يوسف السندي
ينتشر في الاسافير فيديو لاحد قادة الحركة الشعبية شمال بقيادة الحلو، في لقاء او تنوير مع كوادر الحركة الشعبية، وهو يتحدث عن لقاء جمع قادة الجيش البرهان وكباشي وياسر العطا مع رئيس الحركة عبدالعزيز الحلو. لا يظهر على الفيديو تاريخ، ولكن واضح انه سجل في الفترة التي تقع بين انقلاب ٢٥/اكتوبر وبداية الحرب الحالية.
ذكر القيادي ان قادة الجيش طلبوا من الحلو ان ينضم اليهم لمحاربة المليشي ( المقصود حميدتي)، فرد عليهم الحلو مطالبا مقابل ذلك بالتوقيع له على علمانية الدولة السودانية.
كيف يذهب ارفع قيادات الجيش السوداني ليقولوا لعبدالعزيز الحلو وهو يحارب ضد الجيش ( تعال حارب معنا المليشيا)!!! هذا دليل مجاني للحلو على ان الجيش لوحده غير قادر على هذه المليشيا وأنه جيش ( قاعد ساكت).
وقد تأكد الحلو من صحة هذه الفرضية بعد ان رأي فشل الجيش لمدة شهرين في هزيمة المليشيا داخل الخرطوم، وحصار المليشيا للابيض واستلامها كتم وما تفعله في الجنينة والفاشر. وما اتضح له من ضعف وخور في الجيش هو ما أغرى عبدالعزيز الحلو بمهاجمته.
لقد فعل المخلوع البشير وكيزانه بالجيش الافاعيل، واضروا به ضررا بليغا، وبعد الاطاحة بهما حاولت حكومتا الثورة جاهدتين ان تنشرا السلام في السودان وتجنبا الجيش الدخول في اي حرب جديدة، لكن انقلاب ٢٥ اكتوبر قطع الطريق على كل هذه الجهود وعاد بالبلاد الى الحرب والفوضى.
نذكر ان حكومة الثورة بعد ادءاها القسم اعلنت عن وقف اطلاق نار شامل في كل مناطق السودان، ودعت جميع الحركات للسلام. وضمن مساعي السلام زار رئيس الوزراء حمدوك مدينة كاودا معقل الحلو في يناير/٢٠٢٠.
وقد استجابت حركة الحلو لدعوات حكومة الثورة وشاركت في منبر جوبا للسلام، بيد انها انسحبت من المفاوضات في أغسطس ٢٠٢٠، لكن حمدوك عاد ووقع اتفاقا مع الحلو في سبتمبر ٢٠٢٠ تضمن وقفا للعدائيات، وهو الوقف الذي ظل يتجدد باستمرار، ويبدو ان الحلو قد تخلى الان عنه وهو يهاجم معسكرات الجيش، تخلى عنه بعد أن رحل حمدوك مرغما بواسطة هذا الجيش وبعد أن انقلب هذا الجيش على حكومة قدم الشعب لها ارتالا من الشهداء في ثورة ديسمبر.
كل هذه الأحداث تثبت ان انقلاب ٢٥/اكتوبر بقيادة الجيش والفلول والكيزان قاد البلاد الى الخلف في كل شيء، وأولها في السلام، وادخل البلاد في الحروب والفوضى، وان إستعادة السلام وإيقاف نزيف الحرب مربوط بصورة اساسية باستعادة المسار المدني الديمقراطي وإخراج العساكر من السياسة نهائيا.
الله يعينك على نفسك.