مقالات سياسية

هل انحسر الدور الصوفي في حل أزمات السودان ؟

عبد القادر دقاش
لم تستطع أي حركة من الحركات في تاريخ السودان الوسيط من اختراق الحواجز القبلية والإقليمية وإيجاد تدامج وطني شامل على نحو عفوي كما فعلت الصوفية.

استطاعت الحركات الصوفية عبر مسلكها المنفتح والمتسامح أن تشكل إطارا  واسعا لاستقطاب الخليط القبلي والأقليمي المتنافر في السودان القاري الشاسع ولم تحد من نشاطهم الحدود القبلية بل تجاوزوها بدمجها في بعضها البعض واتسع نشاطهم لا لدمج قبيلة بقبيلة بل وإلى دمج إقليم بإقليم ، فقد روي أنه وجد على زواية (عمرة الصوفي) مئات من الناس وروى أحدهم أنه رأى عند مداخل الزاوية نعال الفونج ونعال العرب متراصة فلما دخل وجد الناس حلقات حلقات منهم من يتحدث بتجارة الصعيد أو بتجارة المغرب أو بتجارة الحجاز.

وروي أنه كانت  في حلقة الشيخ (الزين ولد صغيرون) ألف طالب وتلامذته صاروا شيوخ الإسلام وبالجملة فالبلاد كلها إلى دار صليح تجد فقهاءها من تلامذته وتلامذة تلامذته. ومن تلاميذ الشيخ صغيرون الشيخ أرباب الخشن الذي بلغ عدد طلبته ألف طالب جاءوا من دار الفونج ودار برقو ومن وسط السودان وغربه.

وعندما انتصر الفونج بقيادة عدلان ولد آية على العبدلاب بقيادة الشيخ عجيب في معركة ضارية في منطقة أبي عمارة بالقرب من كركوج والتي انتهت بمقتل الشيخ عجيب حيث استولى الفونج على حاضرة العبدلاب في قري ومدو نفوذهم حتى بربر..وتحولت عاصمة العبدلاب إلى دنقلة حيث عمد الشيخ محمد العقيل إلى إعداد جيش للثأر..لم يستطع أحد من الناس أن يوقف هذه الحرب وقتها إلا الشيخ إدريس ود الأرباب الذي جمع بين الفونج والعبدلاب ليوقعوا معاهدة (داعي الحماية) ليستعيد العبدلاب بموجبها مناطق نفوذهم التقليدية ثم يتوسعوا إلى شمال كردفان وكان التوسع نتيجة لاختلاف الركابية في توزيع الأراضي هناك.

ويذهب بعض المؤرخين السودانيين إلى أن أنتشار الإسلام في كل بقاع السودان يعود للمتصوفة الأوائل الذين جاءوا إلى السودان ما قبل الدولة السنارية..

واستطاعوا أن يألفوا بين كثير من القبائل المتحاربة والمتصارعة والمتناحرة مثل حرب العبدلاب والجعليين التي  ذهب ضحيتها أكثر من مائة رجل وحرب العبدلاب والجموعية التي قتل فيها ملك الجموعية. وحرب العبدلاب ومشيخة أربجي. وحرب العبدلاب والشايقية والقتال بين القبائل بعضها البعض وأشهره قتال فرعي الجعليين بقيادة شيخ المتمة المك مساعد ضد شيخ شندي المك نمر عام 1801، وقتال الشكرية والبطاحين في عام 1803، والجعليين والشايقية وقتال عرب المكابراب أولاد مكابر مع الجعليين.حققت الحركات الصوفية الوحدة والاستقرار والتسامح بين القبائل السودانية..

وظلت محافظة على انفتاحها المتسامح الذي يمنع كل أشكال التفرقة والتجزئة..فالشيخ البرعي استقبل في زريبته الأزهري ونميري والصادق المهدي والبشير كان يأتيه الرؤساء في داره ولا يذهب إليهم..

هكذا هم الصوفية هم رجال المجتمع والوطن بأكمله..

لا تحدهم حدوده الحزبية الضيقة ولا يمكن تصنيفهم في جهة أقليمية معينة، فالميرغني الكبير كان له حضورا في شرق السودان ورحما في الشمال وصحبة مع الشيخ إسماعيل الولي في كردفان.

السودان الآن في حال توهانه السياسي وتمزقه القبلي والجهوي يحتاج إلى الوسيط الصوفي العفوي والمتسامح … التسامح والعفوية التي تجعلك ترى الشيوعي والإسلامي مصطفين بعضهما إلى جوار بعض في  حلقات الذكر عند البرهانية أو السمانية أو الختمية وتجتمع أياديهم في أقداح حوليات طيبة الشيخ عبد المحمود والمكاشفية. فهل لتاريخ التصوف أن يحيي ذات الأثر الذي جبل عليه التصوف؟

[email protected]

‫8 تعليقات

  1. يعني انت عايز تقنع الشعب السوداني بدور الصوفية وجايب معاك نماذج قديمة قٌدم الصوفية . منتظر من شيخ اللمين ورقيص الرقبة ولا منتظر شيخ الجد وهمو كلو سلُم ولا ما سلُم , يا شيخ عبدالقادر الموضوع ما قبيلتين إتشكالوا في ناقة ولا قطعة أرض او مجموعة حرقوا ليهم قطية , الموضوع كبير جداً بدأت من حرق الخرطوم الفيها وثائق بتحكي عن تاريخ الطرق الصوفية في السودان , وحتشتعل من مدينة لمدينة لو ما المجوعتين حكموا العقل وقعدوا في الأرض .

