أهم الأخبار والمقالات

العودة إلى الاتفاق الإطاري تزعج البرهان والكيزان

أظهرت الإدارة الأميركية والكثير من الدول الغربية تشبثهم بضرورة تخلي الجيش عن السلطة وتسليم السلطة لحكومة مدنية بعد إجباره على التهدئة ووقف إطلاق النار، ما أزعج رئيس مجلس السيادة الفريق أول عبدالفتاح البرهان، وفلول الرئيس السابق عمر البشير المعروفة في السودان بالكيزان، حيث لا تريد واشنطن وحلفاؤها أي تغيير في العملية السياسية بعد اندلاع الحرب بين الجيش وقوات الدعم السريع.

وأدى هذا التوجه إلى عدم ارتياح وفد الجيش في محادثات جدة وأعلن تجميدها كمناورة لإحداث تغيير في الوساطة الأميركية – السعودية التي شددت على التمسك بالاتفاق الإطاري الذي قضى بتسليم السلطة لحكومة مدنية، وكأن الحرب الجارية في الخرطوم فصل عارض في الأزمة السودانية.

وأبدى الجيش انزعاجه من تعليق محادثات جدة، وطالب بعودتها، غير أن واشنطن مدفوعة بدعم من قوى دولية عديدة تعاملت مع الموقف بطريقتها التي يمكن أن تجبر الجيش على التسليم بقواعد اللعبة السابقة، ففرضت عقوبات اقتصادية على الطرفين المتصارعين، وشددت عبر مجلس الأمن على التحول الديمقراطي، وجددت مهمة بعثة الأمم المتحدة في السودان ويرأسها فولكر بيرتس الذي طالب البرهان بتغييره.

ودعا بيان لمجلس الأمن الجمعة إلى ضرورة قيام الجانبين المتصارعين بوقف الأعمال القتالية وتسهيل وصول المساعدات الإنسانية ووضع ترتيب دائم لوقف إطلاق النار واستئناف العملية نحو التوصل إلى تسوية سياسية دائمة وشاملة وديمقراطية في السودان.

ويؤكد البيان أن هناك تفاهمات بين المجتمع الدولي على تسليم السلطة لحكومة مدنية، خاصة أنه صدر بإجماع الأعضاء في المجلس، بمعنى أن روسيا والصين ليست لديهما ممانعات في العودة إلى دعم الاتفاق الإطاري، والذي يعتبره الكثيرون أحد الأسباب المهمة لتفجير الحرب، لأن الكيزان أرادوا تخريبه لاستبعاده لهم.

ويقود الإصرار على الالتزام بالعملية السياسية إلى تمسك الجيش بخيار الحرب، باعتبارها الوسيلة الوحيدة التي يمكن أن تغير من قواعد اللعبة، إذا نجح الكيزان في ترتيب أوراقهم وتمكنوا من تحقيق انتصارات حاسمة على الأرض.

وحتى هذه قد يكون مشكوكا فيها، لأن الجيش زاد إنهاكه في حروب ضارية من الكر والفر، وقوات الدعم السريع لا تزال تحكم سيطرتها على بعض المنافذ الحيوية في العاصمة الخرطوم، وزاد الغضب على البرهان باعتبار أنه سمح للكيزان بممارسة ألاعيب قاتمة والتي مهدت الطريق نحو الحرب.

ووافق المجلس أيضا في اجتماعه الجمعة على تمديد تفويض بعثة الأمم المتحدة المتكاملة للمساعدة الانتقالية في السودان لمدة ستة أشهر، في إشارة تقلل من أهمية الخطاب الذي أرسله البرهان إلى سكرتير عام الأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش وطالبه فيه بإنهاء مهمة رئيس البعثة.

وتشير هذه المعطيات إلى زيادة الضغوط التي تمارس على قائد الجيش في السودان لإجباره على تبني سياسات ليّنة، لأن إطالة أمد الحرب يضاعف من استنزاف قواته بعد تسريب معلومات حول ضعف الأداء العام لقوات الجيش في الميدان، بما يرفع من حالة الغضب في صفوف مواطنين صدقوا خطابه الأول حول قدرته على دحر قوات الدعم السريع خلال أيام قليلة.

وفسر مراقبون لجوء الإدارة الأميركية إلى سلاح العقوبات بقراءتها للمشهد على الأرض، وأن الجيش لا يريد التخلي عن السلطة، خاصة إذا حقق انتصارا حاسما بعد إعادة الحشد التي قام بها مؤخرا وحث الناس على حمل السلاح واستدعاء الضباط المتقاعدين من الجيش والشرطة وأدت هذه الخطوات إلى شيوع الحرب في مناطق عدة.

