مقالات سياسية

ليس لقاء الجنرالين بل رحيل الجنرالين .. ثم ماذا بعد وقف الحرب القذرة ؟؟ (٢ – ٣)

عمر الحويج 

 

كبسولة : (1)
مبارك أردول : يمسح دمع  الإعيسر الفي الهطول .. إتعسر.
خالد الإعيسر : يناجي  سبائك ذهب  أردول العليه .. إتحسر.
خالد الأعيسر : يتبعثر في إتهامات  عِزت الوسيط .. المُيَّسِر.
يوسف عِزت : راودته أبوظبي فأعلن نفسه عميلها .. المُكَّسِر.
كبسولة : (2)
فصيل المنشية دواعش : لأول مرة في تاريخ السودان الحديث إغتيال مسؤول كبير علناً في خلاف سياسي .. دموي.
فصيل القصر دواعش :  لأول مرة في تاريخ السودان الحديث يمارسون الذبح لشاب علناً في خلاف سياسي .. دموي.
***
في مقالي السابق الذي أنهيته بسؤال العنوان  .. وماذا بعد إجبارهم على وقف حربهم  القذرة .. ؟؟ .

وهنا أعيد بتصرف سرد مدخل الإجابة وبعده أواصل .
إستطراد : وكملمح للإجابة ، سنجدها في  فضائيات إدمان  الفتنة و”المديدة حرقتني” ، التي تجيد أدائها ، الفضائيات العربية بعروضها اليومية ، لذوي اللسان المكاذب والمكابر والمراوغ دون محتوى ، فليس لتلك الأبواق ، غير عرض تفاهتها وإنتهازيتها وإرتزاقها ، وهي المعلومة للجميع بسحناتها وياقاتها اللامعات ، وأولها ذلك الذي أصبح صاحب البيت وساكنه ، في شقته المفروشة ، لإعلان سقوطه من على حلقاتها اليومية المبسوطة له ، على شاشتها البلورية ، الذي يُنَّظِر ويُطبِل لرعاته منذ أن كان صحفياً ، ليله مازال طفلاً يحبو ، للإرتقاء المعوج ، والذي أصبحت ، أسمعه بآخره الجديد ، وهو يلَّوِن صوته الأجش ، بنغمة عاطفية مشحونة بالرقة ، يعتقد أنها مستجلبة ، لمزيد الإعجاب والتأييد لآرائه المخذولة والمنبوذة ، وكأنه يهمس شعراً  رومانسياً .
إستطراد : ويليه ومعه داعية الحرب والقتل والدمار ذلك (المُلَعلِع) اللندني ، الذي يدعو جهاراً نهاراً لقتل الإنسان ،  السوداني ، مواطنيه  ومواطناته ، ومطالباته الحماسية الخرقاء ، بمواصلة القتل والتخريب والدمار ، ودعاويه المستميتة لإستمرار الحرب ، ورغم أنف الحقيقة ، يردد لازمته القميئة “أنا إنتمائي وطني” ويكاد المريب يقول خذوني .
إستطراد : أما رفاق الشهداء والثورة  في قحت ، ولإحساسهم بقساوة تهمة التخطيط للحرب والإشتراك في تفاصيلها ، التي إتهموا بها (وقد يتم تبرئتهم من إشعال الحرب بشكل مباشر ، لكن قطعاً لن يتم تبرئتهم من تهمة وراثة أبائهم وأجدادهم ومحاكاتهم في إدمان الفشل)  وهي التهمة التي قصمت ظهر بعيرهم ، ولم يجدوا لها مخرجاً والتي جعلت حتى أردول صاحب ذهب المعز وسيفه ، نجده يتحدت مع أحد أقطاب قحت ، بغضب وسخرية المنتصر الشامت ، حين ضيق الخناق على ذلك القطب الكبير في حزبه المنتسب لقحت ، الصغير في سنه وتجربته وخبرته السياسية ، محاور أردول في ذات اللقاء ، حتى كاد للبكاء هو أقرب ، لا لرد الصاع صاعين ،  كما كان يفعل بعنترية يحسد عليها  ، قبل الحرب المتهم باشعالها ، حتى لو لم يكن هذا الإتهام صحيحاً بالكامل .
إستطراد : أما زميله الآخر في قحت ومن ذات حزبه ، فليس له في البكاء ، ما يهمه فقط إثبات قدراته الخطابية واللسانية لا غير (اللهم إلا المساومة التنازلية ، لا المساومة الإيجابية المثمرة المشروعة) ، ولا يهمه  حتى لو إحترق السودان كله بالحرب أو بدونها .
