طلعت محمد الطيب
عاصر المفكر والفيلسوف الانجليزي توماس هوبز الحرب الاهليه في انجلترا منتصف القرن السابع عشر التي اندلعت بفعل انتشار الاصلاح الديني البروتستاني ثم التطرف الديني ومشاعر الكراهيه بين الكاثوليك والبروتستانت.
ومن مخلفات الدمار والبؤس والدم والدموع خرج هوبز باهم مؤلف وهو كتاب ليفايسون Leviathan
وليفايسن حيوان خرافي ذكر في العهد القديم وقد استدعاه هوبز كعنوان لمؤلفه العظيم لانه كان يري ضروره وجود دوله قويه تحتكر العنف والجبروت مثل ذلك الحيوان الخرافي حتي نستطيع ان نحافظ علي ارواح الناس وممتلكاتهم .
قال ان المجتمعات الانسانيه قبل ظهور الدوله في التاريخ قد تعرضت للقتل والترويع والمظالم . وذلك في مقابل فيلسوف التنوير جان جاك روسو صاحب العقد الاجتماعي الذي قرر ان الانسان كان سعيدا وحرا قبل ان تقيده الدوله والمجتمعات ..
تحدث هوبز حول ضروره الحفاظ علي الامن والنظام في ظل وجود دوله قويه بغض النظر عن عداله تلك الدوله ، بينما اهتم روسو بالعداله والحريات الخ من قضايا مهمه شغلت الانسانيه منذ عصر النهضه وحتي الان .
في الاجابه علي التساؤل الذي شغل الناس طويلا :
ايهما كان محقا هوبز ام روسو؟
هل كان الانسان سعيدا ام شقيا قبل ظهور الدوله القويه؟
الاجابه جاءت بشكل قاطع من الحفريات والاثار التي اكدت صحه ما كتبه هوبز وخطأ روسو حينما وجدوا ان اكثر من نصف جثث من ماتوا قبل ظهور الدوله قد تعرضت للتعذيب والقتل والتنكيل وهي مازالت بعد في ريعان الصبا والشباب .
ورجح علماء الانثربولوجيا والاجتماع ان الجرائم كانت تحدث اما بسبب اطماع ماديه او بسبب الخوف الذي يدفع الانسان لعمل استباقي علي طريقه “اتغدي بيهو قبل ان اكون طعام عشائه”.
لا للحرب في السودان
نعم للتفاوض
نعم لدمج قوات الدعم السريع وكل الحركات المسلحه في جيش واحد وفق ترتيبات متفق عليها .
على الرقم من ان الحفريات قد تشير الى صحة كلام هوبز فإن الواقع الان يدعم نظرية العقد الاجتماعي لروسو. الصحيح والخطأ هي بنات عصرها وما كان صحيحا في الزمن الغابر اضحى خطا اليوم. فالانسان يتطور عقليا ويختلف عن الاشياء الاخرى ربما بما فيها الكائنات الحية خلافه.