مقالات وآراء

الخزي (مالك) والخذلان (عقار) !

علي أحمد

من المعلوم بالضرورة لكل من كان قريباً إبان الفترة الانتقالية وفترة إنقلاب 25 أكتوبر المشؤوم وما بعده من انحطاط، حتى تاريخ 15 أبريل المغدور، أنه وطوال هذه الفترة كان (البرهان) يتصدق بالصرف على (مالك عقار)، ويدفع له كل مصروفاته، مأكله ومشربه وملبسه وسفره، وحتى ما يسرقه، أو قل ما يدخره إن شئت.

هذا من المعلوم، ولكن من غير المعلوم كم كان يدفع البرهان للرجل النهم والضعيف مادياً، كم كان يدفع له شهرياً؟؟ لابد ان المبلغ كان ضخماً ضخامة الرجل، الذي أصبح لاحقاً نائباً ومندوباً وممثلاً له، وقد تحدث في جولته الأفريقية، ولم نرَ سوى جنيهات ودولارات ويوروهات تخرج من فمه!

من سوء حظ بلادنا، وخصوصاً في أطرافها وهامشها، أن أرضها قد أنبتت هذا الكم الهائل من السقوط الأخلاقي كما القّيمي، وهي أرض تمتاز أصلاً بالخصوبة، لما فيها من قبلية وعصبية وجهل، وكل منبتات النبت السيِّئ والضار. بل أسرفت أرض الهامش في خراجها حد اللؤم، فأنبتت (مالك عقار)، وهو ومنذ قدومه إلى الخرطوم بعد (سلام جوبا)، ظل يعيش على ظلال منصبه السيادي، وهو منصب تشريفي مخصص لأمثاله، مكث فيه طوال هذه الفترة دون أن يسمع الناس عنه شيئاً، كان يعيش كـحيوان (الخرتيت)، لا يعرف الناس عنه سوى انه كائن ضخم الجثة غير مؤذي من على البعد، يمتاز بكسله وهطله، وربما لهذا السبب ظل الناس يجتنبوا الحديث عن (مالك) أو الاقتراب منه!

ظل الحال هكذا حتى عرف الناس باشتراكه في إنقلاب 25 أكتوبر، ومؤامرة 15 أبريل الكيزانية الغادرة، فأطل علينا أمس متحدثاً من القاهرة، قائلاً أمام حشد محشود: أن (السودان) – ويقصد بالسودان الجيش – لم يكن طرفاً في مبادرة الاتحاد الأفريقي. وحكم على المبادرة – مسبقا – بالفشل. وشبه أداءها بـ(الشخص الذي يعطيك دواء، دون أن يسألك عن مرضك). هذا قبل أن يزيد ويصف المبادرة بأن بها (مشاكل كثيرة). أما مبادرة (جدة)، فقال إنها (توقفت)، وإنه (لا يرى لها فرص نجاح) . وفي النهاية أطلق عقار (رصاصة الرحمة) على كافة المبادرات المطروحة لحل النزاع في السودان، باتهامها بأنها تريد احتلاله! وهكذا قضى الرجل الضخم غير الرحيم على كل المبادرات، رغم اعترافه في ذات الجلسة، بأن الوضع في السودان كارثيٌّ!!

وخلاصة القول أن (عقار) ينظر إلى المبادرات الإقليمية والدولية، التي طرحها العالم والناس انفعالاً بما يدور من معارك طاحنة في البلاد، أزهقت آلاف الأنفس وجرحت مثلهم، وقذفت بعشرات الآلاف في مهاوي النزوح بأنها تريد احتلال السودان.
لقد تداعى العالم لحقن دماء سودانية، سفكها البرهان حليف عقار، فلم يجد عقار ردة فعل أنسب من التقليل من شأن هذه المبادرات واتهامها بالطمع في أرض السودان ووصمها بالفشل، والتقليل من شأن الدول الأعضاء فيها. وبدلاً من أن يبحث (عقار) عن الحلول في جولته الأفريقية المخصصة لهذا الغرض، كان ولسبب مجهول أحرص الناس على سد منافذ التوصل لحلول لورطة البرهان الحالية. وصار يهيم في البلدان الأفريقية، يحمل أجندة الفلول البائرة – كالحمار يحمل أسفاراً- فأوردته وحلفاءه من الفلول موارد السخرية، في مواقع التواصل الاجتماعي. وتبين أن علاقة (مالك عقار) بالسياسة ضعيفة، وتأكد أن (البرهان) يسير من فشل إلى آخر، وأنه لم يحسن اختيار بديل لممثله الاخواني، (دفع الله الحاج)، المنبوذ من الجميع تقريباً كونه ينتمي لفلول النظام البائد فكراً وتنظيماً، ولكن تعيين (مالك) لم يزد (البرهان) إلا خبالاً!

