مقالات سياسية

من كان وراء إشعال الحرب؟

يوسف السندي

ثبت مع الايام ان انصار النظام البائد هم من أشعل الحرب بمهاجتهم لمعسكر الدعم السريع في سوبا، بغرض استفزاز الدعم السريع الجاهز اصلا للرد، وارغام الجيش على الرد المضاد.

مع انطلاق الحرب، نسى الطرفان البحث عن السبب وراء الازمة، واراد كل منهما ان ينتهز هذه الفرصة ليقضي على اكبر قوة مهددة له في حكم البلاد عسكريا، لذلك هاجم الدعم السريع منذ اللحظة الأولى بضراوة، فهو كما يبدو يعتمد على مستشارين كثر من ذات النظام البائد قدموا له النصائح المفخخة بأن ثمة تحرك في الجيش يستهدف الدعم السريع، وان بامكانه ان يحسم الامر باكتساح خاطف، وهو ما يثبته تحريك مدفعية تبع الدعم السريع من دارفور تجاه الخرطوم، ومهاجمة الدعم السريع لمطار مروي، والقبض على طيارين مصريين، مما كبل ايادي مصر وجعلها غير قادرة على دعم الجيش السوداني مباشرة، والا اثبتت ان ما كان يحدث في مطار مروي هو مخطط لتدمير الدعم السريع وليس تدريبا عسكريا مشتركا بين الجيشين السوداني والمصري.

بالنسبة للجيش، شعر قادته بأن الفرصة قد واتتهم من أجل تدمير الدعم السريع، والأنفراد بالسلطة، ظنا منهم انهم سيحسمون الامر بسرعة، وزادهم يقينا بالحسم المبكر استفادتهم القصوى من سلاح الطيران مما جعلهم يستعيدون مواقع عديدة في وقت وجيز، بيد ان سير المعركة منذ الاسبوع الاول حتى منتصف الشهر الثاني يثبت ان ما ظل يصرح به قادة الجيش من حسم للدعم السريع خلال ساعات او اسبوع واسبوعين، هو تقدير خاطيء، وأن الجيش بلع طعم عساكر واعلام النظام البائد كما بلع الدعم السريع طعم مستشاروه من النظام البائد.

مع استمرار الحرب بدون انتصار طرف على الاخر، بدا الجيش والدعم السريع يعلمان أنهما وقعا ضحية لتخطيط عناصر النظام البائد، والتي تستغل الان هذه الحرب في تحقيق ثلاث اهداف استراتيجية بالنسبة لتنظيمها:

اولً7ا: اخراج قادة النظام البائد من السجون وقيادتهم خط التفاوض مع التنظيم الإسلامي العالمي واستقطاب الدعم والمساندة، وتنظيم كتائبهم الجهادية ومليشياتهم استعدادا للانقضاض على الحكم في اللحظة المناسبة.

ثانيًا: اضعاف الجيش والدعم السريع ومعاقبتهما بضرب بعضهما في بعض نتيجة انحيازهم للثورة، مع تصفية شباب الجيش الذين دعموا الثورة وقد يدعمون الحكم المدني في المستقبل.

ثالثًا: القضاء على قوى الحرية والتغيير الجناح السياسي للثورة والذي عذبهم وقض مضاجعهم واتهامه بالعمالة والخيانة، مع توجيه ضربات مماثلة للجان المقاومة باتهام كوادرها بأنهم مخبرين للدعم السريع يفشون اسرار الأحياء والمواطنين.

خطة الكيزان كانت تتمحور حول ان هذه الحرب ستكون قصيرة ونشيطة، تنتهي باغتيال البرهان وحميدتي وشقيقه، على ايدي تنظيمهم السري، مع توجيه الاتهام المزدوج لكل طرف في اغتيال قادة الطرف الاخر، ثم يعقب ذلك اعدامات ميدانية لقادة الحرية والتغيير ولجان المقاومة بتهم الخيانة والعمالة، ثم تنصيب احد كوادرهم في الجيش على رأس الحكم وتفويضه بالكامل، بيد ان هذه الخطة فشلت فشلا ذريعا وبدأت خيوطها تتكشف لكل ذي بصر وبصيرة.

[email protected]

‫6 تعليقات

    1. ظلمت الرجل يا ود الجاك … الاستاذ يوسف السندي من خلال متابعة مقالاته في الراكوبة وغيرها يبدو انه ينتمي الي حزب الامة،

      نقده وغداءه للكيزان موثق … هذه مجرد امثلة -عينة web scrape- من قوقل لمقالات السندي فى الراكوبة عبر عدد من السنوات:

      – حزب الأمة يرفض إلغاء قانون مقاطعة إسرائيل
      – من يقود حزب الأمة بعد رحيل الامام
      – الإسلاميين وخديعة الأحياء والتجديد
      – الجناة إلى المحكمة الجنائية
      – احمد هارون ولاهاي
      – القصاص من الانقلابيين
      – البل للفلول ولا شيء سواه
      – سيصرخون
      – صراخ الكيزان والمحكمة الجنائية
      – ضد الكوز ترك
      – الفرق بين متاريس الثوار ومتاريس ترك
      – النعرات القبلية تهدد الفترة الانتقالية
      هل هذه مقالات عضو -سابق او لاحق- في المؤتمر الوطني .!! يا ود الجاك تبينو قبل اطلاق الاتهامات ؟؟!!

  1. في السودان في مقولة كلام جميل لكن ما معقول .
    حميدتي عبارة عن صنيعة كيزانية الهدف منه السيطرة علي حكم السودان و تدمير الجيش السوداني تماما كما تم تدمير كل السودان و فصل الجنوب و ضياع حلايب و الفشقة و تسليم دارفور ألي الأمم المتحدة الهدف النهائي حكم الكيزان للسودان الي يوم الدين و عندما قامت الثورة و عرف حميدتي ضعف الجيش السوداني و الجانب المدني الحرية و التغيير بلد مهزلة حكمها البشير الفاسد الذي لا يملك امكانات ليحكم نفسه حكم السودان ثلاثون عاما لماذا ليحكم حميدتي هو يملك جيش ١٠٠٠٠٠ و الذهب و الامارات و السعوديه و روسيا و البشير عمل إنقلاب ١٠٠ عسكري و حميدتي ١٠٠٠٠٠ الف لكن إنقلاب حميدتي فشل ولكن اختفاء حميدتي و جيشه من المشهد السوداني سوف ياخذ وقت طويل.

  2. ههههههه
    هل دي معلومات ولا كلام من نسج الخيال
    لان كل من يعتقد ان هذه الحرب قامت صدفة نتيجة محاصرة النظام الباىد معسكر سوبا جهلول

    اتوقع هذا التحليل من نسج خيال حبوبتك
    الحرب كانت مرتبة محليا واقليميا ودوليا وما كانوا منتظرين الطلقة الاولى
    ايضا الدلائل تشير إلى أن حميدتي هو من بدا وكان يريدها حرب خاطفة باغنيال البرهان واستلام السلطة ولسوء حظه البرهان نجا باعجوبة

  3. اتفق مع إيهاب لكن أضيف نقطة مهمه حميدتي هو الوحيد الذي كان يمكن أن يفكر في حرب سريعة وخاطفة لان المسرح كان معد وجاهز مع وجود الإطاري اما البرهان والكيزان فالحرب الخاطفة لا تفيدهما لأنهم سيجدوا نفس المسرح السابق والشارع الثوري في انتظارهم ويصعب تجاوزه لذلك الأرجح ان الدعم السريع هو الذي بادر بالحرب.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..