العشاء الاخير

عثمان بابكر محجوب
كي نزيل الالتباس حول من اطلق الرصاصة الاولى في هذه الحرب القذرة لا بد من العودة بالذاكرة الى العشاء الأخير التي تناول فيها المسيح آخر وجبة طعام مع تلاميذه، وكانت واحدة من أهم لحظات العشاء الأخير عندما أوصى المسيح تلاميذه أن يتذكروا ما سوف يصنعه من أجل البشرية بأكملها: أن يسفك دمه على الصليب ثمناً لخطايا البشرية، كان العشاء الأخير نقطة تحول في خطة الرب من أجل العالم.هذا ما بلغنا من المرويات النصرانية.
اما ما حصل في المرويات السودانية هو وبالعودة إلى ما قبل الأحداث الأخيرة نجد أن البرهان، قد تناول العشاء الاخير مع حميدتي ليلة نشوب الحرب بينهما، حيث استمر الاجتماع في تلك الليلة نحو 6 ساعات كاملة وكان هناك موعد اخر في اليوم التالي فيه دخان ابيض لكن كما كان العشاء الاخير للمسيح نقطة تحول في خطة الرب كان العشاء الاخير للبرهان –حميدتي ساعة الصفر بالنسبة لفلول الاخوان المسلمين حيث انطلقت صافرات الحرب وخرجت الذخائر من فوهات الرشاشات وحقق الكيزان ما سعوا إليه باشعال الحرب وصلب السودان من اجل تحقيق حلمهم بالعودة الى الحكم بسفك دماء السودانيين ثمنا لخطيتهم في اشعال ثورة ديسمبر، وسيسجل التاريخ ان دمار السودان وتحويل عاصمتة الى اطلال وتشريد شعبه هو الثمن الذي يطلبهم الكيزان لخروجهم النهائي من السلطة.
وما ينتظر اهلنا في السودان بعد خروج الاخونجية من جحورهم في رمضان واشعالهم فتيل الحرب ؟ ان انتصار الجيش بقيادة اللجنة الامنية من برهان وكباشي سيعيد البلاد الى عهد بيوت الاشباح.
وفي بيوت الاشباح التي اسسها نافع علي نافع، قائد جهاز مخابرات الإخوان في ذلك الحين ، بمباركة الترابي، وعلي عثمان (صاحب رسالة فقه ادخار القوة اليوم ). تم اعدام الطبيب علي الفضل عبر ادخال مسمار في رأسه، واختفى الشاعر والصحفي أبو ذر الغفاري بعد اختطافه وهو على كرسيه المتحرك ، فطرقت والدته منزل الرئيس المعزول عمر البشير في ضاحية كوبر لتسأل عن ابنها المفقود، لكن جاء الرد بعد ايام أنه غير موجود بمعتقلات السلطة اي بات في مدافنها .
وفي غياهب بيوت الاشباح كان منسوبي التنظيم الإخواني ينفذون أوامر التعذيب بوصفهم كلاب مسعورة وليس من صنف البشر .ويمتد التعذيب إلى ضرب أي معتقل بالتركيز على المناطق الحساسة كالمثانة والجهاز التناسلي، وكذلك الرأس والرقبة والوجه. اضافة الى تعرض المعتقل للاغتصاب عبر عنصر مخابرات يسمى “مغتصب.
وهنا لا بد من مناشدة كل من يدعونا الى الوقوف الى جانب الجيش ان يجبر البرهان على اعلان حزب المؤتمر وتيار الاخونجية حركة ارهابية وان يفك الارتباط المادي معهم بالتوقف عن تسليحهم والعمل على تنفيذ أجندتهم والكف عن تحدي المجتمع الدولي ووقف الحرب . وبما اننا لسنا سذج نعرف تماما ان البرهان اختطف ثورة ديسمبر وهو بالفعل من الاخونجية حتى انه فقد الشرعية في ان يكون قائدا للجيش لبلوغه سن التقاعد .وكم ظهر هذا الرجل سخيفا عندما ذكر تعيين فولكر لزوجته لدى احد برامج الأمم المتحدة تجاوزا. اضافة الى تهربه من المسؤولية في دعوة الاحتياط بالقاءالمسؤولية على عاتق وزير الدفاع علما انه هو من اصدر قرارا لا يجيز لوزير الدفاع هذا الحق حتى ان أسرة الوزير تنصلت من اعلان الوزير لهذا القرار واسنكرت اقحام ابنها في هذه المتاهة وبالتالي من أصدر القرار هو علي كرتي وتبناه البرهان .
لكن نرى في نهاية النفق نور خفيف اذ اكدت الخارجية الأميركية أنه من المبكر تصنيف أي من طرفي النزاع في السودان بالمتمردين. ويكفي هذا التصريح ليؤكد لنا ان البرهان لا يمتلك شرعية دولية كافية تخوله البقاء في الحكم حيث هو في نزاع مع الشرعية الدولية ممثلة بالامم المتحدة والاتحاد الافريقي وحتى اميركا وفقد الشرعية الداخلية بعد انقلابه على الحكومة المدنية . لذلك نرى ان وقف الحرب في السودان لا يمكن ان يكون الا بخروج مغتصب السلطة البرهان وذمرته من اللجنة الامنية للبشير من الحكم الى مقاعد محكمة الجنايات الدولية بعد ضم البشير وزمرته الى الحافلة التي ستنقل هؤلاء المجرمين.
شنو الرفاهية دي والناس تعصر عصرا.. خره في أمريكا والامم المتحده والمجتمع الدولي كلهم كلاب ينظرون لما يحدث للناس في الخرطوم ولا يهمهم الا استغلال الفرصة لتحقيق مصالحهم الضيقة.