إستطراد : وهم هكذا ففي كل مقابلاتهم وكل الوجوه القديمة قبل الحرب والمرابطة في واجهة فضائيات الفتنة ، بحثاً عن الإثارة والأجندات الخفية ، وهي تحمل بين يديها صحن المديدة حرقتني “إلا من رحم ربي ،  فعصمهم من الفتنة التي هي أشد من القتل” ، والتي لا تقدم إلا من يكون ناجحاً وموفقاً ، في إشعال نار الفتنة والحريق لأهل وأرض السودان  لا يهم إن ماتوا أو تحولوا إلى لاجئيين ونازحين  على باب الله ، وباب الدول  الأخرى ، قبلتهم أو صدتهم ، خاصة تلك الفئة من وجوه الإستراتيجيين بالمسمى التوصيفي والوظيفي والتعريفي ، الجاهزة لتسميع وترديد ببغاوي ، ما نهلته من  معاهد الدراسات الإستراتيجية العسكرية (التي إتضح جلياً جاهليتها وعجزها ، فقد كانت دراساتها الإستراتيجية الممهورة بالدرجات الأكادمية العليا ، وفي النهاية الحصيلة  شهادة (أنا وإبن عمي العسكري النابه ، على الغريب الملكي التائه) .
إستطراد : كل هؤلاء طال عبثهم وعبئهم وشرورهم ، على شعب السودان ، وقد طال مكوثهم في مستودع خانة إدمان الفشل الدائم ، وجميعها لازالت مع وبعد الحرب حين وقفها الذي لابد قادم ، تبشرنا بعودة حليمة لي قديمها .
إستطراد : ونواصل بداية ، ليسأل كل منا نفسه ، وكلنا نعرف من أين أتى هؤلاء الناس ولا أعني هنا  إستفسار أديبنا الراحل الطيب صالح ، المبني على مجهول دعاة المشروع  الحضاري ، سئ المنشأ والتكوين والمعنى والتبيين ، وإنما الإستفسار هذه المرة للمبني على معلوم ، منشأ أصحاب الزعم المريع أو كما أسموه الدعم السريع ، والكل يعرف من صانعه ؟؟ من داعمه؟؟ من الذي مَكَّنه ؟؟ ومن جعله جيشاً كامل الدسم ، بالعدة والعتاد والعدد ، موازياً للجيش السوداني . والإجابة هذه المرة ، للجميع بينة حتى لراعي الغنم في أي من سهولنا الممتدة ، حقيقة لا مجازاً . لتقفز إلى ذهنه فورة الغضب الساطع ، إنهم الإسلامويين ، ولكن السؤال من هم هؤلاء ، الإسلامويين الجدد ، الذين إستطاعوا ، أن يطوعوا ويطّْووا في جناحهم ، بين ليلة وضحاها حميدتي ، ويشكلوه من قائد  مليشيا ، قانعة بخطها وعقيدتها التي رسمها آل دقلوا لهم وجندهم ، حيث بدأت ، عصابة قاطعة للطريق ثم  إلى مليشيا حارسة لحدود مدفوعة الثمن ، ثم إلى جيش عرمرم ، خاضعة لتوجيهات رئيس النظام الإسلاموي ، وظيفتها التفرغ ، لمهمة الإبادات  الجماعية ، مدفوعة الرتب العسكرية العليا بكرم خلوي ، وممارسة كل ما تبيحه هذه الإبادات ومايسبقها وما يعقبها من أفرع الجريمة المتنوعة ، من قتل ونهب وإغتصاب ، هكذا ظلت وهي راضية بل مكتفية بمواصلة وظيفتها التى إختارها لها القدر في ليلة خلوية ثم البشير ، ثم البرهان مع مجموعة لجنته الأمنية ، وظل حميدتي ومليشياه ، عصابة مافوية في الجريمة المنظمة بكل أشكالها وألوانها ، هولاكية المنحى ،  تترية التدمير والإرهاب والقتل العشوائي في فوضاها ، ثم في تدرجه ، تابعاً أميناً لصيقاً لرئيسه الجديد ، إلى أن عدل موقفه من منقاد إلى قائد حتى على رئيسه الذي علمه السحر ، بعد أن تساوت الكتوف ، وإن كان كتفه قد أصبح هو الأعلى ، ولا أظن أن هناك داع لمتابعة مسيرته ، التي بدأها ، بأكذوبة إنحيازه واللجنة الأمنية ، إلى ثورة دبسمبر المجيدة وصدقه الرجال الجوف ذوي الياقات البيضاء ، وسلموهم بإنتهازية سبهللية ، جمل الثورة بما حمل وأرتضوا أن يكونوا هم فقط ، حماراً يحمل أسفارا .

