مقالات سياسية

أخرجونا من ديارنا بغير حق

نهى محمد الأمين أحمد

والدتي والتي تقترب من الثمانين من عمرها، تبتدر صباحها يوميا بسؤالي، ألن نرجع إلى البيت اليوم، فيقلب علي سؤالها كل المواجع والألم،تخنقني العبرة، تمتلئ عيناي بدموع القهر، أحتار كيف أجيب سؤالها، الذي أطرحه على نفسي ألف مرة في الدقيقة!!!هل سنعود!؟هل سنعمر بيوتنا الخالية مرة أخرى؟متى سينتهي هذا العذاب الذي طال؟كيف يعقل لامرأة في خريف العمر أن تشرد من منزلها؟  أن تغادر عشها الآمن الذي قضت فيه عمرها؟!

جميعنا يعلم ارتباط أمهاتنا الحبيبات بمنازلهن، وأن البيت بالنسبة لأي إمرأة هو مملكتها، هي الملكة المتوجة على عرش بيتها، مفهوم البيت عند المرأة أكبر بكثير من الرجل وارتباطها به أقوى، والمرأة بتكوينها العاطفي ترتبط وجدانيا بمنزلها، كل زاوية وركن في المنزلتجمعها مع سيدة البيت علاقة عاطفية وجدانية، قويت أواصرها على مر الأيام، وتربطهما معا كم من التفاصيل والذكريات، أي مكان في البيت له نصيبه من القصص والحكايات، ضحكات الأبناء، مناسبات الأفراح وحتى الأحزان، تربط بين المرأة ومملكتها الصغيرة،والدتي المسنة متعها الله بالصحة والعافية والعمر الطويل العامر بالطاعات، ربما هي من أكثر ممن التقيت في حياتي من النساء ارتباطا ببيتها، فهي لا ترتاح إلا بين جنباته، ولا تستقيم حياتها إلا وسط جيرانها الذين أمضت معهم عمرا، وحتى عندما كانت تسافر لزيارة إخوتي المهاجرين، كانت تعد الأيام بالدقائق حتى يحين موعد عودتها إلى البيت،،،

في لحظة مجنونة اضطرت هذه المسنة لمغادرة بيتها قسريا، أصبح عليها صباح لا يشبه صباحاتها الزاهية، وجدت نفسها في سرير يختلف عن سريرها الذي ألفته وألفها، تلفتت يمنة ويسرة لتجد المكان غير المكان، بحثت بعينيها عن أشيائها المألوفة فلم تجدها، استرقت النظر علها تجد أصايص الزهور والنباتات التي تشرف بنفسها على سقايتها، أرهفت السمع لتصلها أصوات الجارات وهن يصبحن عليها، لم تجد شئ من حياتها التي تحبها، تألفها وترتاح فيها، وجدت أمي المسنة نفسها في مكان غريب، لم تستطع تقبله ولا التعود عليه، تستمر في طرح السؤال: هل سنعود اليوم إلى البيت!؟لماذا فعلوا بنا هذا!لماذا ظل هذا الوطن الملئ بالخير لعنة علينا طيلة حياتنا؟

لماذا نحن الشعب السوداني المسكين ظللنا دوما ندفع ثمنا غاليا، لفساد الحكام، بلادة الساسة وعنجهيتهم؟لماذا موارد هذا البلد الثري كانت نقمة وليست نعمة؟

أليس من حق والدتي الثمانينية، أن تعيش حياتها بكرامة وعزة، أن تقضي شيخوختها في منزلها الآمن وهي مطمئنة وهانئة برفقة ذكرياتها وجيرانها؟؟

أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن ينتقم شر انتقام ممن زعزع أماننا وشرد كهولنا، أن يصب غضبه عليهم، ويأخذهم أخذ عزيز مقتدر،،

[email protected]

‫5 تعليقات

  1. نعم من حق والدتك ان تعيش حياتها بكرامة و عزة في بيتها و نعم من حق الاف الامهات الدين شردوا من بيوتهم و يعيشون من اكثر من عشرين سنة في ما يسمي معسكرات لجوء من حقهم العودة الي بيوتهم من حق الجميع ان يناموا بدون اصوات الرصاص و الطيران يقطع عليهم نومهم فينهضون من الفزع و الاطفال يهربون الي الكهوف في الجبال خوفا من دانات الانتنوف العمياء لقد مورس كثير من الظلم في هدا البلد و الان عقاب السماء لا يستثني احد

  2. الم اسألي امك كيف كان الناس وهي شابة وكيف كان الاهل الم تعرف امك السبب كثرة الرشاوي والسرقات والتحاسد والتباغض وقطع الارحام وظلم وجور الحكام والكيزان اللئام الم تسمع امك بان الجيش اصبح عمل تجاري كل الضباط يمتلكون العمارات والمزارع والمشاريع الاستثمارية لا يهمهم الا حراسة ممتلكاتهم الم تشاهد والدتك الشوارع التي تعج بالسواقه والسفور والفجور

  3. اسالي امك عن موقفها و هي شابة عما كان يحدث لمواطني جنوب السودان هل استنكرت و لو في نفسها ما كان يحدث لهم من قتل و تشريد ممنهج بلا دنب ام لم تكترث و اان الامر ما كان يعنيها فهو بعيد عن بيتها الهادي الامن في الخرطوم
    لقد قمنا بارتكاب الكثير من الظلم و الديان لا يموت بس نصبر و نحتسب و نسعي لنكون افضل في المستقبل

  4. أغلبية الشعب السوداني في الشمال والجنوب والشرق والغرب والوسط عاش شظف العيش والشقاء البعض بالحرب وغيره بالجفاف والتصحر وغيره بغياب العدالة الاجتماعية وغياب التوزيع العادل للثورة والسلطة وغيرهم بنظم الحكم الفاسدة وتسلط نخب سياسية وثقافية لا تنظر الا الي مصلحتها الشخصية والحزبية لذلك نقول اللهم اضرب الظالمين بالظالمين واخرجنا من بينهم سالمين غانمين يا رحمن.

  5. لا يا Mohd من عاني من الشعب السوداني هم اهل الجنوب و الشرق و الغرب طول عمره الجيش السوداني يحارب و يقتل و يشرد اهل الغرب و الجنوب لم طلق طلقة واحدة في الشمال و لم يشرد مواطن في الشمال و لم يكن نزوح من الشمال حتي عندما احتل جزء من الوطن في الشمال لم ينقل الجيش مدفعيته و طيرانه لتجرير الارض و لكن الطيران السوداني تعلم القصف في اطفال و قري الجنوب و الغرب لنكون صادقين و نقول الخقيقة حتي نتمكن من بناء و طن يسع الجميع

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..