مقالات سياسية

في الحروب الاغتصابات سلاح قديم متجدد!

ايليا ارومي كوكو

ففي الحروب السودانية ظلت الاغتصابات نوع من الاسلحة الاشد فتكاً ضد المتجتمع و الفئات الضعيفة من النساء و الفتيات  .
ما يميز الحرب لسودانية الحالية بكل تداعياتها و فجور العدوات و الخصومات و التشفي وفش الغبائن  فيها  . انها حرب الاخوة الاصدقاء  الذين تحولوا ما بين أمس و ضحاها الي اعداء الداء .  وهذا يذكرني  بالإخوة كارامازوف في رواية للكاتب الروسي فيودور دوستويفسكي  و هي تعني الاخوة الاعداء .
هذه الحرب اللعينة التي يديرها و يقودها الجيش السوداني ضد قوات الدعم السريع . و بالاحري هذه الحرب المدمرة للسودان  التي يديرها بالرموت كنترول من خلف الكواليس في الميدان رموز النظام السابق  من الاخوان مثل كرتي و البرهان  شخصياً سوف لا و تبقي و لا تذر . و الجيش السوداني في هذه الحرب هو نفسه ضحية كبري وعبار عن حصان طرواده يمتطيه  النظام السابقه تحقيقاً لأجنداته و اطماعه في السلطوية  أهم يحالون محاولات مجنون لادارة عقارب الساعة الي الوراء  و من ثم الاستيلاء علي السلطة و حكم السودان مجدداً و هذا لعمري مستحيل كالخل و العنقاء . فاللعبة باتت اكثر وضوحاً و مكشوفة و هذه المؤامرة لن تنطلي علي الشعب السوداني الضحية و لا علي العالم .

قوات الدعم السريع هو الوجه الاخر  من العملة . أي وجه جيش نظام البشير الذي دمر الجيش السوداني و شوهه وغبشه و محي عقيدته الوطنية علي حساب   ايدلوجيته الحزبية الضيقه جداً الاسلاموية . أهمل النظام  السابق الجيش السوداني اهمالاً كاملاً متعمداً و بقصد و اصرار . و في الجانب الاخر أغدق  كرمه و جوده لقوات الدعم السريع . و هذا ما رفع من أسهم قدرات قوات الدعم السريع  التدريبية و التأهلية و المادية علي حساب الجيش السوداني الوطني . و كان محمد حمدان دقلو هو حامي حمي الرئيس السابق عمر احمد حسن البشير الذي كان يتنبر به عند قدومه وحضوره قائلاً حمايتي جاء !
عنوان موضوعنا الاغتصابات سلاح قديم متجدد في الجيش و قوات الدعم السريع . استخدم  هذا السلاح القديم  و مورس كثيراً في الحروب السودانية في الجنوب ودارفور و جبال النوبة و النيل الازرق . لكن رغم كل الادانات و الاستنكارارات و الشجب لهذا الممارسات اللا اخلاقية و اللا دينية لم  تجد تلك اذاناً صاغية و لا عيناً تري . هو ذاته السلاح الذي استحدث و صار جديداً في هذه الايام و في الحرب الحالية  الاخيرة التي تدور راحاها لأول مره في العاصمة السودانية المثلثة أي الخرطوم  أم درمان و بحري .

الاغتصابات فعل شنيع جداً مرفوض مقزز  و مستهجن . هذا الفعل القبيح  لا يمكن قبوله دينياً و اخلاقياً و انسانياً  بأي حال من الاحوال فحتي الحيوانات الوحشية و الاليفة تتراضي عند علي الجماع  الاقبال بحميمية
الحيوان لا تغتصب ابداً ابداً دعك من الانسان الذي ميزه الله بعقل و كرمه  . و في الذاكرة ارشيف حول ما قالة الرئيس السابق عمر احمد  البشير في حديثة عن الاغتصابات في دارفور . فال البشير وقتها  بأن علي المرأة الغرباوية او الدافورية يجب ان تفتخر عندما يغتصبها جعلي . فاذا كان رب البيت علي العود ضارب فما شيمة أهل الدار الا الرقص .
الاغتصاب في عرف الجنود هو نوع من الاذلال و القهر و قتل الخصوم و الاعداء معنوياً و روحياً و نفسياً . لا سيما ما يتم من الاغتصابات للنساء امام الرجال من الازواج او الاخوان و الابناء انه قتل ممنهج للرجولة و بصورة  بطيئة  مهينة مذلة .