  2. ومتى كان الصوفية دور ايجابى في حياة اهل السودان
    وهذه الحرب ماهى الا عقاب من الله تعالى على شركتا بغيره والسجود لمشايخ الطرق الصوفية وتقبيل قدميهم فقد اضلونا بكفرهم وضيعوا السودان كله

    1. ياباشمهندس مع اننى لا اتفق مع الكاتب فيماجاء به من تخاريف ووهم تدل على قصور فى رؤيه الواقع السياسي السودانى الامر الذى جعله يتقيأ ما أفرزته مخيلته المريضه التى غذتها ثقافه الانغلاق على الذات وفكر العصور الوسطى.
      مع ذلك اقول ردآ على تعليقك انت ايضا لا تتميز كثيرا عن صاحب المقال بل تتماهى معه فى وهمه فأذا كان الكاتب يعتقد بأن مشاكل السودان يمكن ان تحل بالعوده الى احضان الطرق الصوفيه والذى يعنى بمفهوم المخالفه ان ابتعادنا عن الصوفيه هو سبب اما نحن فيه وذلك هو عين التدليس فقد ذهبت انت الى اسواء من ذلك بأفترائك على الله الكذب وقلت بأن السبب هو شركنا بالله والسجود لغيره وبالتالى كانت هذه الحرب عقاب من الله . أنا ادعوك اليوم دعوه صادقه بأن تراجع نفسك حتى لا تقع فى ذنب الافتراء على الله بالكذب فهذه الحرب هى من منتجات التكتيك الشيطانى لغاذورات المؤتمر الكيزانى وليس بسبب شرك الشعب السودانى . بالله عليك هل تعتقد ان الله الرحمن الرحيم الودود يعاقب اطفال المايقوما لان الشعب السودانى اشرك به او انه يعاقب المسنين العجزه واصحاب الامراض المزمنة وغيرهم بسبب الصوفيه . نصيحه لوجه الله الذى لا اشرك به شيئا ان تكف عن الكتابه او على اقل تقدير ان تراجع وتفكر فيما ستكتب. واخيرا اقول لك ان المعرفه رهينه أدواتها .

      1. يا ود عطبرة , هل تعتقد انت ان الله تعالى يعاقب اطفال المايقوما لان الشعب السودانى اشرك به او انه يعاقب المسنين العجزه واصحاب الامراض المزمنة وغيرهم بسبب منتجات التكتيك الشيطانى لموبقات ت المؤتمر الكيزانى ؟؟
        عن زينب بنت جحش أم المؤمنين -رضي الله عنها- أن النبي ﷺ دخل عليها غضبان يقول: ويل للعرب من شر قد اقترب، فتح اليوم من ردم يأجوج ومأجوج مثل هذا وحلق بين أصبعيه السباحة، والوسطى، فقالت له زينب -رضي الله عنها-: يا رسول الله أنهلك وفينا الصالحون؟! قال: نعم إذا كثر الخبث! يعني إذا كثرت المعاصي؛ عم الهلاك، ولا حول ولا قوة إلا بالله.

    2. تحيه طيبه ياباشمهندس سلمان الحرب عقاب من الله ولا بما كسبت ايدي المتحاربين علي السلطه والجاه لما تغمض عيناك امام الحقيقه اهل السودان ان توفرت لهم جودة تعليم وقدوات اقسم لك لن تجد احدا يعير اهتماما بضريح لكن هناك مستفدين من الجهل والجهلاء رجاء يا باشمهندس لا تاخد الامور بسطحيه

  3. هل انحسر الدور الصوقي في حل أزمات السودان ؟ هذا عنوان لسردية خيالية ، محور اهتمامنا هو ابراز دور الصوفية في اشعال حرب السودان اليوم وليس العكس ؟
    عن اية صوفية تتحدث عن صوفية مريومة؟ام عن صوفية الخرفان الذي ارسلوه من مصر عنوة ليقول ان ابراهيم ليس منا ال البيت؟ . الصوفية ادخلت الاسلام الى السودان ودخلت اللعنة معه الاسلام صار اخوانا وكيزانا .
    اخ عبد القادر متوسط درجة الحرارة في بلدنا 30 مئوية واذا ذكرتها لك على مقياس فهرنهيت ستظن اننا في جهنم فلسنا بحاجة للصوف نحن نرغب ان نكون عراة لتحمل الحرارة المرتفعة . ولا يصلح أمرنا من أسس الطائفية ونشرها في السودان انت ذكرتنا بقصة اهل الكهف وكلبهم سابعهم؟؟ ، رابعهم،؟ خامسهم؟؟. من الممكن ان تجيبنا الصوفية عن حيرتنا حول رقم كلب اهل الكهف اما ذكرها في سياق ما يجري في بلادنا اليوم غير مفيد حسبما ما قرأناه في برج العقرب حتى فلك برج الجدي حذرنا من الحديث عن التصوف حتى اشعار اخرلان البرهان ختمي وفي يده ختم الاجرام والتحريض عليه . اذا اوقف الختمي البرهان الحرب تقف الحرب عكس ذلك تكون الصوفية هي البلاء .

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..