كل هذا معروف وموثق ، وسيأتي تفصيله حين يحين وقت الحساب ، فبعد كل هذه المسيرة سيئة السيرة ، نعود   لسؤال من أين أتت هذه المستشارية المريبة ؟؟ ، التي إستطاعت أن تحول حميدتي من داعية للقتل والتآمر والخيانة ، إلى داعية للديمقراطية والحكم المدني .. عجبي !! ، كتبت من قبل وقلت إنهم فصيل المنشية الإسلاموي المناهض لفصيل القصر ، هم الذين لعبوا هذا الدور الدراماتيكي في التحويل الذي  رحب به حميدتي ومليشياه ، ولا أريد أن أكرر نفسي ، ولكني أقول أن هذه الحرب هي بين فصيلي القصر والمنشية ، بين فصيل البشير وفصيل الترابي ، الأول بقيادة العسكر القابضين على قيادة مجلس السيادة وكبار الضباط المؤدلجين ، الذين استطاعوا أن يطوعوا الجيش ويقودوه إلى حربهم القذرة ، بحكم التراتبية العسكرية ، الموجودة في كل الجيوش التي كان جيشنا منذ أكثر من مائة عام من أحسنها إنضباطاً ومهنية وسمعة ،  فجعلوه جيشاً إسلاموياً رخوياً بامتياز ، أما فصيل المنشية ، الذي يحارب بجند الدعم السريع ، فقد انكشفت لعبته سريعاً ، لأنفسهم وللآخرين ، فقد إتضح لهم أنهم في وادي وجندهم في وادي آخر ، جندهم يواصلون عملهم الذي جبلوا عليه وعرفوه ومارسوه ، نهباً وحرقاً وقتلاً وأغتصاباً ، ومستشاريتهم ، يلاحقونهم بالنفي والنكران ،  الذي لايجدي ولا يقنع ، حتى نفاخ النار ، ووضح أن هذه المستشارية ، وكأنها تؤذن في مالطا ، لا في أذن جند الجنجويد التي لاتسمع ولا تعي ، وآخرها هذا الإغتيال لوالي غرب دارفور ، الجريمة الأولى في تاريخ العمل السياسي لمسؤول كبير في أروقة الدولة التي تمت في وضح النهار ، وعين الكاميرات تعاين وتنشر وتوزع ، ليست كمثل تلك التي كانت ترتكب على يد الإنقاذ في الخفاء ، لا من شاف لا من درى ، وأنبرت المستشارية للنفي والتبرير بلا فائدة تذكر ، حيث وضعها هذا الإغتيال الذي عراها ، في وجه المدفع الدولي ، وهي أصلاً في وجه المدفع الداخلي منذ نشأتها ، وعلى أساس هذه الوقائع القديمة الجديدة . قبل الحرب وبعدها ، تكون خطة مستشارية فصيل المنشية قد فشلت تماماً ، وقريباً يغادرهم حميدتي وجنجويده ، هارباً إلى دارفور ، تاركهم في العراء لمصيرهم المجهول ، أما أن يعود إذا ظل حياً ، إلى حلمه الآخر الهلامي العنصري ليقود دارفور إلى دولة العرب الكبرى بعد أن يحارب بها دول غرب إفريقيا تشاد وإفريقيا الوسطى والنيجر ، ذات الوجود العربي المتماهي معه ، ليؤسس بها ومعها ، مملكة آل دقلو الكبرى ، أو يعود إلى نقطة صفره التجارية الرعوية في خلاه ، وإن كنت أظن أن يظل مصيره المحتوم ، هارباً ملاحقاً  داخلياً ودولياً ، نتيجة ما هو معلق على رقبته منذ تكوينه ، من جرائم يشيب لها الولدان .
إستطراد : اما فصيل القصر فنَفسِه أطول ، وباعه في المناورة والمراوغة إبليسي شيطاني ، وعلى قوى الثورة الإنتباه لذلك ، وسوف يحاول هذا الفصيل ، إستخدام الجيش العائد (عائد عائد يانميري) بأقرب التشابيه في ماضي مشهدنا السياسي ، كجيش أعاد الوطنية لشعبه ، التي خانها الذين قالوا للحرب لا ، عاد منتصراً أو بغير إنتصار ليعودوا معه وبه للسلطة ، وهذه المرة ، بديلاً للشريعة قبل الخريف ، التي أستخدموها تخويفاً للراحل الصادق المهدي ، والصادق رحمه الله لم يعد موجوداً ليستجيب ، وليس بعيداً من إستجابة خلفه وتابعيهم ، فهم متعوودة !! .
إستطراد : وفي الجانب الأهم ، أنهم نسوا أو تناسوا أن الشعب نفسه غادر محطتهم ، المخادعة بشعار  الدين الذي حكموا به ثلاثينيتهم الأولى ويريدون تكرارها  بثلاثينية أخرى (يحلمون) فيها ،  بإسم الوطنية التي كانت ضائعة ، وأعادها الجيش إلى الشعب ، وبهذا التكتيك الخدعة الجديد يعودون بثلاثينية أخرى بها  (يحكمون) .. !!! . فانتبهوا قوى الثورة ” لجان المقاومة – تنظيمات الجذري – أحزاب المركزي”  .. وأتحدوا ، أو الطوفان .