وزاد عقار في حديثه ما جعلنا نشهق من الدهشة، قائلاً إن الديمقراطية كلمة حق، أُريد بها باطل، وإنها لا يمكن أن تأتي عن طريق البندقية. فلماذا يا ترى ظل (مالك عقار) يقاتل في أحراش الجنوب والنيل الأزرق لأكثر من ربع قرن إذن؟ أم ترى أنه كان قتالاً لمحض السلطة؟ وأي سلطة؟ هل حمل عقار بندقيته طوال هذه الفترة من أجل أن يصبح عامل (مراسلة) لمن رفع بندقيته في وجوههم – ويا للبؤس!!

وأنكر (مالك) في حديثه حقيقة أن الدعم السريع يقاتل الإسلاميين داخل الجيش، وقال إنها – أيضاً كلمة حق أُريد بها باطل – ولا أعرف سر تكرار عبارة الحق والباطل في حديثه؛ ربما من منجزات تقاربه مع إخوته الإسلاميين الجدد- قائلاً: (الإسلاميين في الجيش ليس مكتوباً في جباههم إنهم إسلاميون، ولم يهدف الدعم السريع إلا للإستيلاء على السلطة)، ولكن ولسوء حظه (عقار) جاء حديثه هذا بالتزامن مع منشور في الوسائط، ينعي فيه رئيس الحركة الإسلامية (علي كرتي) أحد أفراد مليشيات (الحركة الاسلامية)، الذي قُتل في سلاح المدرعات، وبعد ظهور فيديوهات لمليشيا (البراء بن مالك) -–الكتيبة الرئيسية للحركة الإسلامية- تصور تخطيطهم من وقت مبكر للحرب، عقب إفطار رمضاني. لكن وعلى الرغم من كل ذلك مضى (مالك) ليغالط أعين الناس، ويخالف القاصي والداني من شهود العيان، ليقول بأن الحرب بدأت فعلياً في الثالث عشر من أبريل، عندما احتل (الدعم السريع) مطار مروي! ومضيفًا إن الدعم السريع لم يسيطر على أي مواقع تابعة للجيش، إنما احتل مواقع كانت تحت حمايته، مثل القصر الجمهوري. وذلك قولٌ يتناقض مع ما ظل الناس يشاهدونه كل يوم من صور لأسرى الجيش ومعداتهم المحترقة في مواقعهم المعروفة للجميع. هذا فضلاً عن سقوط أماكن إستراتيجية ذات أهمية عسكرية للجيش في النصف الثاني من الشهر الثاني للحرب. وهي مواقع لم تكن تحت حماية الدعم السريع، بل تمت السيطرة عليها حديثاً وحاول الجيش دون جدوى الدفاع عنها.

وأختتم عقار حديثه بالقول إن الجيش سينتصر في هذه الحرب، وأن الدعم السريع يقاتل (تكتيكتياً) لكسب المعارك، بينما يقاتل الجيش (إستراتيجياً) لكسب الحرب. لكنه لم يخبرنا عن الإستراتيجية التي يتبعها الجيش، بحيث تجعله عاجز حتى عن حماية مقراته، وخائف لدرجة اللجوء لزرع الألغام وتعليق المسامير وحفر المتاريس في منطقة المهندسين (السكنية) وأحياء كرري! كل ذلك خوفاً من اقتحام (الدعم السريع) لمعقلين من ثلاثة معاقل تبقت للجيش في الخرطوم، هي سلاح المهندسين (المحاصر)، وسلاح المدرعات (المحاصر)، ومنطقة وادي سيدنا العسكرية، قبل أن تسقط القيادة العامة للجيش وتخرج الأرض أثقالها وثقلائها!

‫9 تعليقات

  1. الخذلان لك ياجنجويدي.
    مادام انتو مليشيا النهب و السرقة و الاغتصاب السريع استوليتوا علي كل معسكرات الجيش كما تفوهت كذبا و زورا ماعدا ثلاثة محاصرة فلماذا لاتعلنوا حكومتكم الجنجويدية من مرتزقة الاوباش . راجين شنو؟. و تجي انت من منفاك و تكون معهم.

    قال احدهم لفقيه.(انا افصل الملابس لظالم، اتراني اعينه علي ظلمه؟) فقال له الفقيه(لا. فمن يبيعك الخيط فهو من يعين الظالم علي ظلمه، اما انت فانت كالظالم تماما). و انت ايها القميئ فتعين مغتصب النساء و محتل بيوت الناس و مدمر المنازل و قاتل المدنيين بمقالاتك الغبية ، و سوف تري في الاخرة ان شاء الله ماذا سيفعل لك ربك علي اعانتك لهولاء القتلة و المغتصبين، اما مالك عقار فهو اشرف و اطهر منك ايها الماجور.

