مقالات سياسية

العبرة والاعتبار من هذه الحرب اللعينة وأثمانها الفادحة..!

مرتضى الغالي

هذه الحرب اللعينة الفاجرة ذات الأثمان الباهظة على الوطن والمواطنين كشفت ما كان من البدهي أن ينتهي إليه الأمر مع وجود هذه النماذج البشرية في مفاصل الدولة وفي القوات النظامية والخدمة المدنية وفي قيادة الخارجية والإعلام والصحافة والقضاء والنيابة..! 

 ومثال هذا أن يصل إلى قيادة القوات المسلحة نماذج مثل هؤلاء الجنرالات الانقلابيين بقيادة البرهان وكباشي وإبراهيم جابر وجماعتهم وهم على هذا المستوى من ضمور المهنية وخلل العارضة الأخلاقية والإنسانية وانسداد شرايين الوطنية والافتقار المريع في  القدرات الذهنية التي يتطلبها إصدار قرارات بشأن أمة ودولة وشعب ومصير من هذه المواقع الخطيرة..وينطبق ذلك على وزراء الانقلاب ومن جاءت بهم الإنقاذ طوال ثلاثين عاماً والذين استعان بهم (انقلاب البرهان والدعم السريع) في مواقع القضاء والنيابة والأجهزة العدلية والشرطية والاستخبارية والخارجية..وفي البنك المركزي وفي مؤسسات والتعدين والمصارف وحراسة الموارد التي تتطلب الأيدي النظيفة..والذين استولدتهم الإنقاذ باسم الإدارة الأهلية..والنماذج عديدة ولكن يمكن أن يتمثل نموذجها في “نظارة محمد الأمين ترك” وفي أردول و مسار وعسكوري..إلخ ثم النماذج الغريبة في حركات المسلحة وأوهام القيادة المتمثلة في  مناوي وجبريل ومالك عقار..ثم “عالم الخبراء الاستراتيجيين” الذين أوصلت الإنقاذ نماذجهم هذه إلى المناصب العليا باسم “الأركانحربية” الى أن تقاعدوا بأوهام أنواط الخدمة الممتازة..وهم متقاعدون منذ أن كانوا في درجاتهم الأولى..متقاعدون عن كل معرفة ونزاهة وهم يترعرعون تحت ظلام الإنقاذ وجهالتها وقد أغلقت في وجوههم أبواب المعرفة والمهنية والنزاهة بالضبة والمفتاح…!

ماذا كان ينتظرنا غير الوصول إلى هذا المصير الأسود باشتعال حرب المدن على رءوس الناس إذا كان رؤساء تحرير الصحف ومخاتير الأجهزة الإعلامية من هذه الشاكلة التي رآها الناس إلى حد العري الكامل أمام دواعي الوطنية ومسؤولة الضمير وشرف المهنة..!

أي وهم كنا نعيشه أمام هذه النماذج المهترئة من البشر في كافة المجالات من صنائع الإنقاذ وهي تتفتح أبواب الشر والجهالة طوال ثلاثين عاماً وتطلق هذا الحشد من الأبالسة..وهي على سبيل التمثيل تأتي برجل يجلس على قمة الشؤون الدينية والأوقاف وهو يأكل أموال اليتامى ومخصصات الحجيج وعائد الأوقاف ومن خلفه وعاظ على شاكلة عبد الحي يوسف بقامته الأخلاقية القصيرة وهو يقبض من رئيس الدولة المال الحرام ليشيد بها امبراطوريته الخاصة التي تملك حق التصديق بالبث للقنوات الأخرى..وهو ينكر على الملا استلام المال المسروق وما اعترف به رئيسه..رئيس الجمهورية القائد الأعلى للقوات المساحة من تخصيص 5 مليون دولار له من جملة المال المنهوب من الدولة..وما عبد الحي إلا نموذج لمئات من أمثاله يزحمون منابر الوعظ وبينهم من يرتكبون الفاحشة تحت منابر المساجد..!

هذا هو وهم دولة الإنقاذ ودولة الانقلاب الذي كنا نعيشه ونظن إننا نتحاور ونأخذ ونعطي مع بشر أسوياء.. وهذا هو ما انتهى بنا إلى هذه الحرب اللعينة..!

لا يزال إعلاميو المؤتمر الوطني يتحدثون عن شرف الإنقاذ وأن الشعب سيأتي بها محمولة على الأعناق..هل تصدق..!