إستطراد أخير :
الجيش جيش الشعب لا جيش البرهان ولا اللجنة الأمنية ولا كيزان القصر الإسلاموية .
الجيش المهني بعد تنظيفه  وإصلاحه والعودة للثكنات ، خارج المدن والأحياء السكنية.
والجنجويد “حامل لواء أحلام  فصيل المنشية الاسلاموي  للسلطة ” لا يندمج بل ينحل .
(والثورة مستمرة والردة مستحيلة) .

 

‫2 تعليقات

  1. في مقالي السابق الذي أنهيته بسؤال العنوان .. وماذا بعد إجبارهم على وقف حربهم القذرة .. ؟؟

    استاذ الحويج يبدو لي ان فصيل المنشية هم الفائزون بطريقة قائد الجيش الليبي خليفة حفتر وشرق ليبيا . سيخرج الدعم السريع بنفس السرعة التي دخلوا بها الي العاصمة , وسيهلل ويكبر الجنرالات كعهدهم حينما يحررون خمسون متر في شهرين قتال , ليفاجئهم الدعم السريع بتأسيس دولتهم غرب السودان وعاصمتها الجنينة أسوتاً بحفتر بنغازي , والدعم السريع يقرأون كتاب حفتر , إنهم في الصفحة الأخيرة وكأن جنرالات القصر الجمهوري لا يقرأون حتي وثائق إستراتيجيات الخطط العسكرية .

  2. سلمت أستاذ/ ود الشريف قراءتك سليمة لما هو راهن ولما هو بائس ولكن ليس ما هو يائس
    فالغد لايزال في فبضة شعبنا الثورية

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..