    سالتني (عرفتني ماجور كيف؟) فقلت لك (لانك شغال اوفر تايم رب رب رب كتابة ساكت للدفاع عن المغتصبين الليدفعوا لك والا سيقف الدفع)

    1. الخزلان لك أيها الكوز المدعو سر الختم، عن من تدافع أنت؟ عن الغثاء المسمى حركة إسلامية أم عن ما أفرزته من سقوط تتهمون به غيركم وهو ماركة مسجلة لكم “السرقة والنهب والاغتصاب والكذب وخيانة العهود والمواثيق وكل ما هو قبيح”، ومن عدالة السماء أن سلط الله عليكم الجنجويد الذين هم بضاعتكم التي إرتدت عليكم ولم تترك لكم غير البكاء والعويل.

  2. لا فض الجهاليل فاك يا أب أحمد، تتقاطر كلماتك ثقافة وشجاعة و هي أدبية رفيعة. قلمك،و إن لم يجز في حقك المقارنة، نسخة محسنة ومطرزة من تلك النسخة الإسحقية الموتورة التي ترمي بدائها وتنسل، من حيث احقاقك الحق ودمغك لما خلاف ذلك باطلا.

  3. الجنجويدي كاتب المقال
    والله حيرتوا السودانيين معاكم ياجنجويد بجهلكم وقلة عقلكم ما خليتوا ليكم صليح ولا احد يحاول الوقوف الى جانبكم ولو باستحياء.
    مالك عقار وبقية ناس الحركات في البداية كانوا محايدين ظاهريا على الاقل. لكن برعونتكم وجهلكم اقرب اصدقاءكم بدأوا ينسحبوا منكم.
    خلاص انت زاتك بعد شوية بتشكل حرج لناس الركوبة.
    وعلى فكرة مبروك ليوسف عزت الاستقبال الحافل في سويسرا.

  4. اب احمد وعزت الماهري ديل يذكروني بابو جهل وابي لهب طوالي..هم صم بكم عمي عما يفعله الدعم السريع من انتهاكات في بيوت المواطنين..معقول ديل يكون عندهم فرصة توبة تاني.

    1. ايوا الدعامة همجيين و قتلة ، ولكن الجاب ومكّن القتلة ديل منو ، ألا يستحق المحاكمة واللعنات ؟؟
      وأين الجيش هذا من قتل الناس والاغتصابات التي يقوم بها الداعمة ديل ؟؟ اليس هو المسؤل عن حمايتهم وحماية عرضهم وممتلكاتهم ؟؟
      تركنا (الجيش) نواجه مصيرنا واختفى قادته في نفق ابلقيادة العامة المحاصرة وهرب قادة الشرطة لمصر !!!
      ايها المطففون المأفونون .. انتو ميزانكم شنو وبياتو منطق وطايوق بتتكلموا عن دعم (الجيش) والوقوف معه !!!!
      الناس تموت وتغتصب وتنزح بفعل حرب الحركة الماسونية والدعامة ، ويطلع ليك واحد (مخبول) يقوليك لازم نقيف مع (جيشنا) ، انتو مالكم يا سودانيين .. كفاية هبل ؟؟
      نميري في٧١ و ٧٦ غشانا وطلعنا وراهو (جيشا واحد خلف القائد) و في التسعينات خمونا الكيزان في حرب الجنوب وقالوا لينا نحارب الكفار وقرنق قاعد في كوستي وقال عايز يشرب الجبنة من يد جعليات شندي خرج السذج (سير سير يا البشير) بعدها فصلت الحركة الماسونية الجنوب .. والآن (جيشا واحد شعب واحد) ذات الحركة الماسونية وذات الجنرالات الكذبة !!

  5. وما يفعلها الكيزان الحرامية الاراذل الأوغاد زمان من اغتصاب المعتقلين في بيوت الأشباح هل كان من أجل الإسلام ايها المتاسلمين الفسقة عليكم لعنة الله والملائكة والناس أجمعين. دائما تجدون الأعذار لأنفسكم أنتم اوسخ خلق الله، الجنجويد من أتى بهم يا كيزان يا زبالة بالله أنتم عندكم عين رفعوها في وجه الشعب السوداني يا حرامية يا عفن يا سفلة.

  6. مالك عقار وما مالك عقار .نزعت ورقة التوت التى كان يتخفى بها هذا العقار. وعريته بقلمك ووصفته أبلغ التوصيف .عمر البشير فى عهده حكم عليه بالإعدام والان بقى مساعد حلة.والحلو قال ليه طريقك ما طريقنا.زاد لينا واحد من الاشرار المالين الساحة الان. مقالاتك دايما فى الصميم شكرا اب احمد

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..