مقالات سياسية

لا كيزان ولا جنجويد

عثمان بابكر محجوب

الاستخدام  السياسي للدين في العصر الحديث هو عبارة عن ظاهرة أسس لها  الصهاينة واعتمدوها  كوسيلة لتحقيق ماربهم السياسية ، هذه التجربة الهمت رواد الصحوة الاسلامية باستخدام الدين الاسلامي لتحقيق ماربهم الدنيوية ،وبالتالي يمكن الجزم بأن كل حركات الاسلام السياسي المعاصرة هي حركات متصهينة ولفهم سلوكها لا بد من الاطلاع على تراث الحركة الصهيونية خصوصا وان المرجعية المعتمدة لدى الاسلام السياسي والصهيونية واحدة فالفروقات بين التورات والقران الكريم  لا تمس الجوهر بل هناك فروقات في بعض التفصيلات  التي اخذها الاسلام عن المسيحية اما المشترك بين الديانات السماوية الثلاث هو عنصريتها وكم نستغرب ان هذه الديانات واسعة الانتشار في افريقيا .

هذه المقدمة كانت ضرورية  لتأكيد خبث فلول البشير بتسريب ما يسمى بوثيقة فقه ادخار القوة الى الاعلام. حيث ان القصد منها تضليلي.  هم يهدفون عبر كشفها انهم براء من اشعال فتيل هذه الحرب علما انهم هم اول من اشعلها دون علم البرهان حتى، وهم يشاركون فيها بكتائبهم المتعددة التسميات .هذا الخبث له ما يبرره  في القران الكريم عبر مبدأ التقية وفي السنة عبر حديث الرسول “واستعينوا على قضاء حاجاتكم بالكتمان ” فحاجة الاخوان المسلمين الاولى كانت هي اشعال هذه الحرب وحاجتهم الثانية هي استمرار هذه الحرب حتى تنفيذ فتوى البشير الشهيرة في قتل من ثلث الى نصف الشعب السوداني اذا كان ذلك يضمن لهم العودة الى الحكم كي تسرح وتمرح في عموم السودان كتائبهم الاجرامية  ويعاد ترميم بيوت الاشباح بعد ان جعلتها ثورة ديسمبر مجرد أطلال .لكن رد ثورة ديسمبرعلى  رسالة “علي عثمان” باعتبارها تمثل التوجه الجديد للاسلاميين في هذه الفترة كانت على لسان  الشاعر أحمد بن طيفور من العصر العباسي :

وَكُنتَ كَالكَلبِ أَضحى نابِحاً قَمَراً **** وَهَل يَضُرُّ نُباحُ الكَلبِ بِالقَمَرِلكن علي كرتي وحمدان احمد وهشام حسين اصروا على اقرار وثيقة علي عثمان علما  ان عمر زين العابدين وبكراوي ونصرالدين حذروهم بقولهم :

نحنُ قومٌ ما ذُكرنا لامرىءٍ ****** قطُّ إلاّ واشتهى أن لا يرانا

اما قحت منبر القاهرة التي تبحث عن حل سياسي قال الشاعر لزعيمها وكلهم زعماء:إذا لم تخشَ عاقبة  الليالي ****  ولَمْ تستحِ فافعَلْ ما تشاءُولو ان الديار تتكلم لقالت  للبرهان باعتباره رئيسا وهو ليس كذلك:تِلكَ الدِيارُ لَو أَنَّها تَتَكَلَّمُ ****كانَت إِلَيكَ مِنَ البِلى تَتَظَلَّمُليكون رد البرهان :أحسنُ مِنْ وَقفَة على طَلَلِ ****كأسُ عُقارٍ، تجري على ثَمِلِ

هي مأساة بدأت ويريدون منا ان نعتبرها بسبب تمرد الدعم السريع، لكن الحقيقة الساطعة هي انها نتجت عن انقلاب مضاد لفلول البشير بقصد العودة الى الحكم.والدعم السريع بالنسبة لنا هو فصيل من جيش الكيزان اللاوطني. ولو اننا نستطيع  استبدال الحرب بالمبارزة لكنا دعونا جيش البرهان وجيش حميدتي الى المبارزة في الصحراء. لكن الحرب هي حرب في المدن يدفع ثمنها اهل السودان المدنيين لذلك ندعو الى وقفها وليس حرصا على حياة الكيزان والجنجويد.

[email protected]

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..