و في دارفور وثقت هيئة هيومن وتش الانتهاكات و العنف الجنسي وقد نفت الحكومة السودانية حينها تلك الممارسات جملة و تفصيلاً .  و اشهرها علي الاطلاق  ، ما تم في قرية تابت من عنف جنسي موثق و شهود من المجتمع و الضحايا و هيئات الامم المتحدة و المنظمات الانسانية التي كانت تعمل في دارفور . طردت كل المنظمات من ولايات دارفور لهذه الاسباب وغيرها حتي تخفي الحقائق المؤلم و تمر الجرائم و يتم التستر علي المجرمين و لا تطالهم يد القانون و العقاب .

كما شهدت دولة جنوب السودان ، تلك الدولة الحديثه المنفصلة من السودان . شهد جنوب السودان القديم  احداث مماثلة من الانتهاكات الجنسية العنيفة و للأسف الشديد طالت حتي الفتيات و الصبايا القصر في دولة انفصلت لأسباب الظلم و الانتهاكات .  لم يتورع جيش دولة جنوب السودان و حركاته وهي تعد امتداد طبيعي لجيش السودان بذات العقائد القتالية و بالتي تسري في جيناته هرمونات و شبق العنف الجنسي .

الجديد في الاغتصابات هذا السلاح القديم  الحديث في الحرب الحالية في الخرطوم هو تطور الياته و اساليبه  . فالمغتصبيين في الخرطوم يدخلون عنوة علي الاسر ويحتلون البيوت و المنازل  من ثم يقومون بهذا الافعال البهيمية  الوحشية امام الازواج و الابناء و الاخوان . و قد طال الشر الاشرار و ها هم اليوم يحصدون ثمارهم التي بزروها و زرعوها في كل السودان المهمش و المغضوب عليه  . المغتصبين هنا لا يتكتفون بذلك في احايين كثيرة بل يقومون بتصويرها بالفيدوهات و نقلها و تداولها علي نطاق واسع عبر الوسائط . الامر الاشنع في هذه الانتهاكات الجنسية هو شعور المغتصبين بالانتشاء و الفرح و بهجة الفوز و الانتصار علي الخصوم الاعداء . يتناسي هؤلاء بأن ما يمارسون من جرائم و فواحش ويقدمون علي تصويرها  تعد جرائم  مكتملة الاركان  لأدانتهم . فبحق  أي اله من الالهة في الكون تجري و تمارس الاغتصابات و الله  برئ  يرفض تلك الممارسة ضده و الانسان و يقبلهم لأنفسهم و المجتمع السوداني بأكمله . و الاغرب الغريب جداً هو ما تصاحب الممارسات من صيحات التهليل و التكبير ( الله اكبر … الله اكبر ) .

أوقفوا الحرب هذه الحرب العبثية اليوم قبل الغد ليس لأجل الخرطوم فقط بل لأجل كل السودان .

أقفوا الحرب في دارفور و جبال النوبة و النيل الازرق فالحروب لا تحل المشاكل بل تأزمها و من نتائجها سريان الكراهية بين الاثنيات و القبائل السودانية . فما يحدث في الجنينة في غرب السودان من تطهير عرقي و ابادات جماعيه هي من واحدة من الأفرازات  السيئة .

فهل من عقلاء وسط أمراء الحرب في السودان .

هل تبقي في السودان رجال شجعان يفهمون قيم  الامن و الاستقرار و يدركون بشاعة الحروب و الاقتتال وما يصاحبها ممارسات شريرة .

ليس أقلها  بحال من الاحوال العنف الجنسي و الاغتصاب  بل نهاية هذا السودان و بعثرته الي ما لا يحمد عقابه .

فالمتحاربين أضحوا هم الاعداء الحقيقيين لهذا البلد و علي السودانيين فعل ما يمكن لآنقاذ بلدهم من اطماع الطامعيين في الداخل و الخارج.

[email protected]

تعليق واحد

  1. الناس كانت تضحك سرا و بعضها جهرا عند سماع ما قاله البشير الان من يغتصبن لسن الغرباويات و لا بنات دارفور والان بمادا ينصح البشير بعد ان دخل الاغتصاب دائرته الضيقة و مادا يقول من ضحك سرا او جهرا و لنعلم ان الايام دول و لا يغرن بطيب العيش و نشوة السلطة انسان و هي الايام نداولها بين الناس

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..