تجار الحرب

كمال كرار

الذين يصطفون في موقف (مع/ضد) ويشتغلون بمفهوم المديدة حرقتني، أولئك يستفيدون من استمرار الحرب ولا يهمهم تدمير الوطن وقتل شعبه .. ينطبق عليهم القول (تجار حرب) بامتياز .

وليت الحرب اشتعلت ضد عدو خارجي أو لتحرير بعض الأراضي المغتصبة من دول مجاورة، ولكنها حرب المطامع والمصالح والأجندة المشبوهة ..

وليس صحيحا أن هذا الطرف أو ذاك يهدف لحل المليشيات،أو للانتصار لثورة ديسمبر ومحاربة الفلول .. فكلها دعايات زائفة ومضللة .

والآلاف قضوا في هذه الحرب والخرطوم باتت مدينة أشباح ،والوطن كله ينزلق لهاوية بعيدة .

والدماء التي تراق سودانية .. والقتلى سودانيون ،والبيوت التي تهدمت ونهبت سودانية والعالقون واللاجئون سودانيون ..فأي خسارة أفدح من هذه، وأي ثمن يراد أن يدفعه الشعب لقاء أطماع الجنرالات العسكريين !!

لن تنتهي الحرب بانتصار طرف على آخر..ولن تتمدد في أقاليم السودان الأخرى أو تتحول لحرب أهلية .. فالشعب في أغلبه مسالم والثورة رفعت شعار السلام وتجار الحروب لن يستطيعوا فرض أجندتهم على الشعب .

والقصر الجمهوري الذي يتقاتل عليه العسكر .. سترتفع فيه أعلام المقاومة والدولة المدنية .. والشعب لن يسمح بقيام الديكتاتورية العسكرية مرة أخرى .

والدرس المأخوذ من هذه السنوات يفيد أن الثورة اندلعت بارادة سودانية .. ثورية .. وان انتصارها يحتم قيام حكومة انتقالية بذات الارادة .. دون السماح للسفارات والمخابرات بالتدخل .. وأن العسكر خارج معادلة الحكم والاقتصاد .. ولا مليشيات ولا اعتراف بأي اتفاقية تكرس وجودها واعني اتفاق سلام جوبا .

لا تنتظروا إنتهاء الحرب ، بالتفاوض الخارجي،بل قوموا إلى ثورتكم في المدن والقرى مواكب وتظاهر وتتريس ..لا بد أن يعلو صوت الشعب على صوت البندقية ..

ويا أيها العالقون في الحدود .. واللاجئون كرامتكم فوق الجميع ، والكل ينظر إليكم كالكلمة الشاذة .. أتعرفون لماذا يهان السودانيون في كل مكان الان ؟ لأن الحكومات العميلة في بلادنا ارتضت الهوان للوطن والشعب ..

ارفع رأسك انت سوداني ..

والثورة ثورة شعب والعسكر للثكنات والجنجويد ينحل .

وأي كوز مالو ؟