كل هذه المذابح والدماء التي انتثرت على أرض السودان ومحرقة دارفور وفصل الجنوب وحتى هذه الحرب اللعينة التي استباحت الأرواح والخدور والحرز والبيوت واستهدفت كل مؤسسات وأبنية الوطن ونقض كل جدار واقف لا تجد ذرة ندم أو وخزة ضمير لدي كرتي وغندور ورفاقتهم..هيهات..! إنهم يتحدثون عن عودة الإنقاذ  والاخونجية واستمرار الانقلاب بل إنهم يحملون الشعب أوزار الدعم السريع الذي أتوا بهم وباركوه وسلحوه إلى آخر لحظة تحت إشراف البرهان الذي كان أبعد مدى في مدح الدعم السريع من مبالغات الحكّامات..!! والآن الشعب هو الخائن لأنه لا يناصر الانقلاب على مليشياته التي صنعها بنفسه و(دوعلها) بكل غال وثمين من أموال الصحة والتعليم..!

كيف لا ينتهي بنا الأمر إلى ما انتهي إليه من هذه الحرب اللعينة وقد كان هؤلاء في مواقع صناعة القرار وفي رأس الشرطة والقوات النظامية والدبلوماسية ومنابر الوعظ وفي مؤسسات الإعلام والتربية والتعليم وهلمجرا..!

ثمن باهظ دفعه الوطن من أرواح أهله ومن أعضائهم وأعصابهم وعيونهم ومن  انعدام الأمن ومن الرعب الجاثم في الهواء ومن دمار المؤسسات ومصادر الرزق وإهدار الموارد..وحرب مدن عبثية دموية من العيار الأثقل تتفوق بشاعتها على كل الحروب التي عرفتها البشرية ..ولولا “قصور إمكانيات القتال”  لرأينا ما هو أفظع من الذي جرى من تدمير المساكن وهدم البيوت على رءوس ساكنيها..!!

كل هذه الأثمان الباهظة علها تكون عبرة بأن نعرف مكامن هذا الشر الذي جاء مع الإنقاذ وعرابها وصاحبه المخلوع  وجماعتهم..وأن نفهم أنه ما كان سيولد غير هذه النماذج التي قادت السودان إلى هذا الخراب والموت والخروج من الديار.. وهم حتى الآن لا يخفون اعتقادهم بأنه لا بديل إذا لم  يحكموا السودان بالقهر والنهب غير قتل الناس داخل بيوتهم..هذه عقيدتهم جميعهم بمناديبهم في جيش الدولة وشرطتها وداخل القضاء وعبر إعلامييهم وصحفييهم “آكلي السحت” داخل السودان وخارجه…!

هذا للاعتبار والعبرة  وضرورة معرفة أبعاد هذه النفوس الإنقاذية الاخوانية الخربة وأبعاد الانتهازية الإجرامية الشبقة..ولكنها عبرة باهظة الثمن..!

 الخلود لشهداء الوطن وأرواح الأبرياء..وعوض الفقد المر على الله..وستبقى ثورة ديسمبر العظمي التي سوف تعيد الأمور إلى نصابها.. فالأوطان لا تموت..!

ﻓﻴﺎ ﺑﺎﻃﻦ ﺍﻻﺩﻳﻢ ﺍﻓﺘﺢ

ﺑﺮﺍﺣﺎﺕ ﺍﻟﺤﻨﻴﻦ ﻣُﺸﺮﻉ

ﻭ ﺍﻧﺪﻩ ﻟﻲ ﻣﺪﻥ ﺷﺎﺧﺖ

وأﻃﻼﻝ ﺍﻟﻘﺮﻯ ﺍﻟﺮﺍﺣﺖ..ﺑﻴﻮﺕ ﻓﻲ ﺑﻴﻮﺕ

ﻓﻤﺎ ﻟﻔﻆ ﺍﻟﺒﺤﺮ ﻳﻮﻧﺲ

ﻭ ﻻ ﺍﻧﺴﺪﺕ

ﺷﻬﻴﺔ ﺍﻟﺤﻮت..!

