لكى يرضى “الإخوان” عن شعب السودان.

لكى يرضى “الإخوان” عن شعب السودان.
قبل البدء:
قال الشهيد الأستاذ محمود محمد طه “المتدين الحقيقي هو شخص مهموم بتغيير ذاته ..بينما المهووس دينيا هو شخص مهموم بتغيير الآخرين”.
الى أبناء هذا الجيل والجيل القادم، لا تسمعوا الى من يقل لكم إن إخوانكم واباءكم الذين سبقوكم كانوا خنوعين استكانوا للظلم والطغيان، صحيح هنالك عدد لا يستهان به من الأرزقية والمأجورين الذين دعموا النظام “الإسلاموى” من كآفة الجهات والإثنيات فى السودان، لكن “الشرفاء” الذين لم يخونوا العهد كانوا هم الأكثرية والأغلبية بذلوا الروح والدم والغالى والنفيس وغاية ما يستطيعون، رجالا ونساء، شيبا وشبابا لتخليص الوطن من “ورطته” ومحنته التى المت به منذ 30 يونيو 1989 ، بعضهم من قضى نحبه وبعضهم من لا زال ينتظر ويعمل.
لكن تخيلوا إذا كان العالم الأول وبكلما يملك من إمكانات ضخمه، لا زال يعانى من جماعات إرهابية متطرفة تستخدم الدين و”الموروث” القديم والنصوص والفتاوى، أى هى لا تخترع المبرر للعنف وسفك الدماء،حتى لا نجارى من ينفون ذلك الموروث وتلك “النصوص” وهم بذلك يزيدون من نيران التطرف ولهب الإرهاب، فما بالكم ببلد وأهله “يحكمهم” ذلك الإرهاب والتطرف فى شكل “نظام” يدعى الحداثة والوسطية والإعتدال، ويجد ذلك “النظام” الإرهابى دعما من دول كبرى وصغرى مجاورة هى نفسها تعانى من الإرهاب وتحاول القضاء عليه ليل نهار رغم الأمكانات المتوفرة لديها، لا زالت عاجزة عن ذلك.
للاسف تلك الدول تدعم “النظام” بمسوغ غير أخلاقى يعتمد على إجادته فن “العمالة” والإرتزاق وتقديم “المعلومات” الإستخباراتية عن رفاقه من أجل أن يطول أمده على كرسى السلطة.
أبنائى أبناء هذا الجيل والذى يليه، قد لا يمتد بنا العمر لنرى الأمن والسلام يعم بلادكم الطيبة وأن تبسط عليكم شمس “الحرية” أشعتها فى يوم من الأيام كما تشرق شمس الصباح فى كل يوم وذلك أمر لا بد أن يتحقق ومهما توهم “العلج” الظالم غير ذلك.
عندها عليكم بالتمسك فى إصرار وعدم تفريط فى دولة “المواطنة” التى تساوى بينكم جميعا، حتى لا تسيل الدماء السودانية العزيزة من جديد وحتى لا يصبح وطنكم فى “مؤخرة” دول العالم فى كل شئ كما هو حاصل الآن.
عليكم الا تنخدعوا بخزعبلات هؤلاء المتطرفين والإرهابيين الذين أدخلوا على بلدكم الطيب دينا جديدا وثقافة دينية جديدة لم يعرفها الذين سبقونا.
لا تنخدعوا بوهابية أو سلفية أو بإخوان أو بإشباههم فهم سبب كل خراب ودمار حل ببلدكم صاحب الحضارة الضاربة فى جذور التاريخ.
_________
ومن ثم اقول .. إن هؤلاء “العلوج” إنقلبوا على نظام ديمقراطى بليل حالك فى خسة ووضاعة وغدر، عذبوا وقتلوا وشردوا أهل البلد وأعز أبنائها، رغم ذلك لم يرضوا عن الشعب ولم يوفروا له حياة كريمة فى أدنى درجة أو يبتعدوا غير ماسوف عليهم كما يفعل جميع العقلاء والشرفاء فى العالم على الرغم من أنهم لم يوصلوا بلدانهم للدرجة التى أوصلها هؤلاء “العلوج” للسودان.
