مقالات سياسية

هذا “الرجل”

صديق محيسي

ما جرّه هذا “الرجل” على السودان امر فعلا يدعو الى الحيرة والعجب ,او بمعنى اخر امر يقترب من حافة الجنون.

لقد قرأنا عن دخول المهدى الخرطوم وكيف استباح الدروايش العاصمة  قتلا وحرقا واغتصابا  للنساء حتى بلغ  ماقتلوه من الرجال الالاف وكان المهدى يعلن  للبسطاء من انصاره أن النبي الكريم كان يحدثه فى اليقظة والمنام واسرّ له  ذات مرة بانه المهدي المنتظر, وان من يشك في مهديته فقد كفر.

واستغل المهدي هذا الهذيان  (لا ليحبب الناس في التقوى والايمان بالله ,والتزام مكارم الأخلاق والقيم الإنسانية الفاضلة، وإنما استغلها ليبرر بها لنفسه ولمريديه كل جرائم القتل الوحشية التي ارتكبها في حق المسلمين ) فعندما  دخل انصاره المهوسون الخرطوم جرت عمليات اغتصاب واسعة “للسبايا” من النساء قبطيات, وارمنيات وتركيات وسوريات , وبيض متنوعات ونكّل بالعلماء وزعماء القبائل , وتشريد بعضهم إلى البلاد المجاورة فى تائهون فى قمم الجبال , كان الأوباش من الجهادية يقتحمون منازل الناس وينهبون كل مايقع تحت ايديهم من ذهب وفضة واونى وغيرها, وبعد أكثر من مائة عام تتكرر المأساة وهذه المرة بطلها عسكرى جاهل مخبول لم يخاطبه النبي الكريم مثل المهدي وانما يخاطبه والده فى المنام بأنه سيحكم السودان , وعزز له هذا الحلم لصوص محترفون اسقطت حكمهم ثورة شعبية عارمة اودت بهم ماوراء الشمس.

لقد عاصرنا من قبل ثلاثة انقلابات, انقلاب عبود وكان قد خاطبه فيه يومذاك عبدالله خليل , وأنقلاب نميرى الذى خاطبه فيه اليسار, ثم انقلاب الأخوان الذى خاطبه الترابى ,وفى كل هذه المخاطبات لم يكن بين كل هؤلاء من خاطبه والده, ومثلما صّدق المهدى فى احتياله على دراويش جهلة مهوسون, صدّقه عسكريون اكثر جهلا منه ولكن عن مصلحة خاصة بهم بان الرجل فعلا سيكون حاكما للسودان الجديد, وانهم من مائدتة سينالون نصيبهم من الثروة, وفى سيرة الرجل الذى قاد انقلابا عشوائيا حانثا  باليمين انه يعانى من عوار شديد فى عقله, فهو فى حياته لم يقرأ كتابا , او مجلة , فهو يرى نفسه دائما فى غيبوبة مسائية  تصور له العالم  حفرة من  نار يشوى فيها  كل من يقترب منه.

لم تكن لديه الرغبة اصلا فى المعرفة فعالمه كله لا يخرج عن جلده الذى يكسو هيكله العظمى فهونسخة مشوهة لرئيسين مخبولين دمويين هما بوكاسا ,وعيدامين , بوكاسا نّصب نفسه امبراطورا على بلده افريقيا الوسطى واسلم على يدي مجنون اخر هو القذافى, ثم ارتد الى مسيحيته بعد ان قبض الثمن ,وعيدى امين الذى كان يستمتع بالقاء معارضيه للتماسيح التى رعاها فى حوض سباحته, وها هو التاريخ  يعيد نفسه لتنطلق البروليتاريا الرثة لتأخذ نصيبها من “الثروة” ليس كاخذ اردول وجبريل وكومبارس اللصوص من الحركات العنصرية, ولكن اخذها كان من بيوت المواطنين الأبرياء الذين هجروها خوفا على حياتهم.

اين يقع هذا الرجل فى انواع الشخصيات المريضة نفسيًا.

مختل عقليًا أوليًا: وهم يعرفون بالسيكوباتيون الأوليون وهم الأشخاص الغير عاطفيون، قساة، متلاعبون، لا يجاذفون، ولا يشعرون بكل من الخوف والقلق، الجزء المخيف من هذه الشخصية عدم إحساسها بالذنب أو الندم، كما أن لديهم ارتباط قوي جدًا مع اضطراب الشخصية المعادية لكل المجتمع وكذلك اضطراب الشخصية النرجسية.

مختل عقليًا ثانويًا: السيكوباتيون الثانويون وهم المستقرين عاطفياً، وعلى الرغم من ارتباط صفاتهم مع السلوك الإجرامي، فلا يزال من الجائز أن تجدهم في أماكن العمل، وسماتهم متسرعون وعاطفيون ويشعرون بالقلق دوماً، عدائيون لدرجة كبيرة، ومدمرون لذواتهم، ولكنهم، يعتبرون عكس السيكوباتي الأولي، فهم أشخاص غير منظمين ودوماً يقوموا باتخاذ القرارات المحفوفة بالمخاطر.

‫2 تعليقات

  1. صدقت والله يا صديق يا محيسى فى كل ما قلت عن هذا المهووس البرهان وعن الجهدية الجونا زمن المهدى وخليفته وايضا المهووس حميدتى وعصابته هم ايضا خلفاء ذينك الجهدية الذين ما زال تتذكر حبوباتنا واجدادنا فعائلهم ووحشيتهم وغاراتهم على القرى والبيوت ، هؤلاء الجنجويد هم احفادهم نفس الاجرام والوحشية ، اما المهووس الآخر البرهان فهو مجرم بالسليقة ، فقيل انه كان يلفب برب الفور من شدة غروره ونفسه المجرمة ، سوف يسجل التاريخ حكمه بمداد من دم فى صحائفه وصحيفة التاريخ ، اما الساكتون من ضباط الجيش الكبار فأنهم شياطين خرس .

  2. لكن يا محمد احمد الراجل ده لم يتذكر المهووس حميدتي والظاهر هو نفسه مهووس.. دي بلد شنو ألكلها مهووسين دي.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..