مقالات وآراء2

جمعة الغضب

يوسف السندي

طبيعي ان يخرج المواطنون السودانيون معرضين انفسهم للخطر من اجل إيصال رسالة واضحة للدعم السريع بأن جنوده تركوا الحرب ضد الجيش وتفرغوا لمحاربة المواطنين ونهبهم وسلبهم وقتلهم. ولكن هل تفهم المليشيا هذه الرسالة؟

لا نتوقع ان تستجيب المليشيا لهذه التظاهرات، فهذه المليشيا تؤدي دورها المرسوم لها منذ تاريخ تاسيسها بضرب النسيج الاجتماعي السوداني وتمزيق البلد عبر إشاعة الحروب.

ترديد المتظاهرين شعارات تطالب الجيش بالتدخل لحمايتهم من انتهاكات المليشيا، تحمل جهلا بطبيعة عمل الجيش الحالي وتركيبته وهدفه من الحرب.

لا نتوقع اي استجابة من الجيش لمطالب المواطنين، فهو بعقليته التي اوجدت هذه المليشيا لن يفعل اكثر من ان يحمي سلطته منها، وإذا هزمها، سيعيد تكوين مليشيا جديدة لتؤدي ذات غرض هذه المليشيا.

من المخاطر ان يتعرض المواطنون المتظاهرون الى عنف من قبل الدعم السريع اذا خرجوا في مناطق سيطرته، وهم عزل لا يمكنهم رد العنف بالعنف، مما قد يؤدي إلى حدوث خسائر فادحة قد تتراكم لتصبح مجزرة، كما قد يقود هذا الى تسلح المواطنين ليواجهوا العنف بالعنف، وكلها سيناريوهات خطيرة.

من المخاطر المتوقعة ايضا ان يستهدف الكيزان من يخرجون الى الشارع من المواطنين العزل عن طريق القناصة والتفجيرات من أجل زيادة الغضب الشعبي، واستقلاله في سعيهم الدؤوب لتأديب الشعب السوداني على ثورته عليهم واسقاطهم من الحكم، وهم كما نعلم قتلوا المتظاهرين العزل لسنوات طويلة بهذه الطريقة.

مما تقدم فان هذه المظاهرات لن تقدم ولن تؤخر في واقع المعركة لانها لا تقدم اختراقا يقود الى ايقاف الحرب، فقط ستنفس عن غضب مكتوم لدى الجماهير ضد ممارسات المليشيا.

لو خرجت هذه المظاهرات تطالب بإيقاف الحرب، ربما نجحت بهذه الطريقة في إيجاد خط اخر غير الحرب، يدعم الجهود المحلية والدولية التي تنشط للضغط على الطرفين المتحاربين لإيقاف الحرب.

اذ يظل ايقاف الحرب واستعادة الحكم المدني هو الطريق الاسلم لشعب السودان للخروج من ممارسات الدعم السريع الشنيعة، والخروج من عقلية الجيش المكونة للمليشيات، والخروج من فخ السقوط مجددا في حكم الكيزان الذي سيقود البلاد مجددا لذات المصير المظلم.

[email protected]

‫7 تعليقات

  1. من اخطر واغبي ما يفعله المدنيين اثناء الحرب هو ان يدعموا عمليا طرف ضد اخر. هذا الفعل يزيد النار اشتعالا ويفتح الباب امام انتهاكات اوسع ضد المدنيين بدافع الغضب والغيظ والرغبة في الانتقام. هذه مظاهرات كيزان هدفها تحويل الحرب الي حرب اهلية

  2. التوصيف الصحيح لما يجري الان هو تنفيذ مخطط رسمه الكيزان للقضاء على الثورة والانتقام من جميع القوى التي اسقطت رئيسهم المخلوع وفضحت تنظيمهم.
    هذه محاولة يائسة من الكيزان الهاربين والمندسين فى البدرومات … محاولة لجر المواطن ضحايا بطش وقصف الطرفين الي مرمي النيران ليس ‘لا !!

  3. يا استاذ يوسف السندي .. لم يستجب الشباب الواعي والشارع الصاحي لهذه الدعوة الفلولية الملغومة … فشلت وسوف تفشل اي مؤامرة رخيصة للمزايدة والمتجارة بقضايا الضحايا من كيزان اخصائي الاغتصاب و المخلوع القائل -نقلا عن الترابي- “الغرابية لو ركبا الجعلي هسي دا اغتصاب ولا شرف ليها” …
    نقول لهم:
    ايها الكيزان الجبناء الردحي في الفيس مابجيب ليكم نصُر ، والتخفي خلف عروض الناس وإثارة العواطف لن يجدي نفعاً ، تعالوا من العواصم التى اودعتوا فيها أموالنا المنهوبة،وتقدموا انتم الصفوف وابقوا رجال عشان يبلكم البلاء الذي صنعتوه واتيتم به لنا ياملاعين.

    1. انت لا نصرالدين ولا مبروك انت كادكوك لو جازت اللعنه عليك علها تغطيك وتهوي بك ٤٠خريفا… ماذا يعني استمرار الحرب …معناها استمرار القتل اسأل الله ان ينال منك لوكنت في الخرطوم ولو مختبي خارج الخرطوم اسأل الله صاقعه لك تفتت عظامك.

  4. عن جمعة الغضب ابلغ تعليق متداول منقول من الاسافير:
    مراحل تطور مخطط الكيزان للقضاء على الثورة: الزحف الأخضر = أختونا = اعتصام الموز = جمعة “الغدب”.
    نفس البانقات والهبنقات وابجيقات ونفس الوجوه الكالحة القميئة ونفس الجهات المخططة والمنفذة.

  5. نصر الدين مبروك انت كوز ولا مخبول، لابد من ايقاف الحرب يا كوز يا همبول إنت قاعد في تركيا اوماليزيا اومصر وعايز الناس تموت يا رمة عليك اللعنة الي يوم الدين.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..