أنظروا كيف تنحى رئيس الوزراء البريطانى “الشاب” كميرون وكيف تخلى عن جميع مناصبه، لكن “الخليفة” كبير “العلوج” لن يتنحى لأنه “حاكم” إسلامى يجب أن تطيعوه حتى لو كان “عبدا حبشيا” كما يقول النص، ولولم تفعلوا ذلك فتجب معاقبتكم وفق النص الذى يقول “إنما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله ويسعون في الأرض فسادا أن يقتلوا أو يصلبوا أو تقطع أيديهم وأرجلهم من خلاف أو ينفوا من الأرض”.
فبأستخدام مثل هذا النص، الذى يجعل من يعارض “العلج” عمر البشير، مثل من يحارب الله ورسوله، قتل إخوانكم بدم بارد فى مثل هذه الأيام من هذا الشهر عام 2013 ولا زال قاتلهم طليقا يبحث عن فريسة جديدة.
لقد هيمن “العلوج” على السلطة لمدة 27 سنة ومكنوا لأنفسهم وأهليهم واستحوذوا على موارد الوطن ومداخراته حيث علوا القصور وتطاولوا فى البنيان وهربوا العملات الصعبة وخزنوها فى البنوك العالمية، حرموا أبناء الفقراء من التعليم داخل الوطن وخارجه وأتاحوه لأبنائهم.
فصلوا الجنوب عن عمد وفمع سبق الإصرار والترصد بعد أن قتلوا الملايين من أهله ولم يمنعهم الحياء من الإستثمار فيه بعد ذلك بل وصلت بهم “البجاحة” أن اصبحوا يعملون على منع الآخرين الذين ضيقوا عليهم الحياة داخل وطنهم من الحصول على رزقهم بين إخوانهم فى ذلك الجزء من البلد الذى كان وطنا واحدا.
كذلك ابادوا مئات الآف من أهل دارفور وأعترفوا “بالقليل” من الذين قتلوهم دون ذنب ثم اشتروا ضمائر عدد من النخب فى ذلك الأقليم لكى يبرروا جرائمهم، بعضهم تضمهم مع النظام الأيدلوجيا “الأسلاموية” الكريهة وبعضهم أغراه المال وأعمته المصلحة الشخصية، وكذلك فعلوا مع “البجا” ومع أهل جبال النوبة والنيل الأزرق، ولا زالت طائراتهم تحصد النساء والشيوخ والأطفال .. أضيف الى ذلك إسهال مائى وكوليرا بسبب الإهمال والتردى فى الخدمات الصحية وهم يمنعون “الإغاثة” والدواء الا أن تأتى عبرهم، وهم الذين نهبوا الإغاثات من قبل حتى اصبحت الدول المغيثة تشرف على توزيعها بنفسها ومن خلال مواطنيها.
رغما عن ذلك لم يرض “العلوج” عن شعب السودان فيرحلوا غير مأسوف عليهم، لم يرحلوا ودولة “الإمارات” توزع لحوم “الأضاحى” على فقراء السودان وهو بلد معروف بثروته الحيوانية الهائلة.
أسسوا خمس “مليشيات” وهذا الفيديو الذى يوثق لرئيس “النظام” معترفا بلسانه بتبنيه ” لتلك المليشيات التى اصبح بإزائها رفيق دربه ووزير دفاعه فى “قش أكسح ما تجببو حى” مدنيا كما قال عنه ولم يتبق له غير أن يقول عنه “حنكوش” بدرجة فريق أركان حرب!
[url]https://www.youtube.com/watch?v=IhlFsIS6DBE[/url] رغما عن ذلك لم يرضوا عن شعب السودان، بل أن النقد الذى وجه لتلك “المليشيات” تسبب فى الزج بآخر رئيس وزراء منتخب ديمقراطيا فى غياهب السجون.
لن يرض “العلوج” عن أى سودانى إذا لم يتحول الى مجرم وقاتل وفاسد وداعم للإرهاب والتطرف، وبالعدم على الأقل أن يكون منافق وطبال وحارق أبخرة فى بلاط السلطان.
