مقالات سياسية

كي تستعيد قوميتها ألتي أهدرتها الإنقلابات

كلام الناس
نورالدين مدني

* لم أكن أود الحديث عن العهد المايوي لأن شهادتي مجروحة‘ لأنني بدأت التفرغ للعمل الصحفي في ذلك العهد إبان تولي طيب الذكر الدكتور جعفر محمد علي بخيت رئاسة مجلس إدارة دار الصحافة.

* كما عملت غالب سنوات عمري المهني في ذلك العهد وهي فترة أعتز بها وأترك للتأريخ والقراء الحكم عليها‘ فقط لابد أن أقول بأننا في تلك الفترة لم نحس بأي تدخل فوقي من خارج الصحافة .

* المرة الوحيدة التي شاهدت فيها ضابط أمن كانت عقب الشروع في تطبيق قوانين سبتمبر 1983م عندما نشرت الصحافة سبقاً صحفياً بهذا الخبر جاء به محمد مصطفي الحسن متعه الله بالصحة والعافية من مصدر موثوق بالقصر هو عوض الجيد‘ لكن ذلك لم يشفع للصحافة فقد تمت مصادرة ذلك العدد .. لكن بعد ان وصل إلى أكشاك التوزيع.

* كنت قدإطلعت على المجهود المقدر الذي قام به فريق “السوداني” على أكثر من صفحة بعدد الأربعاء ٢٥ مايو 2016م – من إعداد هالة حمزة وعبدالباسط إدريس و وإيمان كمال الدين وعمروشعبان محشودة بإفادات حية للتوثيق لهذه الحقبة من حكم السودان.

* لن أعيد معكم قراءة هذه الإفادات التي من حق الناس أن يختلفوا أو يتفقوا معها‘ لكنها في رأيي إفادات صادقة بما فيها النقد الموضوعي لقرارات التأميم والمصادرة وحالات الإعدام بمحاكمات مشكوك في عدالتها والتعذيب للمعارضين كما قال بذلك عضو لجنة التحقيق والعدالة كمال الجزولي متعه الله بالصحة والعافية.

* بهذه المناسبة دعوني أذكر لكم واقعة حدثت معي في أيام الإنقاذ الاولى عندما كنت أعمل بمكتب صحيفة “الخليج” الاماراتية بالخرطوم‘ كنا وقتها مجموعة من الصحفيين نتردد على القصر للتغطية الخبرية‘ وفي ذات مرة قال لي العميد بحرى صلاح كرار رئيس اللجنة الإقتصادية انذاك : لماذا لم تعمل معنا في صحافة الإنقاذ رغم انك عملت في صحافة مايو”الشمولية” .

* قلت له : لقد أخذت درساً عملياً من عملي في ذلك العهد ولن أكرره ما حييت أن شاء الله بالعمل في صحيفة حكومية‘ ويكفي ما لحقني من ظلم لاأدري مبرره – بأنني كنت أعمل في جهاز الأمن – وقد رديت على هذا الإفتراء ونشر في “الصحافة”إبان الإنتفاضة.

* قلت للعميد بحرى صلاح كرار : هناك فرق بين مايو والإنقاذ لأن مايو كانت عصية على الأحزاب السياسية إبتداء من الحزب الشيوعي السوداني الذي حاول الهيمنة على مسارها بمساندة من بعض القوميين العرب والناصريين‘ لكنها ظلت عصية على الهيمنة الحزبية‘ وظلت القوات المسلحة ومؤسسات الخدمة المدنية قومية التوجه‘ فيما أسفرت الإنقاذ منذ سنواتها الاولى عن توجه حزبي أحادي بدأ فرض هيمنته على مفاصل الحكم والإدارة والإقتصاد عبر نهج”التمكين” الذي تم نقده بعدأن وقع الفأس على الرأس.

* لاأقول ذلك للمقارنة بين عهدين عسكريين لكنها قراءة ذاتية من واقع تجربتي المتواضعة تعلمت منها أهم درس مهني في حياتي خلاصته أن الصحافة رسالة وليست مهنة لكسب الرزق .. وأن الموضوعية والإستقلالية أهم أسلحة النجاح المهني.

* لعلها فرصة لقوات الشعب المسلحة التي تضررت من كل الإنقلابات العسكرية التي زعزت قوميتها وأهدرت مهنيتها كي تعيد ترتيب أوضاعهاعبر عملية التسريح وإعادة الدمج لاستردرد قوميتها وتعزيز مهنيتها لحسن أداء مهمتها في تأمين وحماية امن وسلام وإستقرار السودان ليسترد عافيته الديمقراطية والإنسانية والمجتمعيةفي ظل نظام الحكم المدني المنتظر.

[email protected]

‫2 تعليقات

  1. الم يكفي ما فعلته القوات المسلحة من جرائم الا تكفي جرائمها في جميع بقاع السودان هل نحن شعب من الهوانات هل هانت علينا انفسها لهذه الدرجة هذا الجيش غارق من اخمص قدميه حتى اعلى شعرة في راسه في خيانة هذا الشعب والعمالة للخارج وكراهية هذا الشعب هذا الجيش منذ تاسيسه يخوض حروب الغير لقتل شعبه هذا الجيش يخوض مؤامرات الغير لتفتت واغراق ارضنا هذا الجيش يخوننا وبصورة واضحة لا تحتاج لاي مقاربة حتى يراها العامة يجب ان يحل هذا الجيش وتسريح جميع ضباطه الآن وليس الغد مهما كانت المخاطر التي تواجه البلاد فهذه المخاطر لن تنتهي وهذا الجيش موجود الجيش هو أكبر خطر على هذه البلاد لانه ميت متعفن ومتحلل وينشر الامراض في كل مكان واكرام الميت دفنه لماذا تحتفظون بجثة لا طائل من وجودها غير نشر الامراض الستم مسلمين فأكرام الميت دفنه ولا يأتي احدكم ليقول ما هو البديل متى كان للميت بديل هل عندما مات والدك سألت عن البديل قبل دفنه لا تنتظروا الوقت المناسب فلن يأتي ولن يأتي ادفنوا هذا الجيش اليوم وغدا ستشرق الشمس الحرية والسلام والعدالة.

  2. وكأن هذه المقالة كتبت قبل الحرب المندلعة الآن . الكاتب القدير لم يتطرق لأى جزئية فيها ..إن شاءالله المانع خير

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..