نحن أمام تدمير ممنهج بقصد الإنتقام وآخر عشوائي بغرض النهب والسلب !

لايخفى علي فطنة المشاهد الراصد المراقب لهذا الدمار المهول، يلاحظ دون كبير عناء نوعين من الدمار : دمار مخطط وممنهج يستهدف الدولة السودانية في بنيتها التحتية ،ومؤسساتها الإقتصادية والمالية من بنوك ومصانع ومستشفيات ومعامل وجامعات ، كانما هو تكملة لذات الدمار السابق الذي لحق بمشروع الجزيرة والسكك الحديدية والنقل النهري والبحري والجوي والشركات والمؤسسات التي بيعت ” بثمن التراب ” لنافذين بذريعة الخصخصة ! للاسف هذا الحيز المحدود لا يسع لحصر او عد حجم ومساحة الدمار الذي تعرفون تفاصيله.
إنظر وتامل طبيعة وحجم المنشآت والمؤسسات التي إستهدفها هذا الدمار الممنهج ،نلاحظ دون كبير عناء ان الكثير من المؤسسات والبنوك والجامعات والمستشفيات ،كانها مؤمنة ومحصنة ومحروسة!، فمر عليها هذا الدمار مرور الكرام !
أما النوع الثاني من الدمار ،فكان قاصرا علي عمليات الحرق والنهب والسرقة، وهذا ما يقوم به في الغالب غرباء من المرتزقة ولحق بهم افراد 9طويلة ،ثم اللصوص الذين “بهلتهم” السجون التي فتحوها علي مصارعها ضمن مخطط الفوضي العارمة المصاحبة للإنقلاب ، لانهم حرصوا علي اخذ ما نهبوه في سيارات نقل كبيرة ، بغرض التكسب من هذه المسروقات لاحقا في اسواق خارج السودان ! ولكن يجب ان نعترف ان عمليات النهب التي قام بها هؤلاء الغرباء قد إستفاد منها بعض ضعاف النفوس من المواطنين فيهم جوعي ومعدمون ،فاغراهم هذا المتاع السائب، فإنهالوا ياتون منه وطرهم تحت وطاة الجوع الكافر !
مهما كانت الاسباب او المبررات فلا اجد عذرا لهؤلاء الرجرجة والدهماء ان يتركبوا ما إرتكبوه من أعمال شديدة القبح شديدة القذارة ، لانها لا تشبه شعبا صنع ثورة ديسمبر العظيمة فبهر العالم ونال إحترامه ، حتى منحه شهادة بانه الشعب صاحب الماركة المسجلة حصريا في صناعة الثورات السلمية!
ما كتبت هذا، إلا لتنبيه الناس الي اهمية إعمال آلية التوثيق بالصورة والصوت خاصة من اصحاب المهارات الحرفية والدربة والتخصص ، حتى تتمكن العدالة لاحقا من التمييز بين الدمار الممنهج و وهوية الذين قاموا به، والدمار العشوائي ومن قاموابه . لانه بدون معالجة آثار هذا الحرب بتقديم المتورطين فيها للعدالة لن تقم للسودان قائمة ، لاسيما وان بلدانا كثيرة من حولنا دخلت في مثل هذا النوع من الحروب: مثل سوريا والعراق واليمن وليبيا ،ولكن لم تشهد دمارا ممنهجا وإنتقاميا مثل ما هو دمار الحرب السودانية !
للتوكيد علي ان الدمار العشوائي الذي يقوم به هؤلاء الغرباء كان معنيا بالسلب والنهب والسرقة فحسب ، فما هي مصلحة هؤلاء الغرباء في تدمير مركز بروف محمد عمر بشير بإعتباره منصة للتنوير وإعلاء شان العقل مثلا او حرق بعض الجامعات !
جعفر عبد المطلب