تلاعبوا بالوطن وبتاريخه وبمواقفه “الحيادية” المحترمة المعروفة عنه، فتارة هم مع اليسار”الصين وروسيا” لكى يخففوا عنهم العقوبات “بالفيتو” .. وتارة مع “اليمين” أمريكا وألمانيا، ثم تارة مع أيران ومع المذهب الشيعى وتارة أخرى مع السعودية والمذهب الوهابى والإخوانى القطبى.
والشعب ليس امامه الا أن يؤدى فروض الطاعة والولاء .. رغما عن ذلك لم يرضوا عنه.
لم يرض “العلوج” عن الشعب الصامت غصبا عنه والنظام” الإسلاموى وبحسب “المزاج” ورغبة من يدفع أكثر يزج بما تبقى من “جيش” فى حرب لا ناقة له فيها ولا جمل .. وحدود الوطن مستباحة وتقع فى حضن مغتضب يفترض هو أخ وشقيق أحدهم فى الشمال والثانى فى الشرق .. ولا تنسوا أن النظام كان ذات يوم يعتبر (حسن نصر الله) بطلا يوضع على الرؤوس، لكنه الآن يا دوب اصبح “شيعى” فاجر وكافر يقاتل فى صف النظام السورى “العلوى”.
لقد إمتلأ ملجأ “المايقوما” بالأطفال مجهولى الأبوين أو من تركوا هناك حتى أعترف طبيب يدير الملجأ كان من ضمن زمرة “العلوج” المقربين، أن عدد الأطفال اصبح يفوق أمكانات ذلك الملجأ، رغما عن ذلك لم يرضوا عن شعب السودان فيتركوه فى حاله ويرحلوا غير مأسوف عليهم.
تكاثر عدد حالات التحرش بالأطفال وأغتصابهم بل وقتلهم أحيانا، “فالعلوج” يريدون الجيل القادم معقدا نفسيا ومجروح ذات مثل حالهم ولذلك لم يرضوا عن شعب السودان فيتركوه فى حاله ويرحلوا غير مأسوف عليهم.
قضية “الأقطان” التى لا زالت تنظر وفيها ما فيها .. وقضية والى الخرطوم وسكرتيره “غسان” رحمه الله أغلقت .. والضابط الذى هرب بعد الكشف عن حاوية “المخدرات” لم نسمع أن الأنتربول اصدر نشره بطلبه فى الدولة المتواجد فيها .. ومن قبل ذلك قضية الإرهابيين الذين قتلوا الدبلوماسى الأمريكى وسائقه السودانى “عباس” وهروبهم ثم القبض على واحد منهم لم يعدم حتى الآن .. وقضية من قتل الفنان “خوجلى عثمان” ثم هرب كذلك ولم يعرف ماذا حدث له حتى الآن .. والكلام جاب الكلام محاولة إغتيال “حسنى مبارك”، ودعونا ننحى “مبارك” جانبا، لكن ماذا حدث بخصوص الذين قتلوا رفاقهم لتصفية آثار “الجريمة”؟
كل ذلك حدث فى السودان وأكثر منه من جرائم قتل وتعذيب وفساد ونهب من المال العام، رغما عن ذلك لا يريدون أن يرحلوا ويتركوا شعب السودان فى حاله فهم “خلفاء” الله فى الأرض وهم الوارثون.
لم يكتف “العلوج” بكل ذلك “العفن” .. فهم يريدون بعد أن علوا القصور دورا فوق دور وبعد أن تزوجوا مثنى وثلاثة … وأرملة شهيد “ميت” وأرملة شهيد أكتشف أنه لا زال “حيا” .. يريدون أن “ينكحوا” نساء السودانيين “غصبا” عنهم وأزواجهم الى جوارهم!
لأنهم فى نظرهم طالما لا ينتمون لتنظيم “الإخوان” فهن من ضمن “ملك اليمين”!!
لا تستغربوا إعزائى فهذه ثقافة يقتنع بها كل إخوانى “خوان”.