 

‫3 تعليقات

  1. والله مقال في صميم الصميم كعادة الاستاذ الكبير الغالي مرتضي الغالي
    والله يا استاذ مرتضي انحنا مافي شئ مضيعنا الا تشتتنا في ٦٠٠ حزب صغير وتعاملهم بمثالية مع تنظيم الكيزان الارهابي الدموي الفاشل
    يا اخ للان خالد سلك في حزب
    ووجدى صالح في حزب
    وياسر عرمان في حزب
    وساطع الحاج في حزب
    وودالفكى في حزب
    ومحمد عصمت في حزب
    وكمال بولاد في حزب
    وشباب حزب الامة في حزب
    و …
    و وكلهم مشتتين في احزاب وهمية صغيرة و فيها احزاب باسماء تؤدي في ستين الف داهية زى حزب البعث الحزب الناصري الحزب الشيوعي الغريبة الناس ديل للان متمسكين باسماء احزابهم التى انتهت في مهدها وتلاشت في بلدها دا غير انو عصابة الكيزان الارهابيين نجحت في ربط الكفر والالحاد باسماء هذه الاحزاب الثلاثة بعثي وناصري وشيوعي
    هسي بالله في زول عاقل بيجي ينضم لحزب اسمو الحزب الشيوعي الذي تلاشي في روسيا دا غير ان اسمه يمنع الغرب من التعامل معه ودعمه ضد التنظيمات الارهابية زى جماعة الكيزان الارهابيين. الحزب الناصري اختفي من مصر نفسها اما حزب البعث فاتحظر في العراق وفي سوريا كان سبب دمر سوريا.

    الشئ المخلي مخانيث زى الكيزان انو يسيطروا علي البلد هو ضعف الطرف الآخر وتشتته في ٦٠٠ حزب صغير
    والشئ التانى هو التعامل بمثالية مع تنظيم الكيزان الارهابي الدموي الفاشل الذي ثبت اجرامه وارهابه ومصنف كارهابيين عند كل الدول.

    نخبتنا هى الموديانا في ٦٠ الف داهية

    دا غير ان مايعرف بالسودان الحالى هو عبارة عن تجميع دولة سنار + دولة دارفور + اقليم جبال النوبة فالافضل هو رجوع هذه الدول الثلاثة والشعوب المختلفة الى جغرافيتها الطبيعية وحدودها المعروفة والعيش في سلام كجيران افضل مليون مرة من هذه الوحدة المصنوعة وحدة الدماء والدموع وحدة الحروب الابدية اللانهائية، نعم للانفصال وانهاء معاناة اهلنا الجلابة منذ ان ضم لنا المستعمر الانجليزي دولة دارفور واقليم جبال النوبة لم ننعم بيوم واحد من الاستقرار او العيشة الطبيعية يجب ان نقرر مصيرنا ونعلن العودة لدولة سنار التى قامت علي ارض كوش تلك الحضارة العظيمة التى قامت علي ضفاف نهر النيل العظيم.

  2. دكتور مرتضى الغالي تخصص فضح الكيزان والله مقالاتك لسان حالنا اضربهم ضربهم البلاء عديمي الرجولة والمروءة دمروا الأخلاق اولا والبطون ثانيًا
    قاتلهم الله أكلي السحت ويأتون المنكر في مؤتمرهم العفني بتاع المثليين الأنجاس

  3. أحييك يا دكتور فقد أجزلت في وصف الفئة الضالة صاحبة المشروع الهالك وزمرتهم وربائبهم في اللجنة الأمنية للمخلوع وحزبه البائد
    أكتر حاجة محيرة فعلاً إنه جيش الأنصاص كتائب المخلوع الإرهابية برئاسة جنرال الفنقسة خايب الرجا برهان عاوزين الشعب يقيف معاهم بعد أن إنقلبو على كل تطلعاته ودمرو أحلامه طمعاً في عودة عهد البؤس البائد .. عاوزين أحرار الشعب يقيفو معاهم في حرب ضد مليشيا هم من صنعوها وقووها وشرعنوا وجودها وقننوها !! حرب لا تهم السودان ولا شعبه أشعلتها مليشيتين إتحدو أولاً وانقلبو على ثورة ديسمبر المجيدة التي مثلت أهداف وطموحات أمه ثم اختلفو وتحاربو بعد ان تقاطعت مصالحهم ويريدون تأييد من قتلوهم وعذبوهم وسجنوهم وسحلوهم وأحرقوهم أمام القيادة وانقلبوا على ثورتهم .

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..