مقالات وآراء

معلقة “هترشات” البرهان

عثمان بابكر محجوب 

 

نحن 570 قبيلة ، نحن 57 مجموعة عرقية ، نحن  114 لغة ، وماذا بعد ؟ .
بصراحة أسأل هل يعرف أحد منكم  نحن من ؟ الجواب  الطبيعي نحن اسلام ؟! لان أغلبية أهل السودان من المسلمين . هل شكل الاسلام لنا هوية وطنية ؟ بالتأكيد لا .
واتى الاسلام السياسي للحكم  واصيب السودان بالسرطان . الانسان يمرض بالسرطان والكل يعلم ذلك اما هل تصاب الدول بالسرطان ؟ ليس دائما . دول الاسلام وحدها تصاب بالسرطان خصوصا تلك الدول التي تنطق بالضاد .
والغريب ان تكون مجعد الشعر او أسود الوجه او ان ملامحك  افريقية وترضى الانتماء لديانات سماوية رغم عنصريتها الواضحة ومنها الاسلام . اظن ان عليك ان تفتش في رأسك اذا كان هناك عقل ما .
الإشكالية القاتلة التي نعيشها كأهل السودان اننا لا نبحث عن وطن بل نبحث عن هوية . نحن في حرب أهلية لم تنطفأ نيرانها منذ الاستقلال وحتى اليوم . ما يهمنا هو فرض هوية طرف على اخر اكثر من تسخير خيرات البلاد لصالح الجميع ، فصدقوا اننا نملك من الثروات ما يكفينا كي نعيش مع عيالنا بسعادة حتى دون هوية .
نحن ننتحر يومبا  لان عقلنا السوداني لا يرى البعد الثالث بل هو عقل مسطح كل شيء في عقلنا ثنائي القطب . اما ابيض واما اسود ، نحن لانرى الوان اخرى . نحن اما زنوج واما جلابة ، نحن اما هامش واما مركز ، واليوم نحن اما فلول واما جنجويد ، ولا يصلح العطار ما افسد الدهر. وعطارنا اليوم هو البرهان فلنرافق البرهان في معلقته : البرهان ليس له عقل ظاهر لكن عقله الباطن يقول :
عنـــدي نـــواقص جمــة وكــأنني  ***** لنــواقص الــدنيا أتيـت متممـا
وعندما يستيقظ البرهان صباحا يردد ما ورد في سورة المائدة : “إِنَّمَا الْخَمْرُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ “.  وفي المساء يقول البرهان :
أَحسَنُ مِن وَقفَةٍ عَلى طَلَلِ  ****** كَأسُ عُقارٍ تَجري عَلى ثَمَلِ
يُديرُها أَحوَرٌ بِهِ هَيَفٌ      ***** مُعتَدِلُ الخَلقِ راجِحُ الكَفَلِ
وراجح الكفل هو الكباشي (للتوضيح)
اما يوم الخميس مساء يقول البرهان :
لا تَبكِ بَعدَ تَفَرُّقِ الخُلَطاءِ      ****** وَاِكسِر بِمائِكَ سَورَةَ الصَهباءِ
وَمُدامَةٍ سَجَدَ المُلوكَ لِذِكرِها  ******* جَلَّت عَنِ التَصريحِ بِالأَسماءِ
وبالمناسبة يوم الجمعة هو” ويك اند البرهان” رغم قصفه بالطائرات للشعب السوداني طيلة ايام الاسبوع اما اذا حدث قصف للمدنيين  يوم الجمعة فبامر من علي كرتي قبل صلاة الجمعة.
ومن ذكريات البرهان انه لما انقلب على حكومة  النعنوع حمدوك  انشد :
أَقيموا بَني أُمّي صُدورَ مَطِيَّكُم ******  فَإِنّي إِلى قَومٍ سِواكُم لأمْيَلُ
وَلي دونَكُم أَهلَونَ سيدٌ عَمَلَّسٌ *****  وَأَرقَطُ زُهلولٌ وَعَرفاءُ جَيأَلُ
وعملس هو الذئب أي هائم العطا   وارقط هي المبرقشة من الدجاج وزهلول هي حية لها عرف وهذا هو الكباشي  اما عرفاء جيأل هو الضبع اي كل مختون من الاخوان .
وعندما عين البرهان  الكباشي نائبا له انشد الكباشي متوجها الى هائم العطا :
حرّك الطبلَ مرارا   ******        دُر يميناً دُر يسارا
نحن نحيا في زمانٍ   ******  صار فيه الصدق عارا
وعندما أيقن البرهان ان انقلابه على الوثيقىة الدستورية  ادى الى الاتفاق الاطاري لم يبق للافعى الا تبديل جلدها نهائيا فعاد البرهان الى حاضنته الذي ينتمي اليها قولا وفعلا اي مجرمي المؤتمر الوطني فانشد:
ليس لي من بعدهم جلد   ***** بان عنّى الصبر مذ بعدوا
ليت عيني إن رأت أحدا  *****  غيرهم أودى بها الرمد
وبعد فشل جيش الفلول في تحقيق اي نصر على مولوده الدعم السريع خاطب البرهان حميدتي بعقله الباطن لان للبرهان كما ذكرنا سابقا ليس له عقل ظاهر حيث قال :
عَدِمتُ لَذِيذَ العَيشِ بِعدَك وَالكَرى   ******  وَشَغّلتَ قَلبِي لَوعَةً وَتَذَكُّرا
وعن علي كرتي تابع البرهان :
وَلَولا الَّذي أَخشاهُ مِن جورِ حُكمِهِ  *****  لحدّثتُكَ الأَمرَ الخَفِيّ كَما جَرى
ولسان حال البرهان هو وصيته لهاشم العطا قوله :
إذا مُتُّ فادفِنِّي إِلى جَنبِ كَرمَة  *****  تُرَوّي عظامي بعد موتي عُروقُها
ولا تَدفِنَنّي بالفلاةِ فإنّني          ****** أخافُ إذا ما مُتُّ أن لا أذوقُها
مهازل القدر ان من وصل الى حكم السودان هم رعاع القوم  البشير على رأسهم واخرهم نأمل ان يكون البرهان لان شعب السودان شعي يريد الحياة ولم نسمع ان شعبا بسبب حكامه مات .

‫3 تعليقات

  1. مقال في الصميم ولن يعجب اصحاب الخرافات ومواهيم الروحانيات

    لو كان الدين بينظم الحياة كما يفتكر المواهييم كانت الصومال ودارفور وافغانستان افضل مليون مرة من اليابان والمانيا والسويد

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..