“ملك اليمين” لا يضللكم أحد ويقول لكم أن “التراث” الدينى والسيدة “الشريعة” السمحاء قد عملت على إبطال ذلك الحكم، فذلك حديث سخيف يردده من يسمون بعلماء الأزهر وغيرهم من إسلاميين، للدفاع عن “الإسلام” بالباطل، فيزيدون من حيرة الشباب أمثالكم حينما يجدون فى الكتب التى تدرس لهم خاصة فى الأزهر والمؤسسات الشبيهة به عندنا فى السودان، ما يناقض ذلك تماما، وهل سمع أحدكم عن إلغاء كفارة “عتق رقبة مؤمنة” فى حق من جامع زوجته خلال شهر رمضان” حتى يقال أن “ملك اليمين” حكم إستنفذ غرضه؟
المعروف أن”ملك اليمين” من الرجال هم السادة الماسورين وأتباعهم الذين يصبحون “عبيدا” بعد أى “فتح” اسلامى لأى بلدة ومن حق الذى يقع من نصيبه “عبد” أن يحتفظ به كخادم وأن يبيعه أو أن يهيبه لمن يشاء وللعبد “الآبق” حكم وجزاء معروف فى الفقه.
اما “النساء” الأسيرات فيصبحن جوارى حتى لو كن “سيدات” فى قومهن قبل “الفتح، من حق السيد أن يعاشرهن معاشرة الأزواج بلا عدد أو حساب ومتى شاء، بل أن الرجل المسلم “التقى” الورع ، مهما كانت مكانته وحتى لو كان فى قامة الخليفة الذى عرف بالعدل “عمر بن الخطاب” حينما يشاهد “جارية” ? سبية ? تسير فى الطريق وهى ترتدى زيا مشابها لزى “الحرات” فمن “واجبه” أن ينزعه عنها حتى لا تتشبه بالحرة!!
هذا يا سادتى هو المذكور على كتب هؤلاء المهووسين والمتطرفين الذين يعيشون خارج الزمان.
سوف يقول أحدهم كعادتهم أننا نسئ “للإسلام” ? حاشانا – فذلك كله مذكور فى كتب التراث – الفقه – واشرطة الفيديو تشهد بذلك ولو كان دينهم يهمهم لأعترفوا بإختلاف الزمن وحتمية التطور ولنقحوا كتبهم “الصفراء” من تلك المواد التى يدرسها كل من يدرس “الشريعة” الإسلامية ولذلك إما أن اصبحوا “إخوان” أو “دواعش” ولا خلاف بين أحمد وحاج أحمد.
الحديث فى هذا الجانب، أعنى “السبى” والإسترقاق والجوارى و”ملك اليمين” يطول ويمكن أن أعود اليه بالتفصيل فى وقت لاحق، لكن المهم هنا أن تعرفوا بأن هذا النظام الإسلاموى “القبيح” يتعامل مع نسائكم يا أهل السودان مثل “ملك اليمين” تماما، فالمسألة ليست صدفة، بل لها فتاوى، أحدهم أفتى بأن المرأة التى لا تتحجب يجب أن تعامل “كملك يمين” يعنى كخادم وكسبية!!
لذلك لا تستغربوا عن أى تصرف أو سلوك “شاذ” من أحدهم تجاه إمراة سودانية حرة لا تنتمى لهم .. ورغم ذلك لن يرضى عنكم نظام “العلوج” ولن ترككم فى حالكم، فماذا أنتم فاعلون بعد وصل الكلام داخل الحوش؟
لله درك ايها الشهيد الأستاذ “محمود محمد طه” الباقى فينا ابدا، فهو القائل عن الإخوان المسلمين:
“كلما أسأت الظن بالإخوان تكتشف أنك كنت تُحسن الظن بهم”.
وهو القائل عنهم: ” إنهم يفوقون سوء الظن العريض”.
تاج السر حسين ? [email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. “المتدين الحقيقي هو شخص مهموم بتغيير ذاته .. بينما المهووس دينيا هو شخص مهموم بتغيير الآخرين”

    الغريبة لم يقع هذا الحديث في يد الصادق المهدي او الترابي لينسبه احدهم لنفسه

  2. (قال الشهيد الأستاذ محمود محمد طه “المتدين الحقيقي هو شخص مهموم بتغيير ذاته ..بينما المهووس دينيا هو شخص مهموم بتغيير الآخرين”.)

    الكلام دا قالو محمود وفي اي كتاب لاني عندي اهتمام بالفكرة الجمهورية

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..