وراهن هؤلاء المراقبون على أن الولايات المتحدة تتحرك لوضع بعض المفاصل الرئيسية في ملف السودان بين يديها لتحقيق هدفها في العودة إلى العملية السياسية، حيث وجدت أن بعض القوى لا تمانع من استمرار مشاركة الجيش في السلطة، وهو ما يعني العودة إلى النقطة المركزية التي فجرت الحرب.

وكشف مصدر سوداني مقيم في الولايات المتحدة لـ”العرب” أن العملية السياسية التي تتبناها واشنطن ستحدد بدرجة كبيرة مصير الحرب والسلام في السودان، فقد حددت الإدارة الأميركية بطريقتها المعهودة طرفين في التفاوض بمشاركة واسعة من القوى المدنية، وهو ما جعل الكيزان ينزعجون من محادثات جدة.

وأضاف المصدر ذاته أن الولايات المتحدة عملت بالتنسيق مع السعودية عبر وساطة مشتركة لأسابيع للتوصل إلى هدنة قصيرة ووقف لإطلاق النار بغرض الدخول في المرحلة الثالثة، وهي التفاوض على الحكم المدني وفقا لمرجعية الاتفاق الإطاري.

وأكد المصدر أن الولايات المتحدة لا تريد إدخال تعديلات على الاتفاق الإطاري وملحقاته بطريقة تؤدي إلى تغيير قاعدته في استبعاد الكيزان، لكن يمكن توسيع خارطة المشاركة بحيث تشمل لجان المقاومة والحركات المسلحة، فالثابت لدى واشنطن هو “اتفاق إطارى مع إخراج الجيش من السياسة وتسليم السلطة لحكومة مدنية”.

وباتت الولايات المتحدة تتعامل مع ملف السودان كقضية محورية وتتخذ سياسات مختلفة لتمكينها من نجاح مقاربتها الجديدة، وثمة رفض من جانبها لمسألة اللجوء إلى البند السابع، أي التدخل بالقوة المسلحة لحفظ السلام، وترى أن ضعف الجيش حاليا يسهم في إنهاء الحرب قريبا من خلال العقوبات الاقتصادية والضغوط السياسية.

ويمكن أن تفضي هذه التقديرات لخلاف بين الولايات المتحدة وبعض القوى الإقليمية التي تعتقد أن الجيش السوداني مؤسسة تضمن الحفاظ على وحدة البلاد واستقراره.

وتنطوي التحركات الأميركية على تلميح بأن الجيش غير ضامن لهذه المعادلة منذ انخرط في حرب مدمرة، وبعد إخفاقه في إحراز نصر على قوات وصفها بـ”الميليشيا” وعندما ينهار أو يتراجع أمامها فهذا يفرض إعادة النظر في الرؤية التي تراه لازال ضامنا للأمن والاستقرار ووحدة البلاد، فقد دخل اختبارا عمليا ولم يتمكن من تجاوزه.

العرب

‫16 تعليقات

    1. طالما الجيش اصبح خارج المعادلة السياسية وغير السياسية بفعل هذه الحرب الأن الشرط الوحيد هو خروج الجنجويد من المعادلة السياسية ولو هناك توافق عام بين السودانيين بخروج الجنجويد وهناك ضمانات دولية وتعهد من الجنجويد لا اظن جماعة الجذري عندهم مانع من الاطاري

    2. سيكررون الخطأ لتمكين من يتناغمون مع أجندتهم التي أصبحت مكشوف للقاصي والداني اللهم إلا المصابين بعمى الألوان من النخب السودانية التي انكشفت عورتها حينما أوهمت حميدتي الغلبان بتولي السلطة ثم الانقضاض عليه كما فعلت مع النميري بعد أن تخلصت من خصومها الأنصار في الجزيرة أبا والضباط المخالفين في مجزرة بيت الضيافة وود نوباوي.
      فالأمريكان يريدون إيجاد الفوضى الخلاقة لامتصاص ثروات السودان التي بدأت تتكشف بشكل يغري كل من تهمه مصلحته حتى لو كان ذلك على حساب الشعب السوداني ومعاناته أما الشعب فسوف لن يقبل بالاطاري الذي أفلت السودان من شروره في العامين اللتين تلتا سقوط البشير فتبين الشعب الذي خلق الثورة أن ثورته قد سٍرقت من قبل أصحاب الأجندات الخارجية. كان الله في عون السودان وشعبه

    3. اذا عاوز البلهان يوقف الحرب والبلد يكون تمام يقطع رؤس الضباط الكيزان ويرجع الضباط الشرفاء ويشوف اية بحصل فى البلد والشعب ينعم بحياه مرفقة. أما العكس الحرب سوف تستمر لكثر من ٥ سنوات. ويكون السودان نسيا منسيا..الان الحلو سيطر على جنوب كردفان وبكرة البجا يحتل الشرق وناس دارفور يتوزع على تشاد وليبيا وناس الجزيرة والتمارين والقضارف ينضم للحبشة ومن شندي لوادى حلفاء ينضم لمصر هذا هو وضع المستقبل إذا الحرب لم تقف بعد ٣ سنوات وربنا يكذب الشينة اصحوا يازولات قبل ماينتهي كل شى

      1. أنزلوا الناس منازلهم وسموهم با أسماهم بها آبائهم فهل ترضي أن يطلق عليك أحد من الناس (هلي بلا سنان) أما سيناريو تقسيم السودان الذي حددت مناطقه فهو الموجود في مخيلتك ثم تحاول استدراك الأمر وتقول ربنا يكذب الشينة الشينة هي ما تحلم به ونطق به عقلك الباطن وخطه قلمك المسموم الله يكفي البلاد شرك وشر أمثالك.

