مقالات سياسية

الدعم السريع / الحقيقة والتاريخ

حتى لا … ننسى
د. منى الفاضل
لعل أى أمر إن أردنا تحديد المشكلة الحقيقية فيه ، علينا اولا معرفة حقيقته وبداياته والأهداف منه وكيفية الوصول لها ، ثم بعد ذلك نصدر الحكم عليه وبكل شفافية وإنصاف نصل الى الحل الصادق الذى يتماشى مع كل هذه المعطيات وبكل جرأة .
فى عام 2001م  – 2002م  قامت حكومة الإنقاذ بعمل مراكز لتجنيد حرس الحدود بمفهوم إستخباراتى ، فى الحدود بين السودان وتشاد ، لتترصد تسلل الأفراد الذين  يعملون مع الحركات المسلحة من تشاد فى وقت حكومة إدريس دبًي التى كانت تدعم العمل المسلح فى ذلك الحين،،
وقد كانت هذه المراكز فى نيالا وكبكابية ، الجنينة والفاشر ، صادفت هذه المراكز وتيرة الحركات المسلحة فى ذلك الوقت ، أشرف على هذا التجنيد الفريق أحمد عوض بن عوف (الذى تم تعيينه بعد اسقاط البشير لمدة 24 ساعة تقريبا) وقد كان حينها مديرا للإستخبارات بقطاع ولايات دارفور الكبرى !!! .
فى هذه الأثناء ظهر محمد حمدان دقلو ، كان مُجندا مع حرس الحدود قطاع نيالا ، وأما موسى هلال فقد كان مشرفا على جماعة حرس الحدود الذين تم تجنيدهم فى كبكابية .
فى عام 2008م – 2009م تأخرت مرتبات الجنود ولم يتم صرفها وتململ الجنود من ذلك  فقاموا بتفويض محمد حمدان دقلو (حميدتى) ليُتابع لهم هذا الأمر وصرف استحقاقهم ، وفى حينها حدثت مُشادة كلامية بين (حميدتى وبن عوف) وحاول بن عوف إعتقال  حميدتى حتى إحتمى باهله وخرج الى الخلاء ومعه حوالى الف وخمسمائة (1500) جندى وكان حدثا كبيرا فى ذلك التوقيت  حتى جاءت  قناة  ال bbc  وادارت معه حوار حول   هذا الخروج والحدث  وقد اسماها (حركة الجندى المظلوم).
كان الوالى فى تلك الفترة هو على محمود فى نيالا وهو وزير المالية السابق ، فقد بذل مجهودا للتواصل مع حميدتى وان يرجعهُ من هذا التمرد الى نيالا مرة أخرى وقد عاد بعد ثلاثة اشهر تقريبا الى نيالا ، وتزامنت تلك الاحداث  مع دخول  دكتور خليل إبراهيم ريئس حركة العدل والمساواة  الى مدينة امدرمان فإستعانت الحكومة وطلبت مساعدة حميدتى فى أن يدحروا هذ الدخول وتم نقل هؤلاء الجنود بطائرة الى امدرمان لفك حصار امدرمان ورد إعتبار الجيش والمساعدة فى خروج العدل والمساواة من العاصمة القومية وبهذا قد كسب ثقة الرئيس المخلوع البشير ونال عداوة (حميدتى) صلاح قوش مدير جهاز الأمن ، وعبدالرحيم احمد حسين وزير الدفاع ، وعداوة بن عوف كذلك .
بعد هذه العداءات إحتمى حميدتى بعمر حسن احمد البشير والذى بالمقابل إحتمى به هو ايضا  !! ولعب فى ذلك دورا كبيرا لتوطيد العلاقة فيما بينهما ، المدعُو طه عثمان الحسين مدير مكاتب البشير ،   بُناءا عليه صدر قانونا من البرلمان بتأسيس قوات الدعم السريع ، وخضعت لتدريب بمركز جبل اولياء من قائدها حميدتى الى آخر مجند وتم منحهم رُتب عسكرية وكانوا بديلا لحرس الحدود فى عام 2013م.
بعد تاريخ ميلادها الملئ بعدد من الاحداث المتوالية يظهر لنا جليا تراتبية الأشياء وكونت تاريخا ظاهرا لهذا الكيان وترتيبه وقوته دون وضع فى الإعتبار ما علاقتها بالجيش ؟ لماذا ؟ وماذا سيكون بعد هذه التكوين ؟ ولماذا يحتاج المواطن والوطن الى جيش ومليشية إضافية لتحكمه وتحكم مواطنين عز’ل لا يملكون فى أيديهم غير كلمة وسلمية كاملة يطالبون فقط   بحريتهم وعيش كريم من الدكتاتورية والتسلط  فى كل شئ  بإسم الدين .
رد الله الوطن وأمن المواطنين ونسأله انقشاع هذه الغمة ليعود السودان كما كان وافضل ويعود ابنائه فى جميع اجزائه من هذا النزوح واللجؤ الى حضنه آمنين مستقرين .
دام العز وذهب البأس ..

‫3 تعليقات

  1. والله يا ست مني اي واحد تناقشوا في هذا الأمر يعمل فيها عنده زهايمر كيزان وغير كيزان وكأنو الجنجويد خلق بعد الثورة . او خرج من عباءة خالد عمر او ادراج مكتب حمدوك . وشايف في ناس كتار يحلفوا بأن حميدي جاء مع فولكر صحبة راكب . جنس قرف

  2. سرد تاريخي جميل و ممكن نلقاه بشكل اوسع في قوقل الان في ظل الحرب دي الراي شنو و المالات شنو نعم الدعوات دوما عايزين رايك مع الجيش و لا الجنجويد و حكاية لا للحرب دي كانت زمان الحرب حصلت و عايشنها الان

  3. دكتور منى
    تحياتي
    ثم أما قبل
    فأظن أن حياة حميدتي تصلحُ أن تكون مادةً جيدةً لملهاةٍ عظيمة ….و يصلحُ الرجل ان يكون بطلاً لواحدةٍ من مسرحيات صمويل بيكيت العبثية ….
    رجلٌ جاء من اللا شئ …من اللا مكان …لم يسند ظهره تاريخُ أسرة و لا شهادةُ جامعية و لا مؤهلاتٌ عسكرية …
    ثم دفعته أمواجُ القدر و سوءات الحكم الإخواني ليصبح الرجل الثاني في السودان و الأغنى فيه ….
    بيد أن الرجل رفض تلك المكاسب ..و قرر أن يسعى لحتفه بنفسه ….
    غالبا ستنتهي حياة الرجل برصاصة ما …..
    و سيعود التاريخ القهقرى ليكتب لنا عن رجل خرج من الظل …و عاد إليه !!

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..