسانها وهذه الحرب الدائرة هي مجرد فخ كبير نصب ضد السودان وانسان السودان من خلال نثر بزور العنصرية والبغضاء والكراهية ومن خلال نشر الأكاذيب واستدعاء نافخي الكير من كل مكان لاشعال نيران الحرب ، علينا ان نتذكر قيمة الامن والسلام المجتمعي واهمية السلام في حياة الناس والمجتمع والدولة ، يجب الاصغاء لصوت العقل وانهاء هذه الحرب من اجل الحفاظ علي مقدرات الوطن وانسان هذا الوطن وثروات هذا الوطن يجب ان نتعلم تداول السلطة بالسلم والحوار والتراضي وتحكيم صوت العقل اصبحنا فرجة للاخرين علي ومضرب مثل في كل ماهو قبيح كالحروب والمجاعات والفقر والنزوح واللجوء.

‫5 تعليقات

  1. شكراً الاستاذ عبدالرحمن علي هذا المقال وأضف من عندي المستفيد الوحيد من هذه الحرب ( الحركات المسلحة ) بالأمس سحب مناوي قواته وتوجه الي شمال دارفور ودخلها دخول المنتصريين ماذا يعني هذا وغداً جبريل , وهذا بالطبع اربك حسابات البرهان الذي اصدر أمراً بتولي عقار نائب رئيس مجلس السيادة , وليس بالبعيد أن يجلس البرهان مع (حميدتي ) ليلملم ما تبقي من قوات الدعم السريع وقوات الجيش وضم الشرطة الي القوات المسلحة للنقص الظاهر للقوات البرية .

  2. هسي زي الكاتب ده يقولوا ليو شنو؟

    جرائم الدعم السريع شاهدها ووثقها كل سكان الخرطوم وتحدث في أماكن سيطرتها وارتكازاتها ويتم السلب والنهب بعرباتهم المسلحة بلوحاتها والجرائم دي موثقة بمئات الفيديوهات وستظهر آلاف الفيديوهات لسه خصوصا منطقة الأحياء الراقية زي الرياض والطائف لأن غالبيتها مزود بكاميرات تنقل مباشرة إلى الانترنت.

    يجيك ابله زي ده متدثر عشان ينفي جرائم الحرب هذه عنها !!
    لا لن تستطيع لا انت ولا غيرك إنكار جرائمهم.
    وكل القنوات والصحف الغربية توثق ذلك وسيتم ملاحقتهم ومحاكمتهم لاحقا في المحاكم الدولية.

  3. من أكثر المقالات اتزانا التي قرأتها في فترة هذه الحرب والتي اسأل الله أن يجعل من تحت كل هذا الرماد تطهير لكل آفات هذه البلد و تقوية و عزيمة لما هو آت

  4. فعلا مقال جيد و مؤثر جدا و نحتاج لمثل هذه الاصوات المسؤلة فى هذه المرحلة الحرجة فى تاريخ السودان. هذه الاصوات التى تدعوا لنبذ العنصرية و الوحدة و لم شمل ابناء الوطن الواحد

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..