    4. الغالبيه العظمي من شعب السودان يرحبون بالاتفاق الاطاري الان اكثر من قبل الحرب… الا الكيزان الفاسدين يهابون المحاكمات وحجز مسروقاتهم التي نهبوها خلال اكثر من 30 عاما مشئوما من حكمهم البائس ويريدون الاحتفاظ بها، ثم الافلات من العقاب، وهذا معروف حتى لاطفال المدارس ، ولكن هيهات!!!

  1. قصدك الشعب الكيزاني؟؟ الشعب السوداني راضي بأي إتفاق يقطع وش الكيزان من الحياة السياسية سواء إتفاق اطاري والا غيره، مافي زول من الشعب السوداني عايز الكيزان إلا الكيزان والسماسرة.

  2. أيوة بنقبل بالإطاري .. كشعب سوداني الأهم عندنا هو إبعاد الكيزان وتنظيمهم الإرهابي من مفاصل الدولة ومن أي دور سياسي ومحاكمتهم على كل الجرائم الإرتكبوها في حق الشعب والدولة وأولها جريمة إضعاف الجيش والأجهزة الأمنية وتحويلها إلى كتائب تابعة لحزبهم المأفون وجريمة تكوين مليشيا من مرتزقة أفارقة لا عقيدة لها سوى الخراب ةالقتل والدمار للدفاع عن المخلوع وعهده البائد .

  3. بعد إخفاق الجيش في إحراز نصر على قوات وصفها بـ”الميليشيا” وعندما ينهار أو يتراجع أمامها فهذا يفرض إعادة النظر في الرؤية التي تراه لازال ضامنا للأمن والاستقرار ووحدة البلاد، فقد دخل اختبارا عمليا ولم يتمكن من تجاوزه.
    القضاء على الكيزان داخل الجيش وابعادهم جميعا وإنقاذ مايمكن إنقاذه …!

  4. نقبل بالمدنية لا كيزان لا قحت ولا جيش ولا جنجويد لا يسار لا يمين لاحركات ممكن نحصل 20 وزبر كفاءات غير متحزبة بس ما نعود للارزقية غير كده خليها تتحرق عسي واحد مايبقي كرهتونا حاجة اسمها السودان

  5. الاطارى مع تجميد دور القوات المسلحة لحين البت فى التفاوض وأعادة هيكلة الجيش لا غضاضة فيه , أما الاطارى بالوضع الحالى حيث يدار الجيش من مجالس الحركة الاسلامية لن يكون ذا جدوى و لن يؤدى سوى الى _ انقلاب جديد .

  6. الأمر واضح:
    الاثنان يتصارعان على السلطة وعندما احتدم الخلاف حصل القتال بسبب الكيزان الذين يمثلهم البرهان وشلته ولا يرغبون في حكم مدني أو تسليم السلطة لحكومة مدنية، ويريدون الاستمرار في حكم البلاد على مزاجهم وقهر الشعب واخضاعه. بينما نجد الدعم السريع رغم عدم قبوله من قبل قطاع كبير من السودانيين إلا أنه يتشبث بضرورة تسليم الحكومة لجهة مدنية ويتشبث بالاتفاق الإطاري.
    قامت هذه الثورة لإرساء حكم ديمقراطي ومؤسسي وتطبيق العدالة بجميع أشكالها وانهاء التفرقة بكل أشكالها، لذا على الشعب الاستعداد والتجهيز للحصول على حقوقه كاملة واقصاء كل العسكرييين من السياسة ومن حكم البلاد، ويكون هنالك حكم تكنوقراطي لمدة عامين أو ثلاث حتى تسترد البلاد عافيتها وتتكون أحزاب حقيقية وتكون بعد ذلك انتخابات من يفوز فيها يؤول إليها حكم البلاد وفقا لدستور وقوانين يتم تأسيسها وسنها. وبخلاف ذلك سنظل في حلقة مفرقة من استغلال المواطن وضياع مقدرات البلاد.,

  7. جريدة العرب معروف تمويلها وناطقة باسم من
    وهي تتحدث عن امنيات
    الاطاري طار وراح في ستين داهية
    لا تحلموا